أنماط الشخصيات مختلفة ومتنوعة، ولكل نمط صفاته الخاصة سواء كانت سلبية أو إيجابية، ويندرج تحت هذه الأنماط الشخصية الانطوائية، وهي شخصية تعاني من ضعف في التفاعل الاجتماعي.
ويرى الدكتور محمد المهدي أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر أن الشخصية الانطوائية صندوق أسود مغلق لا يستطيع أحد الاقتراب منه إلا برغبة صاحبها، فهي تتصف بالمشاعر المحدودة، وتعاني من ضعف في التفاعل الاجتماعي.
ووصف المهدي صاحب الشخصية الانعزالية في مقطع مصور عبر فيسبوك بأنه "شخص عايز يعيش في حاله منعزل بعيد عن الناس، ومشاعره محدودة جدا ميبانش عليه الغضب ولا الحزن، لأن ملامحه متعادلة".
وقال المهدي: "الشخصي الانسحابي مهتم بالحاجات اللي فيها عقلانيات زي الفلسفة والعلوم، وممكن يهتم بالفن أو الأدب لكن في مجالات مفيش فيها مشاركة من أحد، لأنه بيحس بفراغ وفقر داخلي نتيجة ضعف التفاعل الاجتماعي وقلة الدخول في خبرات الحياة".
وأضاف أستاذ الطب النفسي: "وببعوض ده بإنه يعيش في عالم خيالي ديما وأحلام اليقظة، وكثير التخيل وبيصنع عالم خاص بيه بيخلقه زي ما هو عايز".
ولفت المهدي إلى هذه الشخصيات "وجدت وسائل التواصل الاجتماعي لما طلعت فرصة أنها تعيش في هذا العالم الافتراضي، بيشارك بآراء من خلف الستار؛ لأن هو ميحتملش يكون في مواجهة أو يتفاعل بشكل مباشر مع البشر، لأن هو عند مشكلة في مسألة القرب أو الحميمية أو الوجدانية أو أنه يقترب من مستوى المشاعر".
طبيعة حياة الشخصية الانطوائية
وعن طبيعة حياة الشخصية الانطوائية، قال المهدي: "الناس دي عندها صعوبة يبقى لهم أصحاب أو يحب أو يتحب أو أن هو يتجوز، وأصحابه محدودين جدا وفق الحدود اللي هو رسمها، ولذلك هو العالم الافتراضي بيديله هذه الفرصة بيدخل وقت ما يحب وينسحب وقت ما يحب".
وتابع المهدي: "تلاقيه قاعد في أوضته ميحبش يقعد في وسط الأسرة، وميحبش يأكل معاهم بيأكل لوحده، ميحبش يروح رحلات أي حاجة اجتماعيات مناسبات، ولو راح بيكون مضطر وغصب عنه، وفي أقرب فرصة بيهرب من وسط الناس".
وأشار الاستشاري النفسي إلى أن "عالم الشخصية الانطوائية عالم سري، وبعضهم بيكون له علاقات عاطفية أو جنسية لكنها سرية ميحبش يبوح لحد بحاجة، وعالمه كله أسرار حتى الأحداث البسيطة في حياته بيعترها سر ميحبش حد يطلع عليها، وهو صندوق أسود مغلق لا يسمح لأحد بفتحه أو بالاقتراب منه".
الحياة الزوجية للشخصية الانطوائية
وأكد المهدي أن صاحب الشخصية الانطوائية "لما بيكون زوج ممكن يبقى زوج ناجح من ناحية أنه يكون ملتزم ومنضبط بس في حدود ضيقة جدا للعلاقة أو للعمل، وأحيانا بيكون له علاقات خارج الزواج ولكنها علاقات شديدة السرية".
واستطرد المهدي: "ممكن يكون له نشاطات جنسية وكلنها نشاطات ذاتية وشخصية، فمثلا وهو صغير في السن بيميل لممارسة العادة السرية، وبيكتفي بذاته حتى في النشاط الجنسي، واذا كان له علاقات عاطفية أو علاقات جنسية فهي علاقات محدودة جدا وشديدة سرية جدا".
وأضاف أستاذ الطب النفسي: "أداؤه في العمل بيكون في الحد الأدنى؛ لأن كثير من الأعمال بتتطلب نوع من التواصل والتفاعل مع الآخرين، لكنه إذا كان يقوم بعمل عقلاني أو عمل فني فردي ممكن يبدع في هذا العمل".
كيف تتعامل مع هذه الشخصية؟
وعن طيفية التعامل مع الشخصية الانطوائية، قال المهدي: "لازم نراعي حرصه الشديد على خصوصيته وعلى سريته، ومنقتحمش عالمه أكثر مما يحب أو أكثر مما يجب، وفي نفس الوقت منسبهوش منعزل على طول فنحقق معاه الحد الأدني من التفاعل الاجتماعي، ونشجعه ييجي رحلة أو يقعد معانا بس بحرص وبحذر، ومنجبروش على حاجة مبيحبهاش".
ولفت المهدي إلى أنه "لما بتكون السمات دي زايدة بتعمل اضطراب شخصية، لكن لو الشخص اضطرب تكيفه مع الحياة يعني الانعزالية والانسحابية حرمته من فرص للتعليم أو العمل أو علاقات اجتماعية مهمة أو انه يخطب ويتجوز.. إذا ده أثر في تكيفه مع الحياة، وبيحتاج لعلاج نفسي وانه يتعلم مهارات التكيف مع الحياة ومهارات التعبير عن المشاعر".
وأشار المهدي إلى أن "بعضهم بيحتاج الدواء النفسي اللي بيقلل الحساسية، ويسهل التفاعل الاجتماعي، ويقلل القلق الاجتماعي، وبيساعدهم يكونوا أفضل في حياتهم".