اللي عنده معزة يربطها.. انحدار ثقافي أم كبت جنسي؟

مكالمة بين أولياء أمور تثير الجدل على "فيس بوك"

مشادة كلامية بين أولياء أمور كانت حديث النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث دارت حول غضب أحد الأمهات من طفل قام بتقبيل واحتضان ابنتها في المدرسة.  

الواقعة شهدت اهتمام الكثيرين بعد تداول محادثة صوتية مسربة من تطبيق "واتس آب" بين الأم الغاضبة ووالد الطفل، حيث سخر البعض من والد الطفل الذي قال "اللي عنده معزة يربطها"، فيما انتقد آخرون موقف أولياء الأمور من تصرفات أطفالهم.

 

براءة الأطفال  

قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي بالأكاديمية الطبية، في تصريح لـ"مصر العربية"، أن الموقف لا يعدو كونه تصرف طفولي من أحد الأطفال تجاه طفلة أخرى في المدرسة، منتقدًا تحويل الواقعة لقضية جنسية بعيدة تمامًا عن تفكير الأطفال الذي يتسم بالبراءة والعفوية.  

التعامل مع الواقعة  

وأكد "فريز" أن تعامل أولياء الأمور مع الواقعة يوضح مدى الانحدار الثقافي والكبت الجنسي الذي يعاني منه المجتمع، والذي يمكن أن يؤدي إلى كوارث اجتماعية خطيرة.  

كما أشار إلى ازدواجية المعايير التي تعامل بها وليي الأمر، حيث استخدم كلًا من الأم والأب عبارات دينية لا تتسق مع طريقة الحوار بينهما.  

التربية والثقافة الجنسية  

ووجه استشاري الطب النفسي اللوم إلى الأهل في تربية أبنائهم، موضحًا أهمية الرقابة على ما يشاهده الأطفال في التلفزيون، حيث يميل الأطفال إلى تقليد ما يشاهدونه عبر الشاشة.  

ولفت إلى أهمية وجود علاقة صداقة بين الوالدين وأبنائهم وتوعيتهم بمعلومات جنسية بسيطة تناسب أعمارهم، حتى يتمكنوا من التعامل بشكل سليم مع الجنس الآخر، ووقاية أنفسهم من التحرش.

 

 

التأثير السلبي على الطفل  

وأضح الدكتور جمال فرويز، أن إلقاء اللوم على الفتاة في مثل تلك الوقائع يولد نوع من أنواع العنف النفسي الذي يؤثر بشكل سلبي على حياتها في المستقبل، كما يؤدي إلى خجل اجتماعي وخوف من التعامل مع الجنس الآخر.  

مواجهة المشكلة  

ورأى "فرويز" أن علاج المشكلة يتمثل في تغيير الثقافة العامة حول الجنس، من خلال تقديم معلومات صحيحة في المناهج التعليمية، مشيرًا إلى أهمية تكاتف الأسرة والمدرسة والجهات المعنية لمواجهة قضية الكبت الجنسي التي يعاني منها المجتمع.

مقالات متعلقة