جدَّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هجومه على رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، على إثر الخلاف الدبلوماسي بين البلدين.
وقال أردوغان، خلال مراسم افتتاح مشروعات بولاية صقاريا شمالي تركيا، تعليقًا على فوز حزب "الشعب للحرية والديمقراطية" الهولندي بالانتخابات العامة، حسب "الأناضول": "ربما حققت فوزًا بالمركز الأول في الانتخابات إلا أنَّك فقدت صديقًا مهمًا مثل تركيا".
وبزعامة روته، حقق حزب "الشعب للحرية والديمقراطية" الفوز في الانتخابات الهولندية، التي أجريت أمس، بعد حصوله على 33 مقعدًا "من أصل 150"، مقارنةً بـ41 مقعدًا في انتخابات 2012.
وبخصوص الأزمة بين بلاده وهولندا، ذكر أردوغان أنَّ روته اقترح على رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، خلال مكالمة هاتفية ليلة الأزمة "السبت الماضي"، تناول وجبة طعام سويًّا بعد انتهاء الانتخابات الهولندية.
وأضاف أردوغان: "رئيس وزراء تركيا لن يلتقي به لأنَّه قد خسر العلاقات مع تركيا".
وتطرق أردوغان إلى عدم التزام الاتحاد الأوروبي بتعهداته المتعلقة بإلغاء تأشيرة الدخول للمواطنين الأتراك إلى دول منطقة "شنجن" الأوروبية، حيث قال: "في الوقت الراهن يتحدثون عن اتفاقية إعادة القبول -اللاجئين والتي وقعت في مارس 2016- أي إعادة قبول هذا؟ تجاوزوا ذلك الموضوع".
تجدر الإشارة إلى أنَّ الحكومة التركية والاتحاد الأوروبي توصلا في 18 مارس 2016 في العاصمة البلجيكية بروكسل لثلاث اتفاقيات مرتبطة ببعضها، حول الهجرة، وإعادة قبول اللاجئين، وإلغاء تاشيرة الدخول للمواطنين الأتراك.
وفي ذات السياق، صرَّح أردوغان: "أنتم لم تسمحوا لوزيرين تركيين بدخول هولندا، ولم تعطوا الإذن بهبوط طائرة وزير الخارجية جاويش أوغلو، ولم تسمحوا للوزيرة فاطمة بتول صايان قايا بدخول مبنى القنصلية التي تعتبر أرضًا تركية لإجراء لقاء فيها، وتنتظرون منا إعطائكم إذن الدخول إلى هنا.. لا يوجد مثل هذا الشيء".
وأضاف - مخاطبًا هولندا: "لقد قتلتم ثمانية آلاف و354 من إخواني المسلمين في سربرينيتسا عام 1995، فبماذا ستشرحون ذلك؟ نحن لا ننسى هذه الأحداث".
على صعيد آخر، انتقد أردوغان قرار محكمة العدل الأوروبية المتعلق بحظر الحجاب، وقال: "أين حرية المعتقد والدين، هؤلاء أطلقوا الصراع بين الهلال والصليب، هل هناك تفسير آخر لذلك؟".
وأمس الأول الثلاثاء، أجازت محكمة العدل الأوروبية لأرباب العمل، حظر ارتداء الحجاب وغيره من الرموز الدينية في أماكن العمل.
والسبت الماضي، سحبت هولندا تصريح هبوط طائرة وزير الخارجية التركي على أراضيها، ورفضت دخول وزيرة الأسرة والشؤون الاجتماعية فاطمة بتول صيان قايا، إلى مقر قنصلية بلادها في روتردام، لعقد لقاءات مع الجالية ودبلوماسيين أتراك، ثم أبعدتها إلى ألمانيا في وقت لاحق.
وأدانت أنقرة بشدة، سلوك أمستردام بحق مسؤوليها، وطلبت من السفير الهولندي، الذي يقضي إجازة خارجية، ألا يعود إلى مهامه حتى إشعار آخر.