قال مسؤولون باكستانيون، اليوم الأربعاء، إن البلاد بدأت أول تعداد سكان منذ ما يقرب من عقدين لجمع البيانات الديموغرافية، في ظل إجراءات أمنية مشددة.
وقال رئيس عملية الإحصاء آصيف باجوا، اليوم في تصريح صحفي، إن الآلاف من القائمين على عملية الإحصاء يصاحبهم جنود (من الجيش) يطرقون كل الأبواب في مناطق من البلاد لتسجيل أعداد المنازل والأفراد، وذلك في أول مرحلة من تعداد السكان.
وأوضح أن "عملية التعداد بدأت اليوم في 63 منطقة، من بين أكثر من 100 منطقة في أنحاء البلاد، وذلك في أول مرحلة من التعداد، من المقرر أن تكتمل خلال شهر".
ولفت "باجوا" في حوار سابق إلى أن "الأوضاع آمنة الآن لإجراء تعداد السكان".
ومن المقرر أن يشمل التعداد، لأول مرة في تاريخ البلاد، إحصائيات منفصلة للمتحولين جنسيًا واللاجئين.
وبهذا الخصوص، قال عبد الخالق علي، محلل سياسي مقيم في كراتشي "تكمن أهمية تعداد السكان الحالي في البلاد، كونه سيحصي أعداد اللاجئين الأفغان بشكل دقيق".
وأضاف أن "حصيلة رسمية لأعداد اللاجئين الفعلي ستشكل أساسا لوضع موازنة تقديرية لتلبية احتياجات أولئك اللاجئين من جهة، وبغية وضع سياسة عملية لإعادة توطينهم، وجميع الإجراءات ذات الصلة من جهة أخرى".
وقال نيلم خان، وهو متحول جنسي من كراتشي، إني "سعيد جدًا بهذه الخطوة الإيجابية"، بالإشارة إلى المبادرة الحكومية، الأولى من نوعها، بشمل المتحولين جنسيًا بالتعداد السكاني القائم، باعتبارها اعترافًا من الحكومة والمجتمع بحقوقهم في البلاد.
من جانبه، قال آصف غفور، المتحدث باسم الجيش الباكستاني، إن 200 ألف عسكري، سيقدمون الدعم لمسؤولي دوائر النفوس في عمليات الإحصاء.
وفي السياق ذاته، قالت وزيرة الإعلام الباكستانية مريم أورنجزيب، إنه من المقرر صدور البيانات الأولية للتعداد خلال ستة أشهر عقب اكتمال مرحلتي التعداد، التي ستستمر لمدة 70 يومًا.
وأضافت أن "التكلفة الإجمالية للتعداد تقدر بنحو 185 مليون دولار أمريكي".
ويرى محللون أن باكستان تشهد تحسنًا في الوضع الأمني منذ عام 2014، عندما شن الجيش سلسلة من الهجمات لإخراج المسلحين من مخابئهم على الحدود الأفغانية.
جدير بالذكر أن آخر إحصاء أجرته باكستان لعدد سكانها كان عام 1998، وبلغ عدد سكانها وقتها نحو 180 مليونًا، ومن المتوقع أن يتجاوز عدد سكان البلاد 200 مليون في الوقت الحالي.