قال المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إنَّ الصراع في اليمن يهدِّد بمزيدٍ من التوسع لما وصفها بـ"المجموعات الإرهابية" ليس فقط في اليمن ولكن في أماكن أخرى من العالم.
وحث ولد الشيخ، في بيانٍ أوردته "الأناضول"، اليوم الجمعة، المجتمع الدولي على بذل كل ما في وسعه لحث جميع الأطراف المتحاربة على ضبط النفس والمساعدة على التخفيف من معاناة اليمنيين وتشجيع التوصل إلى تسوية سياسية.
وأضاف أنَّ خارطة الطريق التي قدَّمها للأطراف المتحاربة للتوصُّل إلى اتفاق "عادلة وشاملة"، تتناول المخاوف السياسية والأمنية للأطراف الرئيسية.
ولفت إلى أنَّ تأخير التوصل لاتفاق لن يؤدي إلا إلى المزيد من العنف المزعزع للاستقرار وإلى مزيد من التدهور لوضع إنساني هو بالأساس مأساوي، حسب تعبيره.
ودعا ولد الشيخ، المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم الإنساني العاجل لليمنيين المتضررين من الصراع.
وأشار المبعوث الأممي إلى أنَّ وكالات الأمم المتحدة الإنسانية وشركائها طوَّرت خطط لمساعدة المدنيين المحتاجين، إلا أنَّ الاحتياجات تفوق الموارد المتاحة.
وشدَّد على ضرورة أن يلتزم جميع أطراف النزاع بالتزاماتهم تجاه القانون الدولي الإنساني للسماح للإغاثة الإنسانية بالعبور بشكل سريع ودون أي عوائق.
وكشف ولد الشيخ - في بيانه - أنَّه اختتم اليوم زيارة استغرقت أربعة أيام إلى أوروبا، أجرى خلالها مشاورات مع كبار المسؤولين والخبراء في شؤون الشرق الأوسط حول الوضع في اليمن.
وذكر البيان أنَّه شارك في اجتماع "الخماسية" الذي استضافته الحكومة البريطانية، والذي ضمَّ ممثلين عن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، والسعودية والإمارات وسلطنة عمان.
وأشار ولد الشيخ إلى أنَّه استغل هذه الفرصة للتعبير عن تخوف الأمم المتحدة من استمرار الأزمة الإنسانية التي تواجه اليمن وعدم التوصل إلى تسوية سياسية، كما ناقش الحلول الممكنة للصراع الدائر، دون الكشف عن أي من تفاصيل تلك الحلول.
وقال إنَّه التقى في باريس، وزير الشؤون الخارجية الفرنسية جان مارك آيرولت، بالإضافة إلى كبار المستشارين في الحكومة الفرنسية.
وفي برلين، التقى ولد الشيخ وزير الخارجية الألماني سيجمار جابرييل، وكبير مساعدي المستشارة أنجيلا ميركل للسياسة الخارجية، بالإضافة إلى التقائه بأعضاء في البرلمان الألماني ومنظمات بحثية، وفقًا للبيان.
وقال ولد الشيخ: "تسبب الصراع في قتل وإصابة عشرات الآلاف وتشريد أكثر من ذلك بكثير.. هل تحتاج الأطراف إلى فقدان مزيد من الضحايا حتى تتحمل مسؤوليتها الأخلاقية لوقف القتال والالتزام بعملية السلام ووضع حد للقتال؟".
ويشهد اليمن حربًا منذ نحو عامين بين القوات الموالية للحكومة اليمنية من جهة، ومسلحي جماعة أنصار الله "الحوثي" والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح من جهة أخرى، مخلِّفةً مقتل أكثر من سبعة آلاف شخص، وإصابة نحو 35 ألف آخرين، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.