"منع العلاج" تلك هى السمة المشتركة بين 7 حالات تعاني من تدهور حالتهم الصحية داخل السجون، وسط تأكيد ذويهم رفض نقلهم للمستشفى أو إدخال العلاج أو السماح بعلاجهم على نفقتهم الخاصة.
وعلى الرغم من الضغط وتقديم الطلبات والشكاوى للجهات المختصة، إلا أن أوضاع الحالات السبعة لم تشهد انفراجة لناحية علاجهم خارج السجن بعد تدهور حالاتهم الصحية، بحسب أسرهم.
حالة صرع
محمد إبراهيم أغا، المحبوس بسجن المنيا الجديد، يعاني من كهرباء زائدة في المخ تؤدي إلى تشنجات وإغماءات ونوبات صرع مستمرة، إلا أنه منذ شهرين منع عنه العلاج نهائيا ورفضت إدارة السجن خروجه لإجراء أشعة مقطعية على المخ، وفقا لزوجته.
كان سجن برج العرب مقر احتجاز "أغا" الأول، بعد الحكم عليه في القضية رقم 233 لسنة 2014 جنايات عسكرية الإسكندرية بالسجن 7 سنوات، وسُمح لزوجته إدخال العلاج في فترات معينة مما جعل حالته الصحية مستقرة نسبيا، بحد قولها، موضحة أنه تعرض للتغريب إلى سجن المنيا في نوفمبر الماضي، سُمح لها بإدخال العلاج في الزيارة الأولى فقط بعد إصابته بنوبات صرع متتالية ونقله للمستشفى.
وأكدت زوجة أغا، تدهور حالته الصحية وإقرار طبيب السجن بضرورة عمل أشعة مقطعية ورسم للمخ لتحديد حالته المرضية ومدى استجابته للعلاج.
وتقدمت بطلب لمأمور السجن لنقله للعلاج، مشيرة إلى أنه وافق عليها لكن فجأة مُنع خروجه للمستشفى وأخبرها برفض الأمن الوطني نقله أو دخول العلاج له منذ 27 يناير 2017.
هشام جعفر
"هل تريد السلطة قتل هشام جعفر؟".. هكذا تساءلت زوجة الصحفي المحبوس بسجن العقرب منار طنطاوي، بعد نقله من مستشفى ليمان طرة إلى السجن 13 مارس الجاري دون إتمام علاجه، مؤكدة أنها ليست المرة الأولى، إذ أصدرت المستشفى تقريرا طبيا بتحسن حالته وإجراء عملية جراحية على خلاف الحقيقة.
وأشارت طنطاوي، إلى أن الجميع يعلم بحالة زوجها خاصة بعد أن ظهر في جلسة تجديد حبسه حاملا قسطرة طبية بيده، مؤكدة أنها قدمت العديد من الطلبات والشكاوى للعلاج على نفقة أسرته لكن دون استجابة.
ويعاني جعفر منذ القبض عليه في أكتوبر 2015 كمتهم في القضية رقم 720 لسنة 2015 حصر أمن الدولة بتهم:" الانضمام لجماعة الإخوان والرشوة الدولية"، من تضخم في البروستاتا وضمور في العصب البصري.
وأوضحت زوجته أنه يحصل على فيتامينات كعلاج للعصب البصري استطاعت إدخالها له وقت وجوده في المستشفى، لكن بعودته للسجن منع عنه العلاج مرة أخرى خاصة وأنه يٌنقل لعنبر العزل "الانفرادي" بالعقرب.
سرطان بالسجون
نقص شديد في الوزن بصورة مفاجئة أصيب به محمود عبادة، داخل سجن وادي النطرون، حاولت أسرته معرفة سبب هذا التدهور لكن مستشفى السجن لم توقع الكشف الطبي عليه مما اضطر أسرته لأخذ عينة دماء لتحليلها بالخارج.
في 24 نوفمبر 2016 ظهرت نتائج التحاليل بإصابته بسرطان في الدم وتليف بالطحال وجزء من الكبد، وهو ما دفع أسرته لإعادة التحاليل مرة أخرى لكنها جاءت بنفس النتيجة السابقة|، بعد عرضها على طبيب أمراض دم.
رٌحل عبادة بعد تدهور صحته إلى مستشفى ليمان طرة دون تلقي علاج لمرضه بالداخل، بحسب أسرته.
يواجه عبادة أحكام بالسجن تصل لـ 20 عاما في 3 قضايا بعد القبض عليه في11 سبتمبر 2013 من منزله.
لا تعد حالة عبادة الوحيدة، فأحمد الخطيب الطالب بجامعة 6 أكتوبر نٌقل هو الآخر بعد تدهور حالته الصحية من وادي النطرون لمستشفى ليمان طرة، تلك التي يصفها شقيقه لـ"مصر العربية" بزنزانة بها سرير دون علاج.
