وصل وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون الاربعاء الى طوكيو في مستهل جولة على عواصم آسيوية وسط الازمة الناجمة عن البرنامج النووي لكوريا الشمالية.
وحطت الطائرة التي كانت تقل تيلرسون في مطار طوكيو مساء الاربعاء وكان في استقباله مسؤولون يابانيون واميركيون.
ووعد تيلرسون باعتماد نهج متشدد حيال نظام كيم جونغ-اون المعزول في حين يجري مباحثات مع اليابان وكوريا الجنوبية والصين.
كما سيبحث المبادلات التجارية بعد ان اوحت تصريحات الرئيس دونالد ترامب بنشوب حرب تجارية بين الولايات المتحدة والصين.
لكن المسؤولين الاميركيين اكدوا ان سلوك كوريا الشمالية الاستفزازي "سيكون في صلب" مباحثات تيلرسون مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ووزير خارجيته فوميو كيشيدا الخميس.
وبعد طوكيو، سيتوجه الى سيول التي باتت في مرمى سلاح مدفعية كوريا الشمالية، لاجراء محادثات مع المسؤول الحالي بعد اقالة الرئيسة بارك غون-هاي الاسبوع الماضي بسبب فضيحة فساد.
وفي عطلة نهاية الاسبوع سيزور بكين وسط تقارير عن وضع تيلرسون اللمسات الاخيرة على خطط الرئيس الصيني شي جينبينغ لزيارة ترامب في نيسان/ابريل.
وقد تكون المباحثات في الصين ايجابية. فقد اعلن رئيس الوزراء لي كيكيانغ خلال مؤتمر صحافي بعد الاجتماع السنوي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الاربعاء ان "ثمة آفاقا واعدة للتعاون بين الصين والولايات المتحدة".
وحذر من ان الاستثمارات الاميركية في الصين ستتضرر في حال اندلاع حرب تجارية قائلا "اعتقد انه في امكاننا الجلوس والتحاور والعمل معا لايجاد حلول مهما كانت خلافاتنا".
لكن سيتعين على تيلرسون التطرق ايضا الى ملف كوريا الشمالية وسعيها لتطوير برنامج صواريخ بالستية عابرة للقارات قادرة على تهديد مدن اميركية او قواعد في المحيط الهادىء.
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر للصحافيين "ستكون لديه مناسبة خلال كل محطة للتطرق الى الخطوات المقبلة او ما نفعله حاليا بشأن ملف كوريا الشمالية".
واضاف خلال مؤتمر صحافي قبل مغادرة تيلرسون واشنطن "انه بالتأكيد التحدي الذي تواجهه علاقاتنا وبصراحة ان امن شبه الجزيرة الكورية على المحك".
وقد تكون الصين البلد الاخير القادر على التأثير في كوريا الشمالية التي تجاهلت العقوبات الدولية العديدة المفروضة عليها في اطار برنامجها للاسلحة النووية.
وبكين قلقة تماما كالولايات المتحدة لمحاولات بيونغ يانغ بناء ترسانة نووية لكن رد فعلها كان اكثر اعتدالا حيال برنامجها للصواريخ البالستية.
كما ابدت بكين تحفظات ازاء دعم اي اجراء من شأنه زعزعة استقرار نظام كيم وتعرب علنا عن قلقها لقرار واشنطن نشر منظومة ثاد الدفاعية في كوريا الجنوبية.
وتصر واشنطن على ان هذه المنظومة الدفاعية تنشر لحماية كوريا الجنوبية والقواعد الاميركية من صواريخ بيونغ يانغ، لكن الصين تخشى من ان يؤثر رادارها المتطور على قدرة الردع الصينية.
وفي تعليقاته الاخيرة اعلن وزير الخارجية الصيني وانغ يي ان الولايات المتحدة مسؤولة تماما كما كوريا الشمالية عن الازمة الاخيرة وان البلدين يتجهان نحو "مواجهة".
ونظرا الى ضآلة فرص نزع فتيل الازمة، سعى مسؤولون في الخارجية الاميركية في واشنطن الى فرض عقوبات اضافية قد تلحق اضرارا بالمصارف الصينية التي تتعامل مع كوريا الشمالية.
لكن مسؤولين اميركيين قللوا من شأن صدور اي اعلان خلال هذه الجولة.
وسيختبر تيلرسون تقبل الصين لفكرة تشديد العقوبات على كوريا الشمالية فيما يحاول تبديد المخاوف من خلاف تجاري وشيك بين اكبر اقتصادين في العالم.
وقال تونر "الجميع متفق على نقطة واحدة هي كيف يمكن وقف التصرفات السيئة لكوريا الشمالية ؟". واضاف "اعتقد ان جزءا من هذه الرحلة هو لاتخاذ قرار بشأن الخطوات المقبلة".
واوضح "اعتقد انه يريد مواجهة هذا التحدي خلال هذه الرحلة. لكن علينا الا ننسى حجم علاقاتنا التجارية مع المنطقة. انها في غاية الاهمية".