قلّل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من شأن إعلان تنظيم "ب ي د/ بي كا كا" الإرهابي، منطقة حكم ذاتي في مدينة منبج بريف حلب السورية، قائلا إن "تركيا تسيطر حاليًا على بعض قرى منبج، وترصد جميع التطورات الميدانية والعملية مستمرة".
وأضاف أردوغان، خلال لقاء متلفز مع محطة محلية تركية، الإثنين، أن "هدف إعلان تنظيم ب ي د/ بي كا كا، في منبج لم يأتِ إلا لإرضاء الجهات الداعمة، لكن هذا لن يتم، وإعلان منطقة حكم ذاتي شمالي سوريا غير ممكن دون موافقة تركيا".
والإثنين، أعلن تنظيم "ب ي د" الإرهابي (الذراع السوري لمنظمة بي كا كا الإرهابية)، تشكيل "إدارة مدنية" مزعومة، لتولي شؤون منبج.
وفيما يتعلق بالفضيحة الدبلوماسية التي أقدمت عليها هولندا، كشف أردوغان أنه "يعتزم عقد اجتماع مع رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، لبحث خيارات فرض عقوبات دبلوماسية على هولندا".
وأكد أن "المسؤولين الهولنديين سيدفعون الثمن عاجلاً أم آجلاً، وستتم محاسبة أمستردام على فعلتها بشكل سريع على الصعيد الدبلوماسي".
وقال أردوغان: "أظهروا الوجه الحقيقي للغرب الذي لم نكن نرغب برؤيته، والمستشارة الألمانية (أنجيلا ميركل) تقف إلى جانب هولندا، إذا أنتم تحملون نفس الأفكار، وما تفعلونه لا يتوافق بتاتا مع مكتسبات الاتحاد الأوروبي".
وشدّد على أن "بعض الدول داخل الاتحاد الأوروبي لا تتقبل نهضة تركيا"، موضحاً: "ألمانيا للأسف تتصدر تلك الدول، وهي تقدم الدعم للإرهاب بلا هوادة".
وأضاف: "أقول مرة أخرى للسيدة ميركل، ساندي الموقف الهولندي كما تشائين، فأنتي أساسًا تقدمين الدعم للإرهابيين، قدمنا لك 4 آلاف و500 ملف حول قضايا تتعلق بالإرهاب، ولم تبلغينا أي شيء عن تلك القضايا".
وتابع: "في الوقت الذي نخوض فيه غمار الاستعدادات للاستفتاء على دستور جديد، يقوم التلفزيون الرسمي الألماني بتنظيم حملات تدعو الأتراك للتصويت بـ "لا" خلال الاستفتاء".
ووصف أردوغان، زعيم حزب "الحرية" اليميني المتطرف الهولندي "خِيرت فيلدرز"، بأنه "عنصري بكل معنى الكلمة، ويهدد الأتراك ويدعوهم إلى ترك هولندا".
وخاطب فيلدرز بالقول: "هل أنت جلبتهم إلى هولندا لكي تقول لهم أتركوها؟ أعرف حدودك".
وأمس الأول السبت، سحبت هولندا تصريح هبوط طائرة وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو على أراضيها، ورفضت دخول زميلته وزيرة الأسرة والشؤون الاجتماعية فاطمة بتول صيان قايا، إلى مقر قنصلية بلادها في مدينة روتردام، لعقد لقاءات مع الجالية ودبلوماسيين أتراك، ثم أبعدتها إلى ألمانيا في وقت لاحق.
هذه التصرفات التي تنتهك الأعراف الدبلوماسية وُصفت بـ"الفضيحة"، ولاقت إدانات من تركيا التي طلبت من سفير أمستردام، الذي يقضي إجازة خارج البلاد، ألا يعود إلى مهامه حتى إشعار آخر، فضلاً عن موجة استنكارات واسعة من قبل سياسيين ومفكرين ومثقفين ومسؤولين من دول عربية وإسلامية.
وفيما يتعلق بالاستفتاء المزمع إجراؤه على الدستور الجديد لتركيا منتصف أبريل المقبل، شدّد أردوغان أن "رئيس الجمهورية في الدستور الجديد لا يملك صلاحية حل البرلمان"، منتقدًا زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال قليجدار أوغلو "الذي يدلي بتصريحات مغايرة لهذا المضمون".
ولفت إلى أن "رئيس الجمهورية في الدستور المزمع التصويت عليه، يملك سلطة المطالبة بتجديد الانتخابات، وإن ذلك يتم بالتوازي مع موافقة البرلمان على مثل هذا الطلب".
كما أوضح أردوغان أن "الرئيس الحالي سيبقى على رأس مهامه حتى انقضاء المدة المحددة وفق النظام الحالي، ثم يحق له الترشح مرتين في الانتخابات الرئاسية وفق النظام الرئاسي المحتمل إقراره في الاستفتاء الشعبي".
وذكَّر أن "منصب رئيس الوزراء سيلغى مع النظام الجديد، وسيتم تعيين نائب واحد للرئيس أو اثنين".
وأشار أردوغان، إلى أن "قانون حالة الطوارئ حاليًا ضمن صلاحية مجلس الوزراء، وسوف يتم نقله إلى صلاحية رئيس الجمهورية، بالتزامن مع إلغاء قانون فرض الأحكام العرفية".