جارديان: تمثال المطرية.. هل ينقذ السياحة المأزومة في مصر؟

تمثال الملك رمسيس الثاني الذي تم العثور عليه في المطرية

 

الكشف الآثري قد يكون نذير خير لصناعة السياحة المصرية المأزومة والتي تعاني الأمرين منذ ثورة الـ 25 من يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك 30 عاما قضاها في الحكم.

هكذا علقت صحيفة "جارديان" البريطانية على التمثالين الملكيين من الأسرة التاسعة عشر واللذين عثرت عليهما البعثة الأثرية المصرية الألمانية المشتركة العاملة بمنطقة سوق الخميس بالمطرية الكائنة بضاحية عين شمس الأثرية شرقي القاهرة.

 

وأوضح التقرير أن عدد السائحين الأجانب الذين زاروا مصر شهد تراجعا بصورة دراماتيكية من قرابة 15 مليون شخصا في العام 2010 إلى 1.2 مليون شخصا في الربع الأول من 2016.

 

وأشارت الصحيفة إلى تداعيات حادث سقوط طائرة الركاب الروسية بعد انشطارها في أجواء سيناء في الـ31 من أكتوبر 2015، ما أسفر حينها عن مقتل كافة ركابها الـ224، ما فاقم أوضاع السياحة في مصر، بعد أن هبطت أعداد السائحين الأجانب إلى 1.2 ملايين شخصا في الربع الأول من العام 2016 من 2.2 مليون شخصا في العام السابق.

وذكرت الشبكة في تقرير على موقعها الاليكتروني اليوم الجمعة أنه قد تم العثور على التمثالين على هيئة أجزاء في محيط بقايا معبد الملك رمسيس الثاني الذي بناه في رحاب معابد الشمس بمدينة أون القديمة.

 

وأضاف التقرير أن علماء الآثار عثروا على التمثال الذي يبلغ طوله 8 مترا في المياه الجوفية، وهو للملك رمسيس الثاني الذي حكم البلاد قبل 3 آلاف عام.

 

ووصفت وزارة الآثار المصرية الكشف بأنه واحد من أهم الاكتشافات الأثرية في مصر على الإطلاق.

وقال خالد العناني، وزير الآثار:" الثلاثاء الماضي تحدثوا معي هاتفيا للإعلان عن كشف مهم لتمثال ضخم لأحد الملوك وهو على الأرجح للفرعون رمسيس الثاني، ومصنوع من الكوارتز".

 

وأشار التقرير إلى أن رمسيس الثاني، الحاكم الشهير والقوي في مصر القديمة، والمعروف أيضا بـ "رمسيس الأكبر، كان ثالث ملوك الأسرة التاسعة عشر، وحكم البلاد خلال الفترة من 1279 وحتى 1213 قبل الميلاد. وقاد رمسيس الثاني العديد من الحملات العسكرية ونجح في توسيع الإمبراطورية المصرية القديمة لتمتد من سوريا شرقا وحتى النوبة جنوبا.

وترك رمسيس الثاني ورائه عددا من البنايات الشاهقة، وُعثر على العديد من التماثيل الضخمة الخاصة به في ربوع مصر ولقبه أحفاده بـ "الجد الأعظم."

 

وقال ديتريش راوي من البعثة الأثرية المصرية الألمانية إن موقع الكشف الآثري يعزز احتمالية أن هذا التمثال يعود للملك رمسيس الثاني.

 

وتابع راوي:" إله الشمس خلق العالم في هليوبوليس بالمطرية. وهذا يعني أنه لا بد أن كل الأشياء كانت تبنى هنا: التماثيل والمعابد والمسلات، وكل شيء."

 

وكانت وزارة الآثار المصرية أعلنت العثور على تمثالين ملكيين يرجع تاريخهما لنحو 3250 عاما قبل الميلاد، ويعتقد أنهما أكبر تمثالين مكتشفين بالمنطقة حتى الآن.

ويعود أحد التمثالين للملك سيتي الثاني، فيما يرجح أن التمثال الآخر لجده الملك رمسيس الثاني، وكلاهما من الأسرة الـ19 في مصر القديمة.

 

وأضافت الوزارة، في بيان أمس الخميس: “البعثة عثرت على الجزء العلوي من تمثال بالحجم الطبيعي للملك سيتي الثاني، مصنوع من الحجر الجيري بطول 80 سنتيمترا، يتميز بجودة الملامح والتفاصيل”.

 

وتابع البيان: “أما التمثال الثاني فمن المرجح أن يكون للملك رمسيس الثاني، وهو تمثال مكسور إلى أجزاء كبيرة الحجم من الكوارتز، ويبلغ طوله بالقاعدة حوالي 8 أمتار”.

 

وجاء الكشف الجديد بمحيط بقايا معبد الملك رمسيس الثاني الذي بناه في رحاب معابد الشمس بمدينة أون القديمة، حيث تعمل البعثة الأثرية بالمنطقة المكتظة الآن بالسكان منذ 2005.

وقال رئيس الفريق المصري بالبعثة الأثرية أيمن العشماوي: “جاري الآن استكمال أعمال البحث والتنقيب عن باقي أجزاء التمثال للتأكد من هوية صاحبه، حيث أن الأجزاء المكتشفة لا يوجد عليها أي نقوش يمكن أن تحدد لمن من الملوك”.

 

وأضاف "لكن اكتشافه أمام بوابة معبد الملك رمسيس الثاني يرجح أن يعود إليه"

ويعتقد أن المعبد كان من أكبر المعابد بمصر القديمة، لكنه تعرض للتدمير خلال العصور اليونانية والرومانية، ونُقلت العديد من المسلات والتماثيل التي كانت تزينه لأماكن أخرى، واستخدمت أحجاره في العصور الإسلامية في بناء القاهرة التاريخية.

 

وقال وزير الآثار المصري خالد العناني إن البعثة عثرت على جزء تمثال سيتي الثاني قبل بضعة أيام، بينما عثرت على التمثال الثاني  الثلاثاء الماضي.

 

وأضاف أن من المقرر نقل أجزاء التمثال الثاني إلى موقع المتحف المصري الكبير في الجيزة، لترميمها وتجميعها، حتى يكون التمثال ضمن سيناريو العرض بالمتحف الذي من المتوقع افتتاحه جزئيا في 2018.

 

لمطالعة النص الأصلي

 

 

مقالات متعلقة