ليبيا| حفتر ينقذ هيبته .. والسراج يترنح

خليفة حفتر وفايز السراج

بين ليلة وضحاها تنقلب الأمور رأسا على عقب في ليبيا، فالمنتصر يتحول مهزوما والخاسر يمسي رابحا، وكل ذلك يؤثر على العملية السياسية وفرص التفاوض في كل مرحلة.

 

وبعد أن فرض قائد عملية الكرامة خليفة حفتر في ليبيا بالسيطرة على الموانئ النفطية في منطقة الهلال النفطي سبتمبر الماضي، اهتز موقفه بعد خسارة ميناءي راس لانوف ، والسدرة  على يد سرايا الدفاع عن بنغازي وهو تحالف لمسلحين من شرق ليبيا منذ أسبوع، ولكن سريعا استعادت قوات حفتر الميناءين النفطيين بالأمس.

 

وذكر العقيد أحمد المسماري الناطق باسم قوات حفتر  أن "القوات المسلحة حررت الهلال النفطي"، مفيدا بأن عشرة قتلوا  وأصيب 18 شخصا من القوات خلال الهجوم، وأن جنودهم سيلاحقون من سماهم "العدو" حتى مناطقهم.

 

وبعد أن نسبت بعض وسائل الإعلام الليبية سيطرة سرايا الدفاع عن بني غازي لحكومة الوفاق الليبية التي يقودها فايز السراج خاصة بعد اتهام معسكر الشرق الذي يسيطر عليه برلمان طبرق وخليفة حفتر لحكومة السراج بدعم هذه الميليشيا، تبدلت أحوال رئيس حكومة الوفاق وباتت في وضع حرج بعد استعادة حفتر السيطرة على الهلال النفطي ولما تعانيه من فوضى في معقلها في طرابلس.

 

محاولة حسم الأمور  

ومنذ يومين تستمر اشتباكات عنيفة بين قوات مؤيدة لحكومة الوفاق الوطني المدعومة أمميا وبين ميليشيات موالية لحكومة الإنقاذ الوطني بقيادة خليفة الغويل المنتهية ولايتها.

 

وتشل هذه المواجهات العاصمة الليبية بشكل شبه كامل لليوم الثالث على التوالي، وتحاول وزارة الداخلية التابعة لحكومة الوفاق تساندها ميليشيات أخرى السيطرة على الأمور وطرد ما تصفهم لـ"الخارجين عن القانون" الموالين لخصومها.

 

وبحسب الشرق الأوسط فقد أكدت مصادر محلية ليبية، أن قوة "الردع الخاصة" و"كتيبة ثوار طرابلس" المؤيدتين لحكومة الوفاق اقتحمتا فندق ريكسوس والقصور الرئاسية اليوم الأربعاء، وتمكنتا من طرد كتائب تابعة لـ"حكومة الإنقاذ" " برئاسة خليفة الغويل، التي انسحبت باتجاه حي صلاح الدين جنوب طرابلس.

 

تعليق الدراسة  

وأعلن المجلس البلدي في طرابلس، اليوم الأربعاء، تعليق الدراسة على نطاق البلدية “إلى حين استقرار الأوضاع الأمنية وعودة الهدوء” للعاصمة الليبية.

 

وتنقسم ليبيا بين سلطتين، حكومة وفاق في طرابلس يرأسها فايز السراج ويعترف بها المجتمع الدولي في الغرب ولكن يناطحها حكومة الإنقاذ الوطني التي عادت بعد فترة توقف وأعلنت تجميد حكومة الوفاق وعزمها اعتقال أعضائها ما دفع الطرفين للاقتتال، وفي المعسكر الشرقي حكومة موازية مرتبطة بحفتر.

 

حرب بالوكالة  

العميد حسين حمودة الخبير الاستراتيجي رأى أن الصراع بين حفتر والسراج هو حرب بالوكالة بين بعض دول الخليج والدول الغربية  التي تدعم السراج، وداعمي حفتر وهي مصر القلقة بشأن حدودها المتاخمة لليبيا والتي يربطها بحفتر علاقة شخصية نظرا لأنها حارب بجانبها في حرب أكتوبر علاوة على روسيا التي تريد أن يكون لها دور كبير في الشرق الأوسط فتساند حفتر.

 

وأكمل في حديثه لـ"مصر العربية" أن الدول الأوروبية الداعمة للسراج تريد استمرار الفوضى في ليبيا من أجل السيطرة على النفط، معتبرا ليبيا مسرحا من مسارح صراع القوى العظمى في الشرق الأوسط.

 

السراج على حافة الهاوية  

ورجح حمودة غياب السراج في الفترة المقبلة، مؤكدا أن الغرب لا يدعم خاسرا، ويتعامل فقط مع الرابح على الأرض، وفي الدول الرخوة يسيطر فيها الجيش، والقوة الوحيد المتماسكة في ليبيا بيد خليفة حفتر، بحسب قوله.

 

وأردف أن سيطرة حفتر على الهلال النفطي تقوي شوكته وتعزز موقفه التفاوضي، لذلك السراج ليس له مستقبل في ليبيا، وفي فترات حروب الشوارع يربح الجيش ويتكاتف الناس معه خوفا من المجهول في ظل أن الميليشيات المقابلة متفرقة ومتناحرة فيما بينها.

 

دكتور عادل عامر الخبير السياسي رأى أن ما يحدث في ليبيا حاليا هو "تحريك للكراسي الموسيقية" خاصة بعدما فشل السراج في الأجندات الموكلة إليه من الغرب وبات ورقة خاسرة يجب استبدالها بنظام جديد.

 

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية":" حفتر تركيبة مخابراتية يفضلها حلف الناتو لأنه ينفذ ما يريد على الأرض بشكل مباشر أو غير مباشر لذلك سيلجأ للتعامل معه فيما بعد ولكن ليس قبل القضاء على ما يسميه الغرب المجموعات الإرهابية".

 

وشدد  عامل على أن  حفتر أثبت أنه القادر على السيطرة على زمام الأمور في ليبيا وهو ما يعزز فرصه ويقلل فرص السراج في الفترة المقبلة.

مقالات متعلقة