رأى رجال دين وإعلام بفلسطين أن أزمة سوء الفهم للدين الإسلامي قادت الكثير من الشباب العربي والمسلم لدائرة العنف والإرهاب وتكفير الآخر، وقد استغل أعداء العرب والمسلمين ذلك بتصوير كل ما هو عربي ومسلم على أنه إرهابي .
وشدد المتخصصون خلال مؤتمر دولي عقد في الجامعة الإسلامية بغزة بمشاركة رجال سياسة، على ضرورة تحسين صورة الإسلام من خلال تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة عن الدين باعتبار أن الدين الإسلامي يدعو للوسطية لا للتطرف .
" مصر العربية " تسلط الضوء في هذا التقرير على أبرز ما جاء في المؤتمر، واستطلعت آراء المشاركين حول أسباب ظاهرة التطرف وكيفية معالجتها.
وكيل وزارة الأوقاف الفلسطينية حسن الصيفي قال:" إن أزمة الفهم للدين من المواضيع التي يستحق أن تفكر فيها العقول، وتنبري من أجلها الأقلام، ومعالجتها، خاصة بعد أن أصبح الإسلام والمسلمون متهمين بالإرهاب ونحن ضحاياه".
وأكد في مداخلته بالمؤتمر:" وجهت التهم لنا بالإرهاب، ونحن أبرياء منه، وتسبب ذلك في ضرب المؤسسات الخيرية بتجفيف طرق الدعم تحت مسميات مكافحة التطرف والإرهاب، ورغم أنها مصدر رحمة وإغاثة للملهوفين".
وأشار الصيفي إلى أن الأعداءَ استغلوا الشباب المتحمس لنصرة الدين والمندفع بدون فهم ، معتمدين على فقه بعض المنتسبين للعلم ممن انحرفت بهم الأهواء، أو فتنهم الواقع فأفقدهم الحكمة لتحقيق أغراض شوهت في الأساس الأمة ودينها".
بدوره قال محمد الريفي الباحث في الشؤون الدينية :" أزمة التطرف والعنف تعصف بالمجتمعات المسلمة، وأهداف المؤتمر إبراز ظاهرة العنف، وسبل معالجتها، وكيف وصلت الشعوب العربية والإسلامية إلي التطرف، ونناقش سبل الخروج من هذا التطرف من أجل تحسين صورة الإسلام باعتباره دين التعايش والتسامح ".
وأكد الريفي لـ" مصر العربية":" معظم الشباب العربي والإسلامي يعيش ظاهرة العنف والتطرف، لأن هنالك أزمة في الفهم دمرت شعوب عربية بسب عدم الفهم الصحيح، هناك عائلات دمرت ، وأصبح المسلم يقتل أخيه المسلم بسب سوء الفهم والتطرف ، نحن كرجال دين نحاول علاج هذه الظاهرة ، ونضع لها حل ، ونحاول إنقاذ العديد من الشباب من التطرف ".
من جانبه شدد أستاذ الشريعة منير الداية على ضرورة توضيح الفهم الصحيح للدين الإسلامي، في ظل حالة سوء الفهم عند كثير من الإسلاميين، مفيدا بأن هناك خللا في الفهم عند الكثير من أبناء الأمة الإسلامية ، وأنهم يحاولون تصويب الأمور في الاتجاه الصحيح لفهم الدين، والحد من ظاهرة التطرف والإرهاب ".
وذكر لـ"مصر العربية " أن الدين الإسلامي وسطي ويستوعب الجميع ومتسامح لا يدعو إلي التطرف أو الغلو فيه.
بدوره أكد الإعلامي عبد الحليم جابر لـ" مصر العربية " أن أزمة الفهم للدين في فلسطين، والوطن العربي، أفرزت ظاهرة التطرف، والعنف، وهذا ناتج عن ترويج الفهم الصحيح للدين الإسلامي، والتحلي بالمنهج الوسطي التي يتمتع به الدعاة، والعلماء، مطالبا جميع وزارات الأوقاف في الوطن العربي بتوضيح الصورة الصحيحة للدين للناس لإبعادهم عن التطرف".
في سياق متصل قال الداعية سامر الدحنون:" يجب فهم الرسالة المحمدية الصحيحة، لأن هنالك بعض الشباب يفهمون الدين بطريقة غير صحيحة، نحن من خلال وزارة الأوقاف، نوجه الشباب بطريقة صحيحة لكي يبتعدوا عن فكر التطرف وسوء الفهم.
وأشار الدحنون لـ"مصر العربية" إلى أن ظاهرة العنف والتطرف أصبحت موجودة في المجتمع الفلسطيني، وانتشرت بشكل ملحوظ في العديد من الدول العربية والإسلامية، ولذلك يجب معالجتها من أجل حماية الدين والناس على حد سواء من هذه الظاهرة الخطيرة .