أنماط تربية الأطفال لها تأثير كبير على سلوك الطفل، فقد بينت البحوث المختلفة أن أسلوب تربية الأطفال يمكن أن يؤدي إلى مشاكل سلوكية. فإذا كنت تريد أن تتبع النمط الاستبدادي فمن المهم أن تفهم بشكل واضح ما ستجنيه من خلال معرفة الخصائص والآثار والنتائج المترتبة على الأبوة والأمومة الصارمة.
ما هي التربية المتسلطة أو الاستبدادية؟
يراه بعض الآباء أسلوبا متميزا يحتوي على مطالب من الآباء والأمهات يجب أن ينفذها الأطفال، ويتوقع الآباء استجابة عالية من الأطفال مما لا يترك مجالا كبيرا لمعرفة الآراء. وإذا كان هناك ردود أفعال فغالبا ما تكون سلبية. ويميل الآباء إلى أخذ الأخطاء على محمل الجد، وعادة ما يكون العقاب البدني والصراخ جزءا من نمط التربية الاستبدادية.
ووفقا ديانا باموريند استشارية علم النفس، فإن الآباء السلطويين يريدون من أطفالهم اتباع قواعد صارمة دون قيد أو شرط، ويرى هؤلاء الآباء أن الطاعة أمر لا نقاش فيه، ويتوقعون أن يطيع الطفل أوامرهم دون تفسير، وهذا الأسلوب في التربية يعد أكثر الأنواع سيطرة على الطفل.
خصائص نمط الأبوة والأمومة المتسلطة:
بدلا من تدريس قيمة ضبط النفس للأطفال، يركز الأب السلطوي على التزام الطفل بكل ما يمليه عليه، ولا يمنح الطفل مكافأة على السلوك الإيجابي، ولا يوفر له سوى رد الفعل وهو العقاب على سوء السلوك.
وهنا بعض خصائص وسمات الآباء الديكتاتوريين، بحسب موقع momjunction:
1. قوانين صارمة:
الأب المتسلط يتصف بأنه صارم وجامد وغير مرن ومتسرع، فهو يجبر الأطفال على اتباع القواعد والأنظمة في حياة روتينية صارمة. ولا يسمح للطفل بالسؤال عن أي من اللوائح التي وضعها، ويتوقع من الطفل الالتزام الصارم باللوائح دون تعديلات، ولا يشجع الحديث بالأخذ والعطاء.
في الأبوة والأمومة الاستبدادية، فإن الآباء لديهم السلطة في نهاية المطاف، ويسيطرون على أطفالهم بطريقة صارمة، ويعتقدون أنهم يعرفون الأفضل للطفل، وبالتالي يمارسون الدكتاتورية على الأطفال من خلال الحد أو حظر بعض الأشياء الممتعة لأطفالهم.
2. فرض العقوبة:
الآباء المتسلطون يفرضون عقوبات بشكل دائما، كلما تخطى الطفل حدوده أو فشل في اتباع اللوائح، أو عندما يرتكب الطفل الأخطاء أو يفشل في الارتقاء إلى مستوى التوقعات المطلوبة، فإن أباه يعاقبه بقسوة.
الآباء الاستبداديون لا يحاولون شرح أسباب وضع القواعد، ولكنهم يعاقبون أطفالهم ببساطة، ويفشلون في إعطاء أي خيارات أخرى للحد من الصراع بينهم وبين الأطفال.
3. لا يستجيبون لأطفالهم:
الآباء والأمهات الذين يتبعون هذا النمط في تربية الأطفال لا يستجيبون لأي شيء، ولا يفكرون إلا في إجبار الطفل على اتباع القواعد الموضوعة للحياة اليومية، فهم لا يشعرون أن هناك ضرورة لإعطاء تفسيرات وتوضيحات لأطفالهم.
نادرا ما يشجع هؤلاء الآباء أطفالهم أو يقدمون التهاني لهم حال نجاحهم في المدرسة، ولكن يلقون اللوم ويرون أن الطفل كان يجب عليه أن يحقق نجاحا أكثر من ذلك بكثير.
4. لا للتعاطف
الآباء الاستبداديون لا يستخدمون العبارات العاطفية مع الأطفال، فهم يتبعون نمطا شاذا في التربية لا يتضمن أي ارتباط في المستوى العاطفي مع الطفل.
هم لا يهتمون حول ما إذا تعرض أطفالهم التعرض للأذى العاطفي أم لا، ويعتقدون أن عملية تربية الأطفال بشكل صارم هي وسيلة جيدة تجعل الأطفال أقوياء، وبالتالي يميلون للسيطرة على الأطفال من خلا ل الانسحاب من عالم الحب، ويتوقفون عن التفكير في حاجات الطفل العاطفية.
5. لا توجد خيارات للأطفال:
في التربية الاستبدادية لا يتم إعطاء الطفل أي خيارات ثانوية، ويتم معاملته على أنه كائن أقل شأنا، كما يتم فرض عقوبات صارمة دون أي خيار آخر.
الآباء والأمهات الصارمون يتوقعون تحقيق مستويات عالية في سلوك الأطفال، ويقدسون قيمة الطاعة بشكل متطرف، ويتوقعون من أطفالهم الاحترام دائما، والابتعاد عن الجدال حول السلطة العليا.