منذ أن بدأت حقبة الأرجنتيني هيكتور كوبر، مع المنتخب الوطني في عام 2015، والجمهور في حالة رضا تام على نتائج الفريق، رغم تغلب الطابع "الدفاعي"، على استراتيجية وتكتيك الأرجنتيني العجوز، على عكس ما يحدث من المتابعين، وحالة عدم الرضا، فيما يخص فريق الأهلي، تحت إمرة المدير الفني، حسام البدري، والذي يغلب عليه أيضًا الأسلوب الدفاعي، ولكن بدرجة أقل، لضعف المنافسين في معظم الأحيان، مقارنة بما يواجهه كوبر مع المنتخب، بخلاف هوية الفريق الأحمر التي من الصعب أن تتغير في أقل من موسم.
هناك بعض النقاط المشتركة بين المنتخب والأهلي، التي تطورت بشكلٍ واضح في الطرفين، مثل تمركز قلبي الدفاع، ومفهوم الترحيل الذي كان يقتصر على الظهيرين، وأصبح أكثر شمولًا بترحيل الأجنحة مكان لاعبي الوسط في الحالة الدفاعية، والدفاع ككتلة واحدة.
ماذا عن تطوير الحالة الهجومية لدى كوبر والبدري؟ "هيكتور كوبر"
يعتمد كوبر على جملة هجومية معينة، بإعطاءه مهام مختلفة لكلا الجناحين، فمحمد صلاح، لا يعود إلى الخلف كثيرًا لمعاونة الظهير، حتى يكون المنتخب مستعدًا للحالة الهجومية في حالة استخلاص الكرة من الخصم، ويتم تعويض عدم مساندته الدفاعية بترحيل الجناح الآخر، مكان أحد لاعبي الوسط، وترحيل لاعب الوسط المدافع لمساندة الظهير.
أما الجناح الآخر "محمود حسن تريزيجيه"، فيساند الظهير، ويستخلص الكرة معه، ويحول الفريق من الحالة الدفاعية للهجومية، ويسلم الكرة بعد تحرك قطري، ليتحرك بدون كرة خلف الظهير، ويستلمها ليتوغل إلى الداخل أو يلعبها بينية إلى مهاجم الفراعنة.
"حسام البدري"
لم يتطور المستوى الهجومي للفريق الأحمر، تحت قيادة البدري، عن آخر 3 مواسم، التي تولى فيها المسئولية 4 مديرين فنيين، سوى الضغط على الخصم، من أماكن متقدمة تكثر من أخطاء وإرباك الفرق الأخرى، خاصةً أن الأهلي يعاني كثيرًا عندما يواجه فرقًا منظمة، تبدأ بناء الهجمة من حارس المرمى، مثل فريق مصر المقاصة، الذي تغلب عليه المارد الأحمر بصعوبة بالغة.
الأجنحة
يملك الأهلي في قائمته هذا الموسم 5 أجنحة، ولا يزال يعاني من صناعة الأهداف عن طريقهم، فهم يجيدون تنفيذ واجباتهم الدفاعية بإتقان شديد، لكن على مستوى العرضيات، والمعاونة مع الأظهرة، عن طريق التحركات القطرية فيما بينهم، لا تزال غير فعالة.
وبعد إصابة مروان محسن في بطولة الأمم الأفريقية، يعاني الأهلي مشكلة كبيرة، في مركز رأس الحربة، لذلك تعاقد الفريق مع سوليماني كوليبالي، قادمًا من الدوري الاسكتلندي، لكنه لم يشارك إلا في 120 ثانية، منذ التعاقد معه، ما يؤكد عدم قناعة المدير الفني به، على الأقل في هذا التوقيت.
المدير الفني المميز، هو من يجيد التعامل مع الأزمات، مثل أزمة التهديف.
يقيد البدري الفريق ككل بواجبات دفاعية كثيرة، تغلب بشكل كبير على هوية فريق الأهلي، الذي يهاجم بكثافة عبر تاريخه، ويؤكد ذلك، معدله التهديفي الكبير.
كوبر والبدري.. في المواجهة
الأهلي فريق هويته التاريخية "هجومية"، عبر كل عصوره يهاجم الفرق بضراوة، لذا على أي مدير فني أن يتأقلم على هوية الفريق، لا العكس، وهو ما فشل فيه حسام البدري مؤخرًا.
المدير الفني الحالي لمانشستر يونايتد "جوزيه مورينيو"، معورف بأسلوبه الدفاعي الذي بدأ في ترسيخه مع فريق بورتو البرتغالي، وطوره في مع تشيلسي محققًا إنجازات غير مسبوقة، ومشكلًا هويته، وكذلك الحال مع إنتر ميلان محققًا خماسية تاريخية، لكنه عندما تولى قيادة الشياطين الحمر، تخلى عن أسلوب لعبه لأجل الحفاظ علي هوية الفريق.
لذلك على البدري أن يحافظ على هوية الأهلي الهجومية، ويعمل على تطوير الجزء الهجومي للفريق، وتسجيل الأهداف.