في عمومية «الصحفيين».. زينب تبحث عن رزق أولادها

"برة ياماما.. ده مش مكان تشحتي فيه"، حين سمعت تلك الكلمات من أحد أعضاء الجمعية العمومية للصحفيين، ضمت يديها إلى صدرها خائفة، وأشاحت وجهها في إذعان وانصرفت خارج السرادق.

 

اخترقت السيدة ذات العباءة السوادء صفوف الصحفيين، المتوافدين على مقر نقاباتهم بوسط العاصمة لتسجيل الحضور في الجمعية العمومية لانتخاب النقيب و6 من أعضاء المجلس، تمد يديها عن يمين وعن يسار تسألهم "حاجة لله".

 

تدور السيدة الأربعينيةوسط الزحام كالغريب في بلد تائه، تميل إلى الجالسين على المقاعد تطلب حاجتها، منهم من يقبض على يديها ببضع نقود ومنهم من يردها خائبة، حتى جاء هذا الرجل ليطردها خارج السرادق.

 

 

لا تعرف زينب، ما الذي يدور أو يحدث هنا، فهذه أول مرة تطأطأ قدميها وسط البلد، لا تفقه شيئا سوى ما أخبرتها به جارتها "بكرة هيبقى في زحمة قدام نقابة الصحفيين روحي استرزقي".

 

قطعت السيدة ذات ال47 عاما، مسافة طويلة من القناطر الخيرية إلى هنا، تحملت عنائها آملا في رزق وفير تجلبه من وراء الجمعية العمومية للصحفيين التي تسميها هي "زحمة".

 

تقول زينب "تعبت من خدمة البيوت وسني كبر، بخرج يومين تلاتة في الأسبوع أجيب رزق عيالي"، فعلى مدى 20 عاما عملت زينب خادمة بإحدى المنازل بمنطقة الكيت كات بالجيزة، ولكن شقت عليها المسافة لما وهن جسدها مع تقدمها في العمر.

 

تشير زينب، إلى أن لديها 3 بنات اثنتين منهما تزوجا وثالثة في الصف الرابع الابتدائي وولد في السادسة عشرة من عمره، مضيفة " جيت هنا عشان القرية اللي أنا منها فقيرة أوي وناسها غلابة شغالين في الصيد والزرع وجوزي كفيف مبيشتغلش، فبخرج أجيب رزق عيالي".

 

وتشهد انتخابات التجديد النصفي منافسة حادة منصب النقيب، بين النقيب المنتهية ولايته يحيى قلاش، وعبدالمحسن سلامة.

مقالات متعلقة