"المصالحة وتبادل المنافع".. عنوان اللقاء اﻷول الذي جمع الرئيس اﻷمريكي دونالد ترامب، وولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أمس الثلاثاء في المكتب البيضاوي بالعاصمة واشنطن، في محاولة ﻹقامة علاقات أكثر دفئًا بعد فترة من التوتر بين أمريكا وحليفها الرئيسي في الشرق اﻷوسط.
وتناول اللقاء- بحسب عدد من الصحف اﻷمريكية والبريطانية - الكثير من القضايا التي تهم الطرفين بدءا من الاتفاق النووي مع إيران، وحرب اليمن، مرورًا بمحاولة إقامة مناطق آمنة في سوريا، والمساعدة في حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بجانب مكافحة التنظيمات اﻹرهابية مثل داعش والقاعدة، وانتهاءً بأسعار النفط العالمية، وتمكين المرأة، والاستثمارات السعودية في أمريكا.
وشهدت العلاقات بين الرياض وواشنطن تدهورًا كبيرًا في ظل إدارة الرئيس بارك أوباما، وخصوصًا بشأن العلاقات السورية، ورفض أمريكا شن عملية عسكرية ضد نظام بشار اﻷسد، فضلا عن الاتفاق النووي مع إيران الذي تعتبره السعودية يهدد أمنها والمنطقة.
وقالت صحيفة - نيويورك تايمز - اﻷمريكية إن الرئيس ترامب استضاف ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز لتناول الغداء في البيت الأبيض الثلاثاء، في محاولة ﻹقامة علاقة أكثر دفئا مع المملكة وكسر الجمود الذي شاب العلاقات خلال إدارة الرئيس السابق بارك أوباما، بخاصة حول الاتفاق النووي مع إيران.
وأضافت أن اللقاء كان فرصة للرجلين لمناقشة عدد من القضايا من بينها حرب اليمن التي تخوضها المملكة بجانب تحالف من الدول السنية لقتال المتمردين الحوثيين، وتأثيرها على قرار واشنطن في استئناف مبيعات الأسلحة للسعوديين، التي علقتها إدارة أوباما، ويقترب ترامب من إلغائها، والموافقة على بيع منظومة رايثون الدفاعية للمملكة.
ترامب، والأمير محمد - الشاب الطموح - يرى كل منهما الآخر "حليف مهم" في مجموعة متنوعة من القضايا الملحة، حيث من المتوقع أن يحثّ ترامب الرياض على دعم مناطق آمنة في سوريا، تراها اﻹدارة اﻷمريكية بديلاً لتوطين الآلاف من اللاجئين، بدلًا من الاضطرار لقبولهم في الدول الغربية.
بجانب رغبة ترامب وأعضاء إدارته في أن تمارس المملكة دورا حاسما في خطة البيت الأبيض الجديدة للحصول على مساعدة من حلفائها في الشرق الأوسط للمساعدة في كسر جمود الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
ونقلت الصحيفة عن "سايمون هندرسون" مدير برنامج الخليج : " المملكة ينظر إليها باعتبارها جزءًا أساسيًا من منطقة الشرق الأوسط، ودولة استراتيجية، تحسين العلاقات معها سوف يعود بالنفع على الجميع.. وخلافًا لنهج إدارة أوباما، فهم يرغبون في جعل اللقاء مميزًا".
وأوضحت الصحيفة أن السعودية ودول الخليج متفائلة برئاسة ترامب، وترغب في انخراط أمريكا بقوة في قضايا الشرق الأوسط مثل الحرب في سوريا، خاصة مع عدم اهتمامه بمجال حقوق الإنسان، والأهم من ذلك، تعهده باتخاذ موقف متشدد ضد إيران.
صحيفة "الديلي ميل" البريطانية كشفت عن أن قضايا تمكين المرأة حاضرة على طاولة المفاوضات بين ترامب واﻷمير محمد، بدعم من إيفانكا ترامب التي تبنت عددا من المبادرات المتعلقة بتمكين المرأة.
وقالت في مؤتمر للحزب الجمهوري:" السياسات التي تسمح للنساء والأطفال بالازدهار يجب أن تكون هي القاعدة في مختلف أنحاء العالم".
ونقلت صحيفة "نيوزويك" اﻷمريكية عن مصدر مقرب من اللقاء - الذي تحدث شريطة عدم الكشف اسمه - قوله :" الموضوع الرئيسي للقاء الاستثمار السعودي في الولايات المتحدة، والذي يمكن أن يساعد ترامب في الوفاء بوعوده لخلق فرص عمل كثيرة".
وقالت "إنغريد نارانجو" خبيرة العلاقات اﻷمريكية السعودية: ترامب يريد نتائج وإحصاءات لمسألة مهة جدا إنها خلق فرص عمل من خلال الاستثمارات".
أسعار النفط العالمية كانت حاضرة على طاولة اللقاء، وأوضحت شبكة "بلومبرج" اﻹخبارية اﻷمريكية أن المملكة تعاني من تأثير انخفاض أسعار النفط، هو ما سوف يؤثر على النمو الاقتصادي الذي سوف يتباطأ هذا العام ليكون 0.9 %، مقارنة بـ 10 % عام 2011، عندما قفزت أسعار النفط الخام لـ 100 دولار للبرميل.
وتعد الرياض منذ الملك عبد العزيز آل سعود، مؤسس السعودية الحديثة، حليفا رئيسيا للولايات المتحدة، وهو ما تم تدشينه، حينما التقى الرئيس فرانكلين روزفلت مع الملك عبد العزيز على متن حاملة الطائرات "كوينسي" عام 1945، حيث اتفقا على معادلة "النفط مقابل الأمن" مما ساهم في توطيد العلاقة بين البلدين.