حرصت طوال عمري حين تغيم الرؤية، وتبهت ملامح المواقف أن أنظر إلى أعدائي أين يتجهون وأسير عكس خطوط سيرهم، وكانت تلك بوصلتي التي لم تخذلني أبدا.
خاصة إذا كان أعداؤنا يعرفون مصالحهم جيدا بحكم اطلاعهم على الأمور، وخباياها، وللأسف ينطبق ذلك كثيرا علينا في مستويات كثيرة؛ اسرائيل عدوتنا كعرب، الفلول أعداؤنا كثوار، والمنافقون الأفاقون، لاحسو بيادة النظام –أى نظام- الراغبون في إدخال نقابتنا حظيرة النظام تتسول خدمة هنا أو هناك أعداؤنا كصحفيين.
ونتذكر جميعا فيلم المصير للراحل يوسف شاهين الذى قطع الطريق على تعاطف أى مشاهد مع المتطرفين فكريا فجعلهم خونة يتآمرون مع الأسبان ضد المسلمين.
وكذلك فعل الأفاقون أعداء استقلال نقابتنا في الأحداث الشهيرة يومى 25 أبريل، و4 مايو وقفوا مع الجانب الذي يرفع علم السعودية ضد من بحت أصواتهم بالهتاف لمصر.
تلك البوصلة سهلت على كثيرا التصويت في انتخابات الغد فأعداء المهنة (مؤيدو رافعي علم السعودية) وقفوا مع مرشح لمنصب النقيب. الآن حصص الحق أنا مع يحيى قلاش، الذى لو دخل ضد مرشح آخر غير مدعوم من الأعداء لذهب صوتي ضد قلاش على الفور، دون أن أتلعثم أو أرتبك.
لا تصدق أن الذين يتباكون على وضع النقابة في مواجهة الدولة بالأزمة الأخيرة كان همهم النقابة، أو مصلحة الصحفي، فانزعاجهم هو انعكاس لانزعاج نظام يلحسون بيادته آناء الليل، وأطراف النهار، ولم ينظر إليهم طرفة عين. فقط تذكرهم حين وقع في أزمة عاصفة فككت مفاصله صنعها لنفسه بالتنازل عن تيران، وصنافير فكان عليه قمع أى صوت معارض، وهدم "سلم نقابة" استوعب أصوات الشباب المعترضين على التنازل.
يقول الذين يقفون ضد يحيى قلاش أن النقيب، وجمال عبد الرحيم، وخالد البلشي يتاجرون بالقضية لمصالح شخصية، حتى لو سلمنا بهذا القول فأيهما أولى أن تقف بجواره الذي ينادي بمبادئك ويؤيد قضيتك – حتى لوكان متاجرا- أم أعداء القضية "المخلصين" في عداوتهم للقضية المدافعون عن تسليم النقابة للنظام، ووزارة الداخلية تسليم أهالي؟!
أنا عرفت بوصلتي فهل أدركتم بوصلتكم في تصويت الغد أم تراكم حائرين