هل تستفيد السياحة المصرية من توتر العلاقات التركية الألمانية؟

هل تستفيد السياحة المصرية من توتر العلاقات التركية الألمانية؟

"لا للرحلات إلى تركيا هذا العام".. شعار رفعته شركات السياحة الألمانية بعد وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السياسة الألمانية بـ"النازية"؛ ما أدى إلى توتر العلاقات السياسية بين ألمانيا وتركيا، والذي أثر سلبًا على قطاع السياحة.

 

وتعليقًا على تلك التوترات، ومدى انعكاسها على السياحة المصرية قال عصام علي، الخبير السياحي، إن السياحة في تركيا أصبحت معرضة للتراجع والانهيار الحقيقي خلال الموسم السياحي من عام 2017، خاصة بعد أن كشرت العديد من الدول الأوروبية مثل ألمانيا وهولندا وفرنسا عن انيابها تجاه تركيا خلال الساعات الماضية.  

وأضاف علي لـ "مصر العربية"، أن وزارة السياحة عليها استغلال تلك الأحداث خاصة وأن تركيا تعد أكبر المنافسين لمصر على السياح خلال الـ 10 سنوات الأخيرة، لافتًا إلى أنه يجب احتضان ملايين السياح الأوربيين خلال الموسم السياحي الجاري من عام 2017 من خلال المعارض السياحية التي تشارك فيها الوزارة خاصة وأن هناك 10 معارض سياحية دولية تشارك فيها مصر خلال مارس الجاري.  

ولفت إلى أن الفرصة أصبحت لدى مصر لاقتحام الأسواق الأوربية بعد مرور 70 يوم من 2017 وتزامنًا مع النصف الثاني من الموسم السياحي الشتوي في استقطاب ملايين الأوربيين، موضحًا أن مصر بدأت في استعادة عافيتها ومكانتها على خريطة السياحة العالمية كما كانت عليه عام الذروة السياحة 2010.  

وأكد أن تركيا استفادت منذ عام 2012 في تحويل خطوط طيران السياح الوافدين إلى مصر إلى منتجعاتها السياحية في إيطاليا وأنقرة واسطنبول، مشيرًا إلى أن استغلال تركيا للأحداث التي جرت في مصر منذ عام 2012 دفعها للاستحواذ على 70% من حصة مصر من السياحة العالمية خاصة سياح أوروبا وروسيا وجنوب شرق آسيا.

 

وأوضح علي، أن السياحة التركية تراجعت خلال الموسم السياحي من عام 2016 بنسبة 35 %عن الأعوام التي سبقتها بل إن هناك احتمالات كبيرة بتراجع السياحة خلال الموسم السياحي الجاري من 2017 بنسبة 50 %، وفقًا لقوله، متوقعًا أن تخسر تركيا حال تراجع السياحة في منتجعاتها خلال الموسم السياحي الجاري قدرت ما بين 10 إلى 12 مليار دولار.

 

ومن جانبه، قال زين الشيخ، الخبير السياحي، إن توتر العلاقات التركية مع عدد من الدول الأوروبية فرصة ذهبية لمصر، وأن هناك زيادة ملحوظة فى أعداد السائحين نتيجة للتوترات السياسية بين برلين وأنقرة، معلنًا أن مصر يجب أن تستفيد من مضاعفة الحركة السياحية الوافدة لها من السوق الألماني خلال العام الجاري.  

وأضاف الشيخ لـ"مصر العربية"، أنه يجب دراسة إلغاء تأشيرة الدخول إلى مصر من أجل منافسة المقاصد السياحية الأخرى، خاصة وأن الطلب السياحي على مصر يزداد يومًا بعد يوم بعد انتهاء بورصة برلين السياحية أمس.  

وأشار إلى أنه على الدولة تحسين الخدمات المقدمة للسائحين، والتعاقد مع شركات عالمية لإدارة المطارات، للعمل على مضاعفة حركة السياحة الألمانية إلى مصر.  

وكانت صحيفة "حريت" التركية، أعلنت أن أحد أهم المشغلين السياحيين فىي ألمانيا، قال إن مقاطعة الرحلات السياحية إلى تركيا سيكون أهم الموضوعات فى أجندة قمة العالم السياحية في برلين، مشيراً إلى أن الحكومة الألمانية سترفع يدها عن أى مواطن ألمانى سيتوجه إلى تركيا بغرض السياحة، وسيبقى خارج الحماية الألمانية.  

ووفقًا لاستطلاع الرأي الذي أجرى في الشارع الألماني، فإن نسبة من قالوا إنهم لن يذهبوا إلى تركيا مرة أخرى ارتفعت هذا العام بنحو 80% عن العام الماضي مسجلة 50% . وكان قطاع السياحة فى تركيا ينتظر معرض برلين للسياحة منذ فترة كبيرة، الأمر الذي دفع شركات السياحة والفنادق ووكالات السياحة والرحلات في تركيا للإعداد لهذا الحدث منذ أشهر طويلة، خاصة بعد تراجع المؤشرات السياحية في تركيا لعام 2016، التي تأثرت بفعل تراجع السياحة الألمانية القادمة إلى تركيا بنحو 50%، وكذلك توقف السياحة الروسية نتيجة التوترات السياسية.  

وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أكدت أنه لا يمكن التسامح مع تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومسؤولين أتراك آخرين، باتهام برلين باتباع "ممارسات نازية".

 

مقالات متعلقة