في بني سويف| الشبكة في «القايمة» فقط.. والتجار: «حالنا واقف»

أحد محلات الصاغة ببني سويف

«الشبكة في القايمة فقط».. مقولة باتت لسان حال كثير من الشباب المقبلين على الزواج في محافظة بني سويف جراء ارتفاع أسعار الذهب.

 

هذه المقولة التي صارت واقعًا عمليًا في الكثير من مراسم الزواج، جاءت كثمرة لثلاثة مؤتمرات أهلية اتفق فيه أعيان عدد من قرى المحافظة على عدم شراء الذهب، مع كتابة قيمته بـ "قائمة المنقولات"، لحفظ حق العروس.

 

الأمر لم يقتصر على المؤتمرات الثلاثة بل أتبعه نشطاء بالمحافظة على مواقع التواصل الاجتماعي بمبادرات "فيسبوكية" لمقاطعة الذهب بينها "من غير ذهب"، وعادت من جديد فكرة إلغاء الشبكة إلى الشارع.

 

"محمد سليمان، أحد شباب المحافظة، أشار إلى أنه تم إطلاق حملات على صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" للإحجام عن شراء الذهب خلال الزواج، والاكتفاء فقط بـ "دبلة ومحبس" أو الاستغناء عنهما، الأمر الذي استجاب إليه البعض، واكتفى العروسان بكتابة قيمة الذهب بالقائمة، أو وضعه داخل حساب بنكي باسم العروس.  

«الدهب على الورق» 

وقال الحاج سمير عبد الجواد، أحد أهالي قرية العواونة بمركز إهناسيا، إن أهالي القرية وقريتي النويرة وكوم الرمل، عقدوا ثلاثة مؤتمرات، للمطالبة بالاستغناء عن شراء الذهب، مع كتابة قيمته بالقائمة، لحفظ حق العروس.  

«من غير ذهب»

الدعوة للاستغناء عن الذهب، لم تقتصر على مركز إهناسيا فقط، بل أنها طالت مركز ببا، عندما أطلق اتحاد شباب ببا مبادرة بعنوان "من غير ذهب" لدعوة أهالي المركز، التخلي عن شراء الذهب فى الشبكة.  

«بلاها شبكة»

وأطلق عدد من شباب مركز الواسطى شمال المحافظة، مبادرة أخرى بعنوان "بلاها شبكة" وطافت الحملة أيضًا أغلب قرى المركز.

«متمسكون بالشبكة»

في المقابل، أوضح عبد الواحد أحمد، محامي، أحد شباب المحافظة، أن مشكلة رفع سعر الذهب، أثّرت بشكل أكبر على شباب قرى بني سويف أكثر من المدن، لمطالبة أهل العروس بجرامات أكثر، على غرار الشبكة التي تقدمت لأبناء عمومتها وأصحابها من فتيات القرية، الأمر الذي يزيد من الأعباء المادية على الشباب المقبلين على الزواج.  

"البنات هتعنس".. هكذا علق محمود محمد، على ارتفاع أسعار الذهب، مع إصرار بعض الأهالي على عدم التنازل عن الذهب،  مشيرًا إلى أن ذلك سيؤدي إلى تأخر سن زواج الفتيات. «ركود بمحال الصاغة»

 تلك الدعوات انعكست على سوق الذهب وأدت لزيادة الركود بالمحال،  وباتت المشغولات الذهبية باتت "حبيسة الفتارين". وأكد عدد من التجار تراجع نسبة المبيعات مقارنة بالأعوام السابقة، حيث أوضح الحاج علي سلام، صاحب أحدد محلات بيع الذهب، أنه نسبة المبيعات تراجعت لأكثر من 80% عن سابقيها من الأعوام الماضية.

 

مينا بشرى، تاجر مصوغات ذهبية، قال لـ "مصر العربية": "حالنا واقف"، مشيرًا إلى حالة الركود التي تسيطر على محلات الذهب بالمحافظة.

 

وأوضح أن نسبة المبيعات تراجعت بشكل كبير بسبب ارتفاع سعر الجرام، ولم تتخط حركة البيع الـ 10 جرامات يوميًا لدى بعض التجار، موضحًا أن شبكة العروسين كانت تتراوح ما بين 150 إلى 200 جرام، إلا أنها لم تتعد الآن أكثر من 70 جرامًا.

 

ولفت إلى أن حركة البيع كانت تشهد رواجًا كبيرًا خلال الثمانينات والتسعينيات وأوائل الألفية الثالثة، حتى وصل الأمر إلى بيع أكثر من كيلو من الذهب خلال أسبوع واحد.

 

وأوضح مصطفى حسن، تاجر مصوغات ذهبية، أنه وبسبب حركة الركود الكبيرة التي تشهدها محلات الصاغة، دفعت أصحابها إلى الإستغناء عن الكثير من العمال، والعمل على خفض النفقات، بسبب انخفاض الربح.

 

مقالات متعلقة