مابين الفرحة والخوف.. اختطلت مشاعر الأسر المسيحية النازحة من شمال سيناء إلى محافظة الإسماعيلية خلال تسلمهم وحدات سكنية مؤقتة بمدينة المستقبل بعد معاناة وتشتت منذ نزوحهم من العريش.
«مصر العربية» عايشت لحظات تسلم الأسر لوحداتهم السكنية، وعبَّر بعضهم عن رغبته في العودة مرة أخرى للعريش وحياتهم التي تركوها رغمًا عنهم، فيما فضل آخرون البقاء بالإسماعيلية وتملك هذه الوحدات لشعورهم بعدم الأمان بالعريش.
شعور بالقلق
بطرس سعيد، قال لـ "مصر العربية": "أشعر بسعادة لحصولنا أخيرًا على وحدة سكنية أعيش بها أنا وزوجتى وطفلى، إلا أننا ما زالنا نشعر بالقلق على بيوتنا وأملاكنا هناك بالعريش لأنه لم يتم تأمينها بعد. وأشار إلى أن أحد بيوت الأقباط هناك تم سرقتها من يومين، مطالبًا بتأمين بيوتنا ومحلاتنا حيث أننى أمتلك بيت ومحل مرخصان بالعريش.
واشتكى من عدم حصوله على عمل حتى الآن، مشيرًا، إلى أنه ليس له دخل ليعيش منه هو وأسرته، وأنه كان يمتلك محلاً مرخصًا بالعريش ويلزم إلغاء الترخيص قبل الحصول على أى وظيفة.
أسرة كبيرة وشقة غرفتين لا تكفى
وقال جمال عدلي إن مشكلتنا هي أننا أسرة كبيرة فلدى 9 أبناء 4 بنات و5 شباب غيرى أنا وزوجتى والوِحدة التى حصلنا عليها غرفتين فقط لن تكفي هذا العدد الكبير، وطالبنا من وزيرة التضامن شقة أخرى ووعدتنا بزيادة الآسرة بالشقة، ودراسة طلبنا بحصولنا على وحدة أخرى.
والتقط منه ابنه خالد طرف الحديث قائلاً: "إن مشكلتنا لا تتوقف فقط على صغر حجم الشقة ولكننا نعانى أيضاً من عدم حصولى أنا وأخوتى على عمل حتى الآن بالإسماعيلية، وجميعنا كنا نعمل أعمال حرة بالعريش وفقدنا مصدر رزقنا، فلا نعرف كيف سنعيش ووالدنا رجل مسن ويعانى من فيروس سى وأجرى 4 عمليات جراحية، ويحصل على معاش 450 جنيه فقط".
العريش لم تعد أمان
أما كرم نبيل قال حصلت أنا ووالدى ووالدتى على شقة أخيراً نعيش بها، إلا أنها للأسف شقة مؤقتة "صح بقالنا شقة لكن مش ملك"، فكل ما نريده هو تمليك هذه الشقق لنا فليس لنا عودة مرة أخرى للعريش بعد أن غاب بها الأمان، كما أننى أريد الحصول على وظيفة أتمكن بها من إعالة والدى ووالدتى فليس لنا أى دخل بعد أن تركت عملى بأحد محال الأدوات المنزلية بالعريش، ولم نحصل حتى الآن على أى إعانات من التضامن الاجتماعى.
أخيرًا اتقفل علينا باب شقة
وعبر ميلاد إسحاق، عن فرحته بالحصول على الوحدة السكنية قائلاً: "بعد مرور أسبوعين على وصولنا للإسماعيلية واقامتنا داخل معسكر القرش، أصبح لنا شقة أنا وزوجتى وأطفالى الثلاثة".
وأضاف: "الوضع أحسن كفاية إنه اتقفل علينا باب شقة، فعلى الرغم من أنه تم تلبية جميع احتياجاتنا داخل المعسكر إلا أن الوضع كان صعب بالمسكر".
وتابع "ربنا يساعدنا ونرجع بأقصى سرعة مهما كان أحنا ضيوف وعايزين نرجع لبلدنا واعمالنا، وبيتى وملكى وارضنا وبلدنا هناك واتمنى أنى أكون كمان ساعة فى العريش".
واستطرد "أتمنى أن استقر فى وظيفة من بين التى عرضتها المحافظة خاصة وأننى فقدت مصدر رزقى بالعريش بعد أن كنت أعمل سباكاً لعدم حصولى على وظيفة بعد أن تخرجت من تجارة الإسماعيلية، حتى أتمكن من إعالة أسرتى.
يذكر أن الدكتورة غادة والي وزير التضامن الاجتماعي، يرافقها اللواء طاهر ياسين، محافظ الإسماعيلية ونيافة الأنبا سارافيم أسقف الإسماعيلية سلموا مساء السبت الماضي 48 أسرة من أسر العريش وحدات سكنية بعد تجهيزها للمعيشة.