بعد حملات من الضغط الإعلامي خرج الخطيب لإجراء تحليل بذل نخاع لكنه لم يجر باقي التحاليل المطلوبة منه وأعيد مرة أخرى للسجن رغم كافة طلبات العلاج على نفقة الأسرة التي قدمها ذويه منذ بداية تدهور حالته الصحية في سبتمبر الماضي وفقدانه الشديد للوزن الذي وصل لـ 38 كيلوجرام، بحسب شقيقه، مشيرا إلى أن التحاليل تشير بنسبة 70% إصابته بسرطان الدم.
يواجه الخطيب حكم بالسجن 10 سنوات في قضية رقم 5078 لسنة 2015 العسكرية، بعد القبض عليه في 28 أكتوبر 2014 بتهمة الانتماء لجماعة محظورة.
نادي فتحي، حالة أخرى أصيبت بالسرطان داخل السجن، ويهدد حياته منع العلاج عنه، هكذا أكدت زوجته لـ "مصر العربية".
وحصل نادي على حكم بالسجن 15 عاما و5 سنوات مراقبة في القضية 133 جنايات عسكرية الإسكندرية.
وأصيب نادي بنزيف حاد وألم شديد وإغماءات مستمرة، وأشارت زوجته إلى أن طبيب السجن قرر أنه لا يمكن استمراره في الزنزانة ونقله لمستشفى سجن برج العرب، وبعد شكاوى مستمرة من زوجته وافقت النيابة العسكرية على خروجه لإجراء أشعة والتي جاءت نتيجتها بوجود ورم خبيث بالمستقيم حجمه 7 ونصف سم، وضرورة خضوعه للعلاج الكيماوي المكثف لمدة 3 أسابيع واحتجازه في المستشفى.
حُجز نادي خاضعاً لجرعات يومية من الكيماوي لكنها لم تأت بنتيجة واضطر للخضوع لعملية جراحية لاستئصال الورم، لكنه بمجرد خروجه من الجراحة أعادته إدارة سجن برج العرب للزنزانة.
ولمدة 3 أشهر واصلت زوجته تقديم الشكاوى والطلبات مرة أخرى، لتكتشف وسط هذه الرحلة انتقال الورم للرئة نتيجة الإهمال الطبي وعدم الرعاية الصحية له.
رُحل نادي لسجن الحضرة بحجة أن يكون قريبا من المستشفى وانتقال الطبيب له لتلقي جلسات الكيماوي، وهو ما حدث بالفعل، لكن وفق حديث زوجته تدهورت حالته وازدادت سوءا، ولم تتمكن من إجراء الأشعة المطلوبة عقب جلسات العلاج، مشيرة إلى أن النزيف والإغماءات لم تعد تتوقف.
وأنهت حديثها قائلة: "لم أترك جهة إلا وذهبت إليها، مش عايزين يعالجوه ولا يخلونا نعالجه، بقاله 15 يوما بينزف ورافضين نقله للمستشفى".
عملية جراحية
رصدت التنسيقية المصرية للحقوق والحريات حالة "أنس موسي" 23 عاما، والمحبوس بقسم ثان الزقازيق، بعد رفض السجن استقباله نتيجة لتدهور حالته الصحية، موضحة أنه بحاجة لإجراء عملية جراحية.
أصيب أنس برصاصة اسقرت في عينه اليمني خلال تظاهرات 6 أكتوبر 2013، والتي أدت لكسر في الفك، ركب له شريحة تحت العين كدعامة، إلا أن ظروف احتجازه التي وصفتها التنسيقية بـ "السيئة" ادت لإصابته بالتهاب في العظام وأوصى الأطباء بضرورة إجراء عملية جراحية إلا أن إدارة القسم رفضت نقله للمستشفى لإجرائها.
من داخل سجن العقرب، يحتاج عيد دحروج،67 عاما لعملية جراحية لاستئصال الكلى اليسرى بعد أن وصلت كفاءتها لأقل من 8%، إلا أن إدارة السجن ترفض نقله للمستشفى، بحسب نجلته فاطمة.
وأشارت نجلة دحروج، إلى أنه يعاني من فشل كلوي منذ فترة كبيرة أدى لتضخم بالبروستاتا، فضلا عن إصابته بذبابة العين، وضعف شديد بأعصاب الأطراف، إلا أن إدارة السجن تحتجزه في زنازين الانفرادي.
"بصورة أشبه بالميت".. هكذا تصف والدها، موضحة أن الإعياء الشديد وفقدان الوزن بات واضحا عليه ولا يقوى الوقوف على قدميه.