قال أحمد أويحيى، مدير ديوان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، اليوم الأحد، إن الأخير يقوم بمهامه، وهو في وضع صحي "عادي"، وما يتم تداوله حول صحته إشاعات مصدرها الخارج.
جاء ذلك في حوار مع الإذاعة الحكومية، على هامش زيارته لولاية إيليزي، في أقصى جنوب شرقي البلاد.
وحسب أويحيى، فإن "الإشاعات التي مصدرها الخارج وكذا أطراف في الداخل لا معنى لها".
وأضاف: "أطمئنكم أن سيادة الرئيس يقوم بواجباته بشكل طبيعي وهو في صحة محترمة".
ولفت إلى أنه "لو أن صحة الرئيس بوتفليقة، متدهورة فعلا مثلما يتم الترويج لها ما كنتم لتروا أنني هنا في أقصى الجنوب، ورئيس الوزراء عبد المالك سلال، في زيارة إلى النيجر قبل يومين، والأخ الفريق أحمد قايد صالح قائد أركان الجيش في زيارة إلى الإمارات قبل أيام".
وتعيش الجزائر خلال الأيام الأخيرة على وقع "إشاعات" حول تدهور وضع رئيس البلاد بسبب عدم ظهوره في الواجهة لأسابيع.
وكان إلغاء زيارة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إلى الجزائر في 20 فبراير الماضي، بسبب "مانع صحي" للرئيس بوتفليقة، محطة لعودة جدل قديم حول وضعه الصحي.
وزاد من حدة هذه الجدل إعلان طهران، إلغاء جولة إفريقية للرئيس الإيراني حسن روحاني، تشمل الجزائر، كانت مقررة خلال النصف الأول من مارس الجاري، بسبب "عدم اكتمال التحضيرات لها".
وفي وقت سابق، أشار وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، أن "تأجيل زيارة الرئيس روحاني، كانت بطلب من الطرف الإيراني".
والسبت الماضي، قال جمال ولد عباس، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني (الحاكم)، في مؤتمر صحفي، "لقد زرت مؤخرا الرئيس بوتفليقة، وهو يمارس مهامه بصفة عادية ولا داعي للمزايدات".
ويعاني الرئيس الجزائري (80 سنة) من متاعب صحية منذ تعرضه لجلطة دماغية في أبريل 2013، أفقدته القدرة على الحركة.
وبعد عودته للبلاد في يوليو من السنة نفسها، قادما من مستشفى فال دي غراس، العسكري العاصمة الفرنسية باريس، مارس بوتفليقة، مهامه وإلى غاية اليوم، في شكل قرارات ورسائل ولقاءات مع كبار المسؤولين في الدولة وضيوف أجانب يبثها التلفزيون الرسمي، إلى جانب خرجات محدودة إلى العاصمة لتدشين مشاريع، أو في مناسبات وطنية دون القيام بنشاط يتطلب جهدًا بدنيًا، بحكم أنه ما زال يتنقل على كرسي متحرك.
ويتنقل بوتفليقة الذي يحكم البلاد منذ 1999، بشكل دوري إلى مستشفيات فرنسية وسويسرية، لإجراء فحوص طبية بعد الوعكة الصحية.
وكانت آخر مرة تنقل فيها للعلاج في الخارج منتصف نوفمبر 2016، حيث قضى قرابة الأسبوع في عيادة خاصة بمدينة غرونوبل الفرنسية، قالت الرئاسة إنه "أجرى خلالها فحوصات طبية دورية".
ويصاحب هذه الرحلات العلاجية للرئيس الجزائري في كل مرة أيضا جدل داخلي حول وضعه الصحي لكن هذا الوضع بدأ يتلاشى تدريجيا خلال الأشهر الأخيرة.