توعد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، هولندا بردٍ على قيامها بسحب تصريح هبوط طائرته على أراضيها، في وقت سابق اليوم، مؤكدًا أن "هذه الخطوة "لا تتناسب مع الأعراف الدبلوماسية".
جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها الوزير التركي في مطار "أتاتورك" بمدينة إسطنبول، مساء اليوم.
وأشار جاويش أوغلو أن زيارته التي كانت مقررة لهولندا اليوم، تأتي في سياق ما يقوم به حزب العدالة والتنمية الحاكم، من جهود لشرح ماهية الاستفتاء الشعبي على التعديلات الدستورية التي أقرها البرلمان مؤخرا، ومن المنتظر إجراؤه منتصف أبريل القادم.
وأوضح أن هذه الزيارات تتم في إطار البرامج التي ينظمها مركز تنسيق الانتخابات في الخارج، متعهدًا بمواصلة جهودهم في هذا الصدد.
ولفت أنه وعدد من الوزراء الآخرين، كانوا قد زاروا في الاستحقاقات الانتخابية السابقة (رئاسية وبرلمانية)، عدة بلدان أوروبية على رأسها هولندا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا، والمدن التي يقطنها الأتراك هناك، وذلك في إطار الدعاية الانتخابية.
ومستغربا من مواقف الدول الأوروبية التي منعت مؤخرا، فعاليات كان وزراء أتراك بصدد القيام بها، تساءل جاويش أوغلو قائلا "ماذا حدث الآن لكل هذا ؟ ولماذا وضعتم أنفسكم طرفًا في الاستفتاء (حول التعديلات الدستورية) وتمنعونه؟ لماذا انزعجتم بهذا القدر من تلك التعديلات والنظام الجديد (الرئاسي الذي يجري التصويت عليه ضمن التعديلات)".
وإجابة على سؤاله قال الوزير التركي نفسه "لأنهم يعلمون أن تركيا من خلال الاستفتاء الجديد ستصبح أقوى، وتكون لها سيادتها بشكل أكبر، واقتصادها سيكون أفضل".
وفي السياق ذاته تطرق جاويش أوغلو إلى تصريحات رئيس الوزراء الهولندي (مارك روته) التي أعرب فيها عن عدم رغبته في زيارته بلادهم، ووصفها بالـ"مخجلة" بالنسبة لرئيس وزراء.
وذكر الوزير أن القرار الهولندي، "أدخل السرور على خيرت فيلدرز (سياسي هولندي يميني متطرف)"، وأضاف " لأن هذا ما يريده فيلدزر، فلا فرق بين رئيس الوزراء وحكومته التي اتخذت مثل هذا القرار، وبين فيلدزر، كلهم بنفس العقلية وبنفس الفاشية".
وأكد أن "المواطنين الأتراك (الجالية التركية) ذهبوا إلى البلدان الأوروبية وخاصة هولندا للمساهمة في اقتصادياتها، إذ توجهوا في البداية كعمال، والآن باتوا رجال أعمال وتجّار وفنانين ورياضيين وأضحت مساهمتهم أفضل في اقتصاد تلك البلدان وبنيتها الاجتماعية والثقافية والرياضية".
وتابع جاويش أوغلو "معاداتهم للأتراك والإسلام تعكس عنصريتهم وفاشيتهم".
واعتبر وزير الخارجية التركي، أن "التصرفات الهولندية لا تندرج في خانة الإساءة لشخص، مولود جاويش أوغلو، بل إساءة للجمهورية التركية ووزير خارجيتها".
وشدد على وحدة الصف التركي الرافض لتلك التصرفات، سواء في الحكومة أو في أحزاب المعارضة ومنظمات المجتمع المدني، على حد تعبيره.
وفي وقت سابق اليوم، سحبت السلطات الهولندية تصريح هبوط طائرة جاويش أوغلو على أراضيها؛ مرجعة الأمر إلى "أسباب أمنية".
وكان من المقرر أن يزور وزير الخارجية التركي مدينة روتردام الهولندية لإلقاء كلمة في مقر القنصلية العامة التركية، حول الاستفتاء المقبل على التعديلات الدستورية في بلاده.
وقبل أيام منع عدد من الدول الأوروبية، من بينها ألمانيا، وهولندا، برامج لوزراء أتراك كان مقررًا إقامتها على أراضيها، لحث الناخبين الأتراك للتصويت لصالح التعديلات الدستورية.