فيديو| في جنازة هاني حنفي.. أمهات يتخوفن نفس النهاية

جنازة هاني حنفي المتوفي في أحد السجون الإيطالية

"دموع وصرخات تخترق عنان السماء، وبكاء يوجع القلب"..  هكذا كان المشهد في جنازة  الطالب المصري، "هاني حنفي" الذي توفي في سجن «كالتانيسيتا» بإيطاليا.

 

هذه سيدة خمسينية، اتشحت بالسواد، لتعلو صرخاتها حزنًا على "هاني حنفي"، وأخريات انبحت أصواتهن، بكاءً على فراق ابن قرية الصيادين بـ "أبو قير" التابعة للإسكندرية، فكلهن هنا أمهات للفقيد.

 

"مصر باعتكم يا ابني وغربتكم أنت وأخوك ياريت أخوك يرجع".. رددت سيدة بعيون تقرحت دمعًا، تلك العبارة، لتشاركها عشرات السيدات، بتساؤلات للحكومة.. "أنتم مستنين إيه؟ لما ولادنا يجيوا زيه جثث؟".

 

تروي أمهات عدد من الشباب سافروا لإيطاليا، حكايات أكدّن أنها تتشابه في بدايتها مع "قصة هاني حنفي"، إلا أنهن صرن يخشين تشابه النهاية، فأولادهن في سجون روما ولا يعرفن عنهم أي شيء.

 

تقول والدة عز الدين فوزي غانم عبدالرحمن، شاب مصري هاجر لإيطاليا بطريق غير مشروع، وألقى القبض عليه هناك، ليقضي غربته خلف القطبان، في حديثها لـ "مصر العربية": "ابني وابن أختي مسجونين هناك وما نعرفش عنهم حاجة حرام والله العظيم".

 

وأشارت "والدة عز الدين" إلى أن أغلب الأسر في منطقة قرية الصيادين تعاني من سجن أحد أبنائها في سجون الغربة، عقب القبض عليهم بتهمة الهجرة غير الشرعية، موضحة أنهم لقوا بأنفسهم إلى التهلكة في قوارب الموت، بحثا عن الرزق الذي لم يتوفر لهم هنا.

 

وطالبت "الأم" بإيصال صوتهم للمسؤولين للتحرك، وإعادة أبنائهم المتواجدين في سجون إيطاليا، معلقة: "إحنا عيالنا هناك كلها، المنطقة كلها عيالها مسافرة"، ومؤكدة في الوقت ذاته، أن الرعب دب في بيوت المنطقة، منذ إعلان خبر وفاة "هاني" وأنهم يطالبون بعودتهم إلى مصر حتى وإن كانوا سيتعرضون للمحاكمة.

 

وبينما تنادي الأمهات بتدخل المسؤولين، تسقط حسيبة محمد عمار والدة الشاب "صلاح عبدالرحمن" أحد المحتجزين في سجون إيطاليا مغشيا عليها، من كثرة الصراخ والبكاء، لتسرع لها أخرى لإفاقتها.

 

تلتقط "حسيبة" أنفاسها، لتوضح لـ"مصر العربية" أن ابنها "صلاح" لم يكن قادرًا على شراء ملابس العيد لبناته الأربعة، واضطر إلى السفر عن طريق المركب كي يوفر لهن احتياجاتهن الأساسية.

 

وأضافت والدة "صلاح عبد الرحمن"، أن ابنها الثاني اضطر إلى بيع أثاث منزله للسفر كي يوفر الطعام لزوجته، معلقة: "لو لقوا شغل في بلدهم ماكانوش اتشحططوا"، "وصلوا صوتي للسيسي، أنا عاوزة ولادي يا سيسي ربنا يخليك هاتلي ولادي"، مؤكدة أن أحد ابنائها مسجون منذ 3 سنوات والآخر حكم عليه بـ 6 سنوات.

 

أما والدة "إبراهيم عبد الله أحمد"، والذي يشارك "هاني حنفي" في نفس الزنزانة بإيطاليا، قالت إن والده توفى وكان طفلًا 4 سنوات، وهو حاليا 18 عامًا، خرج مع غيره من الشباب الذين قرروا السفر لتوفير قوتهم، معلقة "كان بيأكلني وبيأكل نفسه"، وأنه محتجز في سجن" كالتانيسيتا" منذ 8 أشهر.

 

وأكدت أن مطلبهم الوحيد هو إعادة أبنائهم، على نفقتهم الخاصة قائلة: "نشحتوا من أهل أبو قير ويجيبوهما هنا" مطالبة الحكومة بالتحرك لإنقاذهم قبل تكرار ما حدث لـ"هاني".

 

 

مقالات متعلقة