"الطب البديل" أو التداوي بالأعشاب من محلات العطارين بات سبيلاً للهروب من ارتفاع أسعار الأدوية في الصيادليات تارة و لمواجهة ارتفاع أسعار تذاكر العيادات الخاصة في جميع مراكز محافظة قنا .
وسط مدينة قنا وتحديدًا في سوقي السهاريج والفوقاني تعج أزقته القديمة بمحال العطارة التي لا تفارقك الروائح الذكية التي تنبعث من اجولة صُفت أمام أبوابه.
وبداخل تلك المحال قارورات زجاجية كبيرة مملموة ببودر ذات الوان مختلفة كُتب عليها "علاج العظام-تساقط الشعر – الكحة والانفلونزا –الضعف الجنسي"الخ من متطلبات الشارع القنائي والذي بدأ يقبل الأهالي بكثافة في الفترة الاخيرة،عقب قرارات الصحة برفع أسعار ما يزيد عن 3 الاف صنف دوائي،واختفاء الكثير منها أيضاً،لتحل الادوية البديلة والمستورة ذات الأسعار الباهظة.
"الأعشاب مالهاش ضرر زى الأدوية و لو حد أخد جرعات زيادة ممكن تجيب معاه نتيجة سلبية، فالأعشاب ليست لها أضرار إطلاقًا حتى لو تم أخذها بشكل زائد علي الوصف المطلوب".. بتلك الكلمات بدأ محمد العطار وسط شارع السهاريج حديثه لـ"مصر العربية"واصفاً حالة الرواج التي يستقبلها أصحاب محال العطارة في الفترة الأخيرة، مؤكداً أن التجار لم يستغلوا أزمة ارتفاع أسعار الأدوية ويرفعوا الاسعار بل حافظوا علي التسعيرة القديمة.
وتابع العطار أن الوصفات والتركيبات العشبية منها ما يكون موسمي تزامناً مع فصول السنة،ونشاط أمراض الكحة والبرد، وضيق التنفس، فيتم عمل خلطات باستخدام الجنزبيل والقرفة لتنشيط الدورة الدموية، كما يستخدم للأطفال التليو، وورق الجوافة والينسون.
ويقول علي خلف، عطار، إن العلاج بالأعشاب علم كبير لا يمارسه إلا ذوي الخبرة من أصحاب العطارات،وأنه يكون وراثه عن الاجداد ، لافتاً الي أن الوصقات العشبية غالبيتها لا يتعدى ثمنها 10 جنيهات لتكون في متناول الجميع ونتائجها سريعة ومضمونة وغير مضرة كما يصفها البعض .
ويشرح خلف، استخدامات بعض الأعشاب حيث تستخدم بذرة القاطونة لعلاج القاولون، وبذور الجرجير مقوى للأعصاب، وبذر الكتان للكوليسترول والتخسيس، وإسباغول للتخسيس، وأرقطيون لأمراض الكبد والكلي، وعنب البحر للتخسيس وكبريت عمود للأمراض الجلدية، وطمي مغربي للبشرة، بالإضافة إلى عدد من المهدئات مثل الينسون والمرمرية والكراوية والنعناع .
وداخل إحدى محال العطارة تقف سيدة خمسينية قائلة"الشفا كله من عند ربنا لن احنا بنيجي للعطارين لأني مجربها من زمان وبروح للدكاترة وادوية بالشئ الفلاني لكن المرض زي ما هو"مؤكدة أنها تأتي لشراء وصفات خاصة بألم الظهر والمعدة .
وأضاف أسامة عبد البر، موظف، أنه اعتاد شراء الوصفات العلاجية لأبنائه من العطاريين لعلاج الكحة والاسهال والبرد لأن سعرها لا تتعدى 5 جنيهات و7 جنيهات لإبناءه الثلاثة بعد ارتفاع أسعار الأدوية بشكل جنوني لا يستطيع تحمله وراتبه لا يتعدى 1400 جنيه شهريا .
كمال سيد، بالمعاش، قال:"منذ 7 سنين بتعالج على نظام الأوصاف العشبية والمركبات وماشى زى الفل، وعيالى اللى بكشف عليهم فى العيادات وبجبلهم الأدوية بعد ما غليت بقيت بجيبهم هنا برضو وسبحان الله صحتهم بقت أفضل بكتير من العلاج عند الدكاترة".
من جانبه، حذر الدكتور أحمد النقيب، نقيب الصيادلة بقنا، أن يتم الاعتماد بشكل كلي علي الأعشاب من محال العطارة، ما لم تكن مذكورة في دستور الأدوية، لافتاً إلى أن الصيادلة تطلق تحذيرات مراراً وتكرارًا في هذا الامر،خاصة الاعشاب والوصفات التي يتم عرضها علي شاشات التلفاز.
وأوضح النقيب لـ"مصر العربية"أن هناك أدوية في الصيدليات مسجلة في وزارة الصحة تحتوي كلياً علي تركيبات عشبية خالصة، وأن أسعارها ارتفعت قليلاً لكنها في متناول الجميع.
وأشار نقيب الصيادلة إلى أن يوجد ما يقرب من 150 صنفًا دوائيًا حيويًا نقصًا في الاسواق،و البديل الخاص بها قليلاً جداً، أما المجمل في نقص الأدوية فيزيد عن 1500 صنف دوائي، لكن لهم بدائل أخرى.