خبراء: جولة الملك سلمان الآسيوية تستهدف مواجهة إيران وتأسيس قوة اقتصادية

حظيت الجولة الآسيوية للعاهل السعودي الملك سلمان باهتمام إعلامي كبير سواء كان على الصعيد الإقليمي، وحتى الصحف الدولية كالواشنطن بوست الأمريكية، والتايمز البريطانية، حيث يوقع ملك السعودية اتفاقيات اقتصادية هامة مع اليابان والصين، بالإضافة إلى تدعيم العلاقات السياسية والاقتصادية مع ماليزيا وإندونيسيا.

 

الملك سلمان زار ماليزيا وإندونيسيا والمالديف واليابان، وفي طريقه إلى الصين والأردن، في جولة وصفها مراقبون بأنها تؤسس لشبكة علاقات استراتيجية سياسية بين دول المشرق والسعودية.

 

ووصف مراقبون في تصريحات لـ"مصر العربية" أن جولة الملك سلمان الآسيوية ليست اقتصادية فحسب، بل إنها تأتي في ظل رغبة المملكة في تكوين حلف استراتيجي مع الدول صاحبة النمو الاقتصادي السريع.

 

تأسيس لقوة إقليمية أمام إيران

 

بشأن تأسيس الحلف الاستراتيجي قال الدكتور محمد السعيد إدريس رئيس وحدة الدراسات العربية والاقليمية بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام: إن المملكة العربية السعودية تسعى لخلق قوة إقليمية مع دول شرق أسيا للوقوف أمام النفوذ الإيراني بالمنطقة.

 

وأكد السعيد في تصريحات لـ"مصر العربية" إن السعودية تقدم مساعدات أو شراكات لدول مثل ماليزيا وإندونيسيا لتثبيت المكانة الروحية والسياسية للملكة مع هاتين الدولتين، اللتان تتمتعان بعلاقات وطيدة مع السعودية منذ أمد بعيد.

 

وأضاف: "تثبيت العلاقات الجيدة مع تقديم مساعدات مالية، وخلق شراكات يجعل المملكة أمام قوة إقليمية جديدة لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة".

 

عن زيارة الملك سلمان للصين في هذا التوقيت أكد "السعيد" أن إدارة الملك سلمان تريد تنويع علاقاتها السياسية والاستراتيجية، وبناء تحالفات سياسية جديدة، بل ورسم سياسة اقتصادية عن طريق توقيع اتفاقيات جديدة بين بكين والرياض.

 

وأوضح "أمريكا غير مستقرة في تحالفاتها، والدليل هو الارتباك في سوريا، وعدم وضوح الرؤية الأمريكية الغير مستقرة على طول الخط، وتدعيمهم للمليشيات التركية، على غير هوى تركيا، والتي تتفق في الرؤية مع السعودية حول نظام بشار الأسد".

 

واتفق معه في الرأي السفير أمين يسري مساعد وزير الخارجية الأسبق، والذي يرى أن السعودية تريد بناء قوة إقليمية جديدة في المنطقة.

 

وأكد يسري لـ"مصر العربية" إن محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي هو الرأس المفكرة لهذه الزيارات، خاصة وأنه يحاول أن يجعل من المملكة دولة عظمى اقتصاديًا، وسياسيًا على الأقل في منطقة الشرق الأوسط.

 

زيارة اقتصادية بحتة

على جانب آخر اختلف الدكتور مختار غباشي نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية مع فكرة تأسيس حلف سياسي للملكة، في شرق آسيا.

 

وأكد غباشي لـ"مصر العربية" إن منطقة جنوب شرق آسيا تقدر بشكل كبير مكانة السعودية كدولة بها الحرمين الشريفين، والمملكة تريد أن تضمن بصورة أو بأخرى استمرار التأييد المطلق من ماليزيا وإندونيسيا.

 

ورفض غباشي فكرة وجود رغبة لدى المملكة في تأسيس جبهة سياسية قوية مع دول المشرق في مواجهة أمريكا، مؤكدًا أن علاقة الرياض بواشنطن معقدة بشكل كبير، حيث يوجد 750 مليار دولار للملكة في البنوك الأمريكية موزعة من بين ودائع وأذونات خزانة، وبالتالي لا توجد رغبة لدى السعودية في استعداء أمريكا.

 

وأوضح: "خلاف الصين وأمريكا خلاف تجاري بحت، ولا دخل للسياسة فيه، وأعتقد أن المملكة لا ترغب في أن تزج بنفسها في هذا الأمر".

 

كان الملك سلمان قد بدأ زيارة إلى منطقة جنوب شرق آسيا بداية شهر مارس الجاري، شملت إندونيسيا وماليزيا وجزر المالديف، ثم توجه إلى اليابان ومنها سيطير إلى الصين، ثم يعود إلى المملكة الأردنية لحضور القمة العربية نهاية مارس الجاري.

 

ووقع الملك سلمان عدة اتفاقيات اقتصادية في مجالات الاستيراد والتصدير والطاقة والنفط، في دول جنوب شرق آسيا.

 

مقالات متعلقة