نشرت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، تقريرا عن حياة "عابرات الجنس" من ذكور إلى إناث، تحت عنوان "هن_أيضا_نساء"، لتسليط الضوء على معاناة النساء المتحولات جنسيا في مصر.
وقالت في التقرير الصادر اليوم الأربعاء إن النساء المتغيرات الجنس يعانين من تمييز أشد من نظرائهن الذكور، إذ أنهن اخترن طوعا الانتماء إلي الجنس الأدنى اجتماعيا، على حد قول التقرير.
وأكدت المبادرة أن اليوم العالمي للمرأة فقد بعده الثوري على يد المؤسسات الرسمية وتحول إلي يوم احتفالي، موضحة أنه لا يخص النساء البيولوجيات فقط.
وأشارت إلي أن النساء عابرات الجنس يعانين من مشاكل عديدة في مصر كصعوبة استكمال الأوراق التي تمكنهن من الحصول على الخدمات الطبية التي يحتجن إليها، فضلا عن ما وصفه التقرير بـ"تعنت" دار الإفتاء داخل اللجنة الخاصة بتصحيح الجنس في نقابة الأطباء، والتي توقفت عن العمل لشهور طويلة لرفضها استكمال العمل بها، وكذلك المشاكل المتعلقة بتغيير الأوراق الثبوتية والشهادات الجامعية.
وأضافت المبادرة أنهن يعانين من وصم اجتماعي، والتمييز في أماكن العمل والذي يصل لحد إيقافهن عن العمل أو رفض إعادة تعيينهن بعد تغيير الأوراق أو طردهن، وتعاني أخريات من رفض أسرهن لقرارهن بتغيير الجنس.
اضطراب الهوية
وبحسب تقرير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، تروي "م.م" أن "الأنوثة ليست عيبا"، مؤكدة أن هذا ما وجدت الشجاعة لمواجهة نفسها به أخيرا بعد قضائها سنوات عالقة في جسد ذكر الذي ولدت فيه، وتربت وعاشت حياتها بالكامل به.
كما تشير "م.م" إلى أن عقلها وروحها لأنثي، مما جعلها تعيش حياتها بالكامل تحمل دور الذكر على عاتقها دون أن يشعر أحد أن هذه مجرد قشرة، وأنها ليست ذكرا في الحقيقة.
وتضيف أنها تقوم بالدور المنوط بها، دون أن تبدو منها أي التفاتة أو كلمة تشي بالحقيقة، وإلا طاردتها اللعنات والسخريات ووصمات العار إلي أبد الأبدين بكلمات "منحرف، جرثومة يجب اقتلاعها من المجتمع، شاذ".
وبدأت "م" البحث عما تعاني منه، ووجدث مسمى اعتبرته مخيفا آنذاك يدعي "اضطراب الهوية الجنسية"، وهو اضطراب يولد به الإنسان كعيب جنسي يجعل هويته الجنسية مغايرة لهوية الجسد ولا علاج له، انتهت أغلب الحالات المصابة به للانتحار.
معاملة وحشية
سناء، 25 سنة، معيدة في الجامعة، لم تجر عملية تحويل الجنس حتى الأن، موضحة أنها تتعرض لتمييز في المعاملة إلى درجة ترقى إلى "الوحشية"، كما تقول، ففي البداية رفضت رئيسة القسم توقيع استلام العمل لها، لطول شعرها وأحضرت بعض الأساتذة الآخرين للسخرية منها بالقول :"مين الأمورة اللي جاية تشتغل معانا".
تكمل :"بالنسبة لهم أنا مش متحولة جنسية، وبيقولوا لنفسهم ازاي يبقي معانا في القسم حد مثلي"، مؤكدة أن رئيسة القسم دائما ما تفتعل معها المشاكل بسبب ملابسها وشعرها، وتطور الأمر لوقفها عن العمل فترة، رغم التزامها الأكاديمي وتفوقها.
تري سناء أن مشاكلها لا تنفصل عن مشاكل باقي النساء، فالمعاناة واحدة في المجتمع الذي يحاول أن يحدد لهن اختيارتهن وشكل أجسامهن، مشيرة إلى أن المجتمع يتعامل مع النساء باعتبار أن مصيرهن للزواج، فضلا عن رفض بعض الأماكن قبولهن في العمل بحجة :"كام شهر هتتجوز وتاخد إجازات".
فشل التأقلم
كاميليا، 31 عاما، تروي أنها دائما ما كانت تصطدم مع أسرتها منذ الصغر بسبب التعليق على تصرفاتها وميولها لكونها ميول بنات، وأنها ذكر، ورغم تأكدها من ميولها لكنها حاولت تصديق حديثهم والاندماج مع الأولاد لكن الأمر كان صعبا ولم تستطع تخطيه، على حد قولها.
تضيف أنها بمجرد بلوغها مرت بحالة من الاكتئاب، لكنها قررت أن تجري عملية بمجرد استطاعتها ذلك، لكنها اصطدمت بمعنى تلك العملية في مصر، مشيرة إلي أنها حاولت التغلب على الأمر بالاندماج مرة أخري والزواج أملا في تغير الوضع، ولكن بمولد نجلها الثاني فشلت كافة محاولاتها للتأقلم.
انضمت كاميليا لمجموعة العلاج الجماعي بمستشفى الحسين، وصارحت من تزوجتها بحقيقة الأمر وانفصلت لتبدأ العلاج الهرموني وتغير شكل جسدها، متابعة: لسه بشوف ابني وبنتي بانتظام وهما بينادوني ماما رغم إصرار مامتهم البيولوجية إنهم ما ينادونيش كده، وأنا حاسة إنهم هيقبلوا التحول بتاعي ﻷني جنبهم طول الوقت وبحبهم وهفضل أحبهم".
"ي.ش" 25 عاما تبدأ حديثها :"طول حياتي الناس مش فاهمة ليه أنا عايزة أبقى واحدة ست بالذات أبويا وأخويا كانوا دايما مستغربين ليه أي حد ممكن يبقى عايز ينزل في السلم الاجتماعي ويبقى ست وهو ربنا خالقه راجل".
وتضيف: حاولت الذهاب للعديد من الأطباء والذين حاولوا إقناعي أنها فترة مؤقتة معتمدين على أدوية الاكتئاب، حتي أجرت العملية منذ شهرين.
وتوضح أنها منذ 2014 قررت تخصيص طاقتها لمساعدة المتغيرات جنسيا، خاصة وأنها تعلم ما يتعرضن له من ضغوط واضطهاد.