أثارت فتوى الشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، بتحريم الاحتفال بعيد الأم، جدلا واسعا في الأوساط السياسية، خاصة وأنها ليست الفتوى الأولى لمنتمين للتيار السلفي بتحريم أعياد ومناسبات يحتفل بها المصريون كل عام.
بداية القصة كانت من فتوى سابقة لبرهامي بشأن عيد الأم، يصف فيها المناسبة التي يحتفل بها ملايين المصريين بـ"عيد الكفار"، معتبر أن الاحتفال به "حرام وغير جائز للمسلمين"، بحسب ما نشره موقع أنا السلفي، الموقع الرسمي للدعوة السلفية على شبكة الإنترنت.
وأجاب "برهامى" على سؤال عن حكم الاحتفال بفتوى نصها كالتالى: "بر الأم من الواجبات العينية، ولا يعرف عند المسلمين هذا العيد، فهو من البدع المستوردة من الكفار، وقد نهينا عن التشبه بهم، وفى الحديث: (مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ)".
وعيد الأم ليس وحده الذي يصدر ضده حكم بالتحريم من السلفيين، حيث يتجاور معه أعياد مثل شم النسيم، وعيد رأس السنة، حيث يقول السلفيون إنه لا يجوز للمسلمين تهنئة الأقباط بعيدهم.
وما إن تداول الناس فتوى برهامي، حتى أثارت الغضب من أوساط سياسية وشخصيات عامة، حيث قال حزب الوفد في بيان لنائب رئيس الحزب ياسر قورة، إن فتوى برهامي تثير الفتنة في المجتمع، وطالبه بالاعتراف بفضل أمه بدلا من إصدار "الفتاوى الشاذة" على حد تعبيره.
كما هاجم مظهر شاهين، إمام مسجد عمر مكرم، برهامي، قائلا في تصريحات صحفية:" لو أن علة التحريم أنه مستورد لكانت جل حياتنا حرام لأننا نستورد منهم مالا يمكن حصره".
ومن جانبها، قالت أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر وعضو مجلس النواب آمنة نصير،، إن فتاوى السلفيين بتحريم الاحتفال ببعض الأعياد الخاصة بالمصريين كـ" شم النسيم وتهنئة الأقباط بأعيادهم وعيد الأم"، مسخ لأفضل ما فينا، مرجعة ذلك إلى "انغلاقهم على عقولهم"، على حد قولها.
وأضافت نصير لـ" مصر العربية"، أن فتاوى السلفيين عبارة عن" هرتلة" تخرج من أناس لا يفقهون شيئا في الدين، وهدفها العكننة على المصريين بتلويث الأشياء التي يحبونها، مطالبة إياهم بالانكفاء على أنفسهم وألا يرسلوا للشعب المصري ظلام عقولهم – حسب قولها.
وتابعت،: مش لاقيه وصف لما يقوم به السلفيين ومبحبش أشتم"، موضحة أنهم يقيسون فتاواهم على قول الرسول الكريم " صلى الله عليه وسلم" بأن للمسلمين عيدان، وهذا – حسب قولها – خاطىء لأنه لم يحرم الاحتفال بأعياد أخرى.
وطالبت الجميع بعدم الالتفات لهم؛ لأنهم – وفق تعبيرها- يعيشون في العصور الظلامية وخارج نطاق اللحظة الحالية.
أما الدكتور سعد الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، فيرى أن فتوى تحريم الاحتفال بعيد الأم لا تعدوا كونها رأي شخصي يخص صاحبها فقط.
وأضاف الهلالي، لـ" مصر العربية"، أن الفتاوى ليست حكما دينيا، فهي عبارة عن اجتهادات لكل فرد،مشيرا رفضه لـ"تحريم الاحتفال بعيد الأم"؛ لأن تكريمهم هو نوع من الإحسان إليهم الذي طالبنا به ديننا الاسلامي.
وردا على قول البعض بأنه "بدعة"، أشار إلى أن هناك بدعة حسنة وأخرى سيئة، وديننا طالبنا بأخذ من الشىء كل ماهو حسن؛ لذلك لا مانع من الاحتفال بأي شىء طالما يدعوا لمزيد من حسن الخلق ولا يتعارض مع الدين.