قال الدبلوماسي الإسرائيلي السابق "أوري سافير" إن مصر تجري اتصالات محمومة مع جامعة الدول العربية والسعودية والأردن والسلطة الفلسطينية استعدادا للقمة المرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمصري عبد الفتاح السيسي، معتبرًا أن مصر تسعى لإبعاد عملية السلام الرامية لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني عن المسار الأمريكي الإسرائيلي.
وأضاف في مقال نشرته صحيفة "المونيتور" أن جدول أعمال اللقاء بين الرئيسين يتوقع أن يتضمن أيضًا تزايد المدى الشيعي والنفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، وكذلك الاتفاق النووي مع إيران الذي وقعته إدارة أوباما وعدد من الدول الأوروبية مع طهران، والحرب على داعش (بما في ذلك بسيناء)، ودفع حل إقامة دولة فلسطينية بجانب إسرائيل.
وأشار رئيس طاقم المفاوضات الإسرائيلية في مباحثات أوسلو ، إلى أن بحث مستوى المساعدات الأمريكية لمصر، سيكون أهم الملفات التي سيناقشها السيسي وترامب، على خلفية تلميحات من قبل الرئيس الأمريكي بتقليص المساعدات لدول الشرق الأوسط.
ونقل "سافير" عن مسئول في مركز الأبحاث السياسية بوزارة الخارجية الإسرائيلية أن الرئيس المصري هو أحد الشخصيات المؤثرة على علاقات الدول العربية بإدارة ترامب، وأن السيسي نفسه يعزي أهمية كبيرة للتنسيق مع الرئيس ترامب في أعقاب الحديث الإيجابي بين الزعيمين.
من وجهة نظر القاهرة، أكثر من يفهم العالم العربي في إدارة ترامب، هو وزير الدفاع جيمس ماتيس، والمستشار الجديد للأمن القومي الجنرال هربرت رايموند. فقد فهم الرجلان العالم العربي جيدًا خلال حرب العراق 2003. بحسب الدبلوماسي الإسرائيلي السابق.
وأكد بلوماسي مصري في تل أبيب رفض الكشف عن اسمه لـ"سافير" وجود تلك الاتصالات، معتبرا أن مصر تواصل التمسك بمواقفها التقليدية، ممثلة في الحرب على الإرهاب وضرورة إيجاد حل للقضية الفلسطينية، لافتا إلى أن القاهرة لن تغير موقفها حتى إذا ما ضغطت عليها واشنطن بورقة تقليص المساعدات.
وقال الدبلوماسي المصري من تل أبيب إن المساعدات الأمريكية لمصر والتي تصل إجمالا إلى 1.3 مليار دولار، هي مصلحة أمريكية واضحة، ترتبط بشكل وطيد بالمصالح المشتركة للدولتين في الحرب على الإرهاب.
ولفت إلى أن على مصر تنسيق الموقف مع بقية الدول العربية السنية البراجماتية في كل ما يتعلق بالمواضيع المطروحة على جدول الأعمال، مؤكدا تفاؤل القاهرة حول إمكانية التعاون مع واشنطن في ملفات شائكة كالحرب على الإرهاب والتهديد الإيراني، كون مواقف إدارة ترامب في تلك المسائل تعتبر قريبة للغاية من الموقف المصري.
وبحسب "سافير" اتضح لنظام السيسي مع وصول إدارة ترامب للحكم، أن على الدول العربية بلورة مواقفها الاستراتيجية وسياساتها في كل ما يتعلق بمستقبل المنطقة. وهو الهدف الذي يمكن تحقيقه باجتماع للرباعية العربية (مصر والأردن والسعودية والإمارات أو مجلس التعاون لدول الخليج)، من خلال بلورة موقف مشترك في مسألة حل الدولتين، وتقديمه للولايات المتحدة أو الرباعية الدولية (الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا).
ويقول الدبلوماسي المصري إن المشاركين في الاتصالات بالقاهرة عرضوا على السيسي أن يقترح خلال لقائه بترامب اجتماع الأخير بالرباعية العربية. وتسعى مصر لإبعاد عملية السلام عن مسار التنسيق بين تل أبيب وواشنطن، كون كل الجهود التي سبق وبذلت في هذا الصدد منيت بالفشل.
واعتبر "سافير" أن تصريحات ترامب بتأييده للمفوضات حول القضية الفلسطينية على أساس إقليمي قوبلت بالفرحة في القاهرة، التي تسعى أيضًا لعقد اجتماع بين الرباعية العربية والدولية، لبحث مسألتين رئيسيتين: الحرب الإقليمية على الإرهاب ومبادرة السلام العربية.
ورأى الدبلوماسي المصري أن ما طرح مؤخرا حول إقامة اتحاد كونفدرالي أردني فلسطيني، لا يشمل مسائل حق العودة ووضع القدس الشرقية، لن يلقى اعتراضا من القيادة المصرية، وأن إدارة ترامب قد تقترح بالتنسيق مع الدول السنية البراجماتية حلولا "مبتكرة" لإنهاء الصراع.
ومن المقرر أن ينطلق السيسي للبيت الأبيض في أول زيارة له منذ تولي دونالد ترمب رئاسة أمريكا، وذلك في أبريل القادم، بعد تأجيلها لمشاركة السيسي في أعمال القمة العربية التي ستستضيفها الأردن نهاية الشهر الجاري.
الخبر من المصدر..