سياسي: التفريط في زيارة الملك سلمان لبيروت يضر بمصالح لبنان

العاهل السعودي يستقبل الرئيس اللبناني ميشال عون

"سلاح حزب الله يحمي لبنان"، تصريح مثير للجدل أطلقه الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، من العاصمة المصرية القاهرة، في فبراير الماضي، خلف ردود فعل داخلية وعربية، خاصة بالنسبة للسعودية ومن ورائها دول الخليج، التي تصنف الحزب تنظيما "إرهابيا". 

ففي السادس من مارس الجاري، ذكرت صحيفة "النهار" اللبنانية، أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، ألغى زيارة إلى بيروت، كان سيقوم بها خلال هذا الشهر. 

وقال النائب ألان عون، عضو تكتل التغيير والإصلاح (كتلة الرئيس عون في البرلمان)، للأناضول، إن "الرئيس عون ومنذ انتخابه، كان منفتحاً وبشكل كبير على الدول العربية، وقام بزيارات رسمية لعدد من هذه الدول لإزالة بعض الشوائب التي شهدتها العلاقات اللبنانية العربية وتحديداً اللبنانية الخليجية في المرحلة الماضية، وكانت الزيارات ناجحة جداً في هذه الإطار".

وأضاف النائب عن تكتل التغيير والإصلاح، "لا أعتقد أن خطاباً للرئيس من الممكن أن يؤثر على علاقات لبنان مع هذه الدول، وكلام الرئيس عون خلال زيارته الرسمية لجمهورية مصر لم يكن موجهاً في مضمونه لأي من الدول العربية، وبرأيي من يجب أن ينزعج من الخطاب هو إسرائيل وليس الدول العربية". 

وتعليقاً على ما ورد في بعض وسائل الإعلام عن إلغاء زيارة الملك سلمان لبيروت، قال "ألان": "لم تحدد زيارة للملك السعودي للبنان، وأستغرب أن يتم البناء على هذا الإلغاء المفترض، لأنه ما من موعد لهذه الزيارة، وبالتالي شيئاً لم يتبدل في ذلك، وبالنسبة لعلاقات لبنان مع أشقائه العرب، فان الاتصالات دائمة وطبيعية مع القادة العرب". 

 وعن انعكاس أي توتر عربي على الساحة اللبنانية لفت إلى أنه "من الطبيعي أن تنعكس التطورات بصورة أو بأخرى على الأوضاع في لبنان، وأي توتر تشهده المنطقة ينعكس توتراً بين الأفرقاء في لبنان، لكن نحن سعينا منذ فترة للحفاظ على صيغة تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية وإبقائه بعيداً عن التطورات في الدول المحيطة بنا، لأننا نريد أن نكمل المشوار معاً كلبنانيين، ونريد لصيغة تحييد لبنان أن تستمر". 

إلى ذلك استغرب مصدر سياسي مطلع، أن "يصدر أي موقف لبناني رسمي خارج إطار خطاب القسم والبيان الوزاري، وكلاهما تمسك بالدستور واتفاق الطائف وقرارات الشرعية الدولية، والتي تصب جميعها في خانة دعم سيادة الدولة وسلطتها الشرعية وحيدة على كامل الأراضي اللبنانية".  

 

وأضاف المصدر نفسه، "المؤسف في هذه المواقف هو سرعة التفريط بالتحسن الذي كان قد بدأ يحدث على مستوى العلاقات اللبنانية العربية، وخاصة العلاقات مع المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، الأمر الذي يشكل مصدر قلق حول السيطرة الكاملة لحزب الله على مفاصل الدولة اللبنانية وعلى قراراتها".  

 

وبخصوص ما ذكرته وسائل الإعلام عن إلغاء زيارة محتملة للعاهل السعودي إلى بيروت، رأى المصدر السياسي المتابع، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن "التفريط باحتمال زيارة خادم الحرمين الشريفين لبيروت، يعني تفريطاً باستعادة الهبة العسكرية السعودية للبنان والتي بلغت قيمتها أربع مليارات دولار وتم تعليقها لاحقاً، وأيضاً تفريطاً بعودة الاستثمارات والسياحة السعودية إلى ربوع لبنان، إلى جانب التفريط بمصالح اللبنانيين سواء في المملكة أو في دول مجلس التعاون الخليجي".

من جهته أفاد مصدر ديبلوماسي سعودي لوكالة الأناضول "أنه لم يكن هناك زيارة مقرر  للملك سلمان للبنان ولو كان هناك زيارة لأعلن عنها كما أعلن عن الزيارت التي يقوم بها حاليا إلى دول عدة في آسيا".

مقالات متعلقة