أكد الدكتور مصطفى مدبولي، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، أن تحلية مياه البحر تحتل أولوية كبيرة جداً لمصر حالياً، فمصر بالفعل دخلت مرحلة الفقر المائي، وتناقص نصيب الفرد من المياه حتى وصل إلى 700 م3 سنوياً، بينما المعدلات العالمية 1000 م3 سنوياً.
وقال "مدبولي"، في كلمته بالمؤتمر الصحفي الخاص بمؤتمر تحلية المياه في الدول العربية، والذي يعقد تحت عنوان: "توطين صناعة التحلية فى الوطن العربي"، إنه مع التزايد المطرد في عدد السكان، وثبات مواردنا التقليدية من مياه الشرب، فمن المتوقع أن يكون هناك تناقص مطرد أيضاً في نصيب الفرد من المياه، وبالتالي لم يعد هناك مجال غير المضي قدماً وبسرعة شديدة في مجال تحلية مياه البحر، وأن يكون ذلك خياراً استراتيجياً، وأمناً قومياً في هذه المرحلة.
وأضاف الوزير: "عندما أنهينا المخطط الاستراتيجي القومي، للتنمية العمرانية في مصر، ركزنا جدا على ملفين مهمين، هما استغلال الطاقة الشمسية، وتحلية مياه البحر".
وأشار "مدبولي"، إلى أن خطة التنمية العمرانية التي تنفذها الدولة حاليا، تتضمن اعتمادا كليا على تحلية مياه البحر في المدن الساحلية الجديدة، وذلك في مدن: العلمين الجديدة، وشرق بورسعيد، والجلالة، وكل مدينة من هذه المدن تنشأ بها محطة مياه بطاقة 150 ألف م3 يوميا، وذلك بخلاف المحطات التي يتم التوسع فيها حاليا، مثل محطة اليسر بالبحر الأحمر، التي ستدخل الخدمة خلال أسابيع بطاقة 80 ألف م3 يوميا.
وشدد وزير الإسكان على أنه يتم العمل على توطين تكنولوجيا صناعة تحلية مياه البحر في مصر، وذلك بالتعاون مع وزارة الإنتاج الحربي، والهيئة العربية للتصنيع، وتشجيع القطاع الخاص، وكذا التعاون مع الدول العربية المتقدمة في هذا المجال، وعلى رأسها الأشقاء في السعودية، حيث تحتل المرتبة الأولى عالميا في هذا المجال.
وأوضح "مدبولي"، أن قانون تنظيم قطاع مياه الشرب والصرف الصحي، الذي وافقت عليه الحكومة، ويناقش بالبرلمان حاليا، يؤسس لتمكين الجهاز التنظيمي لمياه الشرب والصرف الصحي من إدارة منظومة تحلية مياه الشرب، ومشاركة القطاع الخاص بها.
وقال الوزير، إنه بالنسبة لمياه الشرب في مصر حاليا فيبلغ إجمالي الكمية المنتجة حوالي 25 مليون متر مكعب /يوم، تمثل المياه السطحية 85% من مصدر المياه، بينما يتم إنتاج 15% عن طريق المياه الجوفية، ولا تتعدى المياه المحلاة 0.1 % من إجمالي المياه المنتجة.
وأكد "مدبولي"، أن أحد الحلول الواعدة في المستقبل القريب لتقليل الفجوة المائية هو الاعتماد على تحلية المياه، خاصة مع التطور المستمر في تكنولجيات تحلية المياه مما أدى لخفض تكلفتها بدرجة كبيرة خلال العقدين الماضيين، كما يساعد الموقع الجغرافي لمصر على توافر مصدر المياه المالحة حيث يحدها البحر الأحمر بامتداد حدودها شرقاً والبحر الأبيض بامتداد حدودها شمالاً إلى جانب مياه الآبار عالية الملوحة.