استنكر وزير الإعلام، المتحدث باسم الحكومة السودانية، أحمد بلال عثمان، اليوم الأحد، ما قال إنها تعليقات في وسائل إعلام أجنبية تسيء إلى الآثار والحضارة السودانية، مشددا على أن الخرطوم ستتعامل مع هذه التعليقات "بكل جدية وحسم".
وعلى خلفية زيارة الشيخة موزة، والدة أمير قطر، لأهرامات البجراوية شمالي السودان، شهدت برامج في وسائل إعلام مصرية ومواقع التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الماضية، تعليقات رأت وسائل إعلام سودانية أنها تناولت الحضارة السودانية وضيوف الخرطوم بشيء من "التقليل والإهانة".
وخلال مؤتمر صحفي بالعاصمة السودانية، أضاف عثمان أن بعض وسائل الإعلام الخارجية تعمدت الإساءة إلى الحضارة السودانية، معتبرا ذلك "إهانة مباشرة للشعب السوداني بكل قيمه ومورثاته".
ومضى قائلا إنه "في الأيام الماضية سمعنا تعليقات تصف أهرامات البجراوية بأوصاف غير مقبولة.. وأُطلقت تعليقات لا تليق بمقامات ضيوف السودان من الشخصيات الممثلة للدول الصديقة".
وأوضح أن "البعض يسخر من أهرامات السودان، ويقول إنها خرابة تزورها الشيخة موزة، بينما الأهرام الحقيقية يزورها النجوم العالميين، مثل لاعب نادي برشلونة (الأرجنتيني ليو نيل ميسي)".
وزار ميسي، في 21 فبراير، أهرامات الجيزة، في زيارة دامت ساعات قليلة، ضمن حملة للترويج للسياحة العلاجية في مصر، وتحديدا مكافحة التهاب الكبد الوبائي (فيروس سي).
ووصف وزير الإعلام السوداني تلك التعليقات بـ"المهينة للسودان وأصدقائه"، مشددا على أنهم سيتعاملون معها "بكل جدية وحسم".
وأضاف أن "الذين عمدوا على السخرية يقرؤن التاريخ بأقلام أجنبية زيفت الحقائق.. لا يعلم الكثيرين أن فرعون موسى كان أحد الفراعنة السودانيين الذين حكموا مصر"، مستندا إلى قول الله تعالى: "وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ).
وأردف أن "مصر بها نهر واحد بينما السودان به عدة أنهار، وهذا دليل واحد من عدة أدلة علمية وأثرية سنقدمها في القريب العاجل".
وأضاف أن "عدد من أساتذة التاريخ السودانيين يعملون الآن على تنقيح الكتب التاريخية من الأخطاء التي وردت فيها لتثبت حضارة بلاده الضاربة في القدم".
وزاد الوزير السوداني بأن "أهرامات البجراوية أقدم من الأهرامات المصرية بألفي عام، وهو ما سنعمل على توضيحة للعالم".
وزارت الشيخة موزا بنت ناصر السودان، لمدة ثلاثة أيام الأسبوع الماضي، قصدت خلالها المناطق الأثرية وأهرامات البجراوية.
ومنذ 2013، تمول قطر مشروع "أهرامات السودان" كخطة عمل مشتركة بين الخرطوم وبرلين لحماية الآثار السودانية، بكلفة 135 مليون دولار.
ويتجاوز عدد أهرامات السودان الـ300 هرم، وفق باحثون ومختصون، بينهم عالم الآثار السويسري، شارل بوني، الذي ينقب في المناطق الأثرية بالسودان منذ عام 1965.