تحت شعار "إنقاذ أهالي الموصل" انطلقت مظاهرات في أوروبا يقودها الجاليات العراقية والعربية بجانب منتظمات المجتمع المدني، وكانت البداية من العاصمة النمساوية فيينا أمام مقر الأمم المتحدة أول من أمس على أن تستكمل في باقي الدول الأوروبية الفترة المقبلة.
وقال زياد السنجري الناشط الحقوقي العراقي وأحد المنظمين للفعالية أن الفعاليات ستتواصل تباعا في باقي الدول الأوروبية لإيصال صوت أهالي الموصل للرأي العام الدولي.
وأضاف في حديثه لـ"مصر العربية" من فيينا أن المشاركة في الفعالية الأولى كانت أكبر من التوقعات، وشارك بها الأهوازيون وبعض سكان المدينة، مفيدا بأن أهالي الموصل يتعرضون لانتهاكات جسيمة ترتقي لجرائم حرب.
ونقل السنجري مخاوف المشاركين بالفعالية من تدمير المدينة بالكامل وتهجير أهلها وفرض حصار مميت على سكان الدينة.
ورفع المشاركون بالفعالية لافتات تنديدا بسقوط المدنيين العزل من أهالي الموصل قتلى بشكل يومي جراء المعارك الطاحنة.
وطالبوا الأمم المتحدة المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف عمليات القصف العشوائي على المدينة القديمة، داعين لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة للنازحين عن المدينة الذين يموتون بشكل شبه يومي نظرا لنقص الأدوية والغذاء وانعدام سبل الحياة.
وفي كلمته بالفعالية قال حاتم الحمدوني أحد أبناء الموصل أن ما يحدث في الموصل جريمة كبرى بحق الإنسانية، فقد باتت مدينته مدمرة، مشيرا إلى التقصير الدولي بحق الأطفال والنساء الذين يقتلون كل يوم في المدينة.
بينما أوضح الدكتور عبدالسلام سفر القيادي بمنظمة "عرب المهجر" أحد الأطباء المشاهير في النمسا والموصلي الأصل أن سبب خروجهم هو إنقاذ المدينة التي دمرت بسبب القتل والقصف اليومي، معلنا استعداد المنظمة لتقديم كل المساعدات لأهالي المدينة المنكوبة
وحذر النائب العراقي مطالب المعماري الذي يشرف على العمليات في الموصل في تصريحات سابقة لـ"مصر العربية" من اقتحام غرب المدينة بالدبابات وقصفها بالطائرات مؤكدا أن ذلك يعرض أهالي الموصل للهلاك.
وبيّن أن الجانب الأيمن من المدينة يطلق عليه المدينة القديمة، ومنازله متهالكة وأزقتها ضيقة وأية عمليات عسكرية تقليدية ستدفع المباني للانهيار، داعيا لعمليات نوعية مثل إنزال المظليين من أجل تحرير المنطقة.
وحمل مسؤولية ما يعانيه النازحون عن المدينة من تدهور صحي وخلافه للحكومة المركزية في بغداد والمحلية وتقصير المجتمع الدولي.
وتشهد مدينة الموصل التي كان يقطنها مليونا نسمة عمليات عنف يومية منذ أن سيطر تنظيم داعش على المدينة 2014، وانطلقت حملة عسكرية لتحرير المدينة 17 أكتوبر الماضي يشارك بها قوات عراقية وقوات البشمركة الكردية وميليشيات الحشد الشعبي الشيعية وتحت غطاء جوي من التحالف الدولي بقيادة أمريكا.
ونجحت الحملة العسكرية في تحرير شرق المدينة نهاية يناير الماضي وانطلقت حملة تحرير الغرب التي يوجد بها أكثر من 750 ألف مدني عالق بها، ويعاني العالقون من الحصار من كل الجهات ونقص كل الادوية والأغذية بينما يشكو النازحون عن المدينة من الإهمال وعدم توفير سبل الحياة في المخيمات التي وفرتها الحكومة العراقية ولا تكفي لنصف حاجة النازحين.