جدل كبير أثاره النائب الهولندي خيرت فيلدرز مؤسس ورئيس "حزب الحرية" اليميني المتطرف، الملقب بـ "موزارت" بسبب شعره الأشقر، والذي اختارته الصحف الهولندية النجم السياسي لعام 2007.
فيلدرز الذي وصف القرآن بأنه "كتاب فاشي" ودعا إلى حظر بناء المساجد، من الممكن أن يحرز فوزا تاريخيا خلال الانتخابات التشريعية التي ستشهدها هولندا اﻷربعاء 15 مارس، بحسب تلفزيون "بي أف أم تي في" الفرنسي.
مقارنته بدونالد ترامب تبدو سهلة، فكل منهما أشقر الشعر، يعشق التغريد على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، معروف بخطاباته المعادية للمهاجرين، بيد أن الاختلاف بينهما أن النائب الهولندي خيرت فيلدرز ما زال ينافس في الانتخابات التشريعية، أما ترامب فوصل بالفعل إلى السلطة في يناير الماضي.
نجاح تاريخي لليمين المتطرف؟
خيرت فيلدرز، النائب البرلماني لما يقرب من 20 عاما، يعد منذ فترة طويلة شوكة في ظهر “النخبة” السياسة بهولندا، حيث إن حزب الحرية الذي يترأسه (PVV) ، يمكن أن يصبح بعد الانتخابات البرلمانية، أكبر حزب سياسي في البلاد، حتى لو حصل على المركز الثاني، سيكون هذا أكبر نجاح له منذ نشأته عام 2006.
ورغم أن معظم الأحزاب تعهدت بعدم التعاون مع فيلدرز، الذي من المرجح عدم مشاركته في أي ائتلاف بعد الانتخابات والوصول للحكم، سيكون على اﻷقل صوتا مهما للمعارضة، لتنال بذلك وضعا جيدا داخل العمل السياسي.
إغلاق المساجد وحظر القرآن
هذا النائب البالغ من العمر 53 عاما، والمعروف بمواقفه المعادية للإسلام، وشبه القرآن بأنه ككتاب "كفاحي" للزعيم النازي اﻷلماني أدولف هتلر، قال مؤخرا " أنا لا أقول إن جميع المسلمين أشرارا أو إرهابيين، هذا أمر سخيف".
وأضاف "لكنني أعتقد أنه في كل بلد، الإسلام فيه هو الدين السائد، يكون هناك نقص في الحرية والديمقراطية وسيادة القانون ...".
في برنامج حزبه، في الصفحة A4، وعد هذا النائب بمنع وصول المهاجرين المسلمين إلى بلاده وغلق المساجد، وقد أدت هذه اﻷراء المثيره للجدل، إلى وضعه على القائمة السوداء "لتنظيم القاعدة"، اﻷمر الذي جعله يخضع طوال الوقت لحماية الشرطة.
كذلك يدافع خيرت فيلدرز عن "نيكسيت" أي خروج هولندا من الاتحاد اﻷوروبي، على غرار المملكة المتحدة "بريكسيت".
عشق أم كره
فيلدرز، مُقسّم هولندا التي تفتخر بتاريخ طويل من التسامح وتعدد الثقافات، ولد عام 1963 في فينلو، جنوب شرق البلاد، وترعرع في عائلة كاثوليكية، مكونة من ولدين وبنتين.
مع بداية الثمانينات أصبح مهتما بالسياسة، كما ذكر مؤخرا شقيقه بول لمجلة "دير شبيجل" الألمانية: "لم يكن ينتمي لليسار أو اليمين، أو كارها للأجانب، بل كان مفتونا بالسياسة، والنضال من أجل النفوذ والسلطة".
يبدو أن كُره خيرت فيلدرز للإسلام نمى ببطء، إذ قضى بعض الوقت في إسرائيل، وشهد التوتر السائد مع الفلسطينيين، وصُدم عام 2002 مع اغتيال بيم فورتين، زعيم اليمين المتطرف، وبعد ذلك بعامين، مع مقتل المخرج المعادي للإسلام ثيو فان جوخ.
"أتذكر أن ساقي كانت تهتز تحت وقع الصدمة"، كما يقول في كتاب نشر عام 2012، مضيفا "يمكنني القول بصراحة "إنني شعرت بالغضب، لا بالخوف”.
تنامي أرائه المتطرفة
على مر السنين، تزداد لهجة فيلدرز تطرفا، ولا يمكن إسكاتها، رغم إدانته بـ"التمييز" العام الماضي، عقب ترديده شعارات مناهضة للمغاربة في هولندا.
وتعود وقائع الشعارات التي رددها إلى عام 2014، عندما قال في مؤتمر انتخابي أمام جمع من الناس: "هل ترديون المزيد من المغاربة في هذه المدينة وفي هولندا، أم ترغبون بأن يكون عددهم أقل"، ليرد الحاضرون: نريدهم أقل، ويجب فيلدرز مبتسما "سنعمل على ذلك".
تشبيهه بترامب زاد وضوحا، بعد بضعة أشهر من "البريكسيت" وتحقيق دونالد ترامب تقدما بالسباق الرئاسي بالولايات المتحدة اﻷمريكية، حيث أعلن دعمه للملياردير اﻷمريكي وقال إنه يعتزم زيارة أمريكا للمشاركة في مؤتمر "الجمهوريين".
وتاتي التبرعات لحزب فيلدرز من قبل ديفيد هورويتز، الناشط المعادي للإسلام الذي يكتب لموقع برايتبارت، حيث قدم لرئيس "حزب الحرية" 130 ألف يورو في 2015 و2016.
ويرى مراقبون أن الانتخابات الهولندية ستكون مقياساً لمدى قوة الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا قبل إجراء انتخابات أخرى في فرنسا وألمانيا.