بعد مرور ستة أيام على إعلان وزارة الصحة والسكان، إصابة 11 مواطنًا بمنطقة شبرا الخيمة بمرض مجهول تشابهت أعراضه مع أعراض التسمم الغذائي، انتشرت شائعات بوصوله إلى منطقة إمبابة.
وتكتمت وزارة الصحة عن إعلان أي معلومات متعلقة بالمرض أو حتى طريقة الإصابة به أو فرضيات عن العدوى، وذلك بحجة عدم ظهور نتائج التحاليل والفحوصات حتى الآن.
الطب العلاجى: يمكن الاستعانة بـ "نمرو" لمعرفة المرض
قال الدكتور "هشام شيحة" رئيس قطاع الطب العلاجى السابق بوزارة الصحة والسكان، إن فترة التى تقتضيها اللجنة الخاصة بتحليل الفيروسات والبكتيريا هى 15 يومًا.
وأضاف شيحة، فى تصريح لـ مصر العربية، أن بالنسبة لفيروس شبرا وبصفة عامة يمكن للوزارة الاستعانة بوحدة الـ"نمرو" المتواجدة بمستشفى حميات العباسية التابعة للبحرية الأمريكية، والمتخصصة في الكشف عن الفيروسات والأمراض الحديثة، وذلك للتوصل إلى نتائج عن فيروس شبرا الغامض.
وأوضح شيحة أنه من الممكن أيضًا إشراك فريق مكافحة العدوى " cbc " التابع لمنظمة الصحة العالمية لمعرفة ماهية المرض وتحديد كيونة المرض.
وأشار إلى أن أول المؤشرات التى يتبادر إليها الأذهان بمجرد معرفة الأعراض التى ظهرت على المواطنين بمنطقة شبرا، وخصوصًا التى يصاب بها عدد من الأفراد فى نفس المكان أو الأسرة هى" التسمم الغذائى، أو الملوثات الكيميائية نتيجة استخدام مبيد حشرى للأطعمة أو ما شابه.
ولفت شيحة، إلى أن التكتم والتعتيم فى تداول المعلومات يكون فرصة سانحة لانتشار الشائعات عن الأمراض والتى من شأنها إثارة الذعر بين المواطنين.
الصحة: لا نستطيع تحديد مرض شبرا حتى الآن
وفى سياق آخر، قال الدكتور خالد مجاهد، المتحدث الإعلامي باسم وزارة الصحة والسكان، إن الوزارة تتابع التطورات الخاصة بأسرة شبرا الخيمة، لافتًا أن خطوات تتبع تلك العائلة بدأت من يوم 28 فبراير الماضي.
وأكد متحدث الصحة، في تصريح لـ "مصر العربية"، بالأمس، أنه تمت الاستعانة بفريق من هيئة الطاقة النووية، لاحتمالية الإصابة نتيجة أجسام مشعة، موضحًا أنه حتى هذه اللحظة لم يتم التوصل إلى ماهية المرض إذا كان فيروس أم بكتيريا أم ملوثات هواء.
وأضاف مجاهد، أنه بمجرد ظهور أول حالة للإصابة بالأعراض تم تشكيل فريق من الطب الوقائي وأنتقل إلى منزل العائلة المصابة والتي قسمت على منزلين بمنطقة شبرا الخمية.
شاهد الفيديو..
الحق فى الدواء: تعتيم الصحة جريمة ضد المواطنين
ومن جانبه، قال محمود فؤاد، المدير التنفيذى للمركز المصرى لحماية الحق فى الدواء، إن المركز رصد ارتكاب وزارة الصحة جريمة مكتملة الأركان، تسببت في حدوث وفيات وإثارت الشائعات والأقاويل وصدرت العديد من الأزمات للحكومة.
وأضاف فؤاد لـ مصر العربية، أن المركز وثق ظهور الفيروس الغامض بدأ في الظهور يوم ٣٠ يناير الماضي، بموت الطفلة جني محمد التي لقت حفتها بدون معرفه السبب الرئيسي، وسط صمت رهيب من وزارة الصحة والتي لم تتخذ إجراءات صحية أو تدابير وبائية تحد من انتشار الفيروس ومحاصرته.
وأكمل فؤاد، أن الوزارة لم تعلن الأمر للعامة حتى يزيد الانتباه ويتوخى الناس الحذر والحيطة، وعاد الفيروس التي وصفته