قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنَّ بلاده لن تتنازل عن شبر من أراضيها لمن وصفهم بـ"الإرهابيين"، مؤكِّدًا أنَّ "الجمهورية التركية هي امتداد للدولة العثمانية والسلجوقية وجميع الدول التي أسسها الأتراك على مر التاريخ".
جاء ذلك في كلمة له بولاية جناق قلعة "شمال غرب" في إطار احتفالات البلاد بالذكرى الـ102 لانتصار الدولة العثمانية على قوات الحلفاء بمعارك "جناق قلعة" في 18 مارس 1915، حسب "الأناضول"، اليوم السبت.
وأضاف: "لقد ضربنا الإرهابيين الذين يستهدفون تركيا من الخارج، في عقر دارهم عبر عملية درع الفرات، هذه البلاد لا يوجد لديها شبرًا من الأرض تتنازل عنه، لا للإرهابيين ولا للقوى التي تقف وراءهم".
وتابع: "الذين يوجهون لنا انتقادات حول سبب وجودنا في العراق وسوريا والبلقان والقوقاز، هم أنفسهم الذين كانوا يعارضون خوضنا الحرب ضد الأعداء في جناق قلعة".
و"درع الفرات" حملة عسكرية أطلقتها وحدات خاصة تركية، في أغسطس 2016، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، لدعم قوات "الجيش السوري الحر"، استهدفت تطهير مدينة جرابلس شمالي سوريا والمنطقة الحدودية من المنظمات المتطرفة، وبخاصة تنظيم الدولة "داعش".
وذكر أردوغان: "أجدادنا هزموا الجيوش التي كانت مجهزة بأحدث الأسلحة، ولا يمكن لقلوب لم تشعر بدهشة وعظمة وروح معركة جناق قلعة أن تنبض من أجل هذا الوطن".
ووقعت معارك جناق قلعة في منطقة "غاليبولي" عام 1915 بين القوات العثمانية من جهة، وقوات الحلفاء "بريطانيا، وفرنسا، ونيوزلندا، وأستراليا" من جهة أخرى، إذ حاولت "الأخيرة" احتلال إسطنبول عاصمة الدولة العثمانية آنذاك، وباءت المحاولة بالفشل.
وكلّفت تلك المعارك الدولة العثمانية أكثر من 250 ألف قتيل، فيما تكبَّدت القوات الغازية نفس العدد تقريبًا من القتلى وبخاصةً قوات "الأنزاك" -وهي قوات أسترالية تشكَّلت في مصر إبان الحرب العالمية الأولى، وشاركت مع الحلفاء في اجتياح شبه جزيرة جاليبولي في 25 أبريل 1915.
أمَّا بخصوص الاستفتاء على التعديلات الدستورية، المرتقب منتصف أبريل المقبل، صرَّح أردوغان: "نظام الحكومة الرئاسية الذي سيتم استفتاء الشعب بخصوصه ليس استنساخًا من دول أخرى، بل نظام محلي ووطني وسيصبح أحد أحدث الأنظمة المتبعة في العالم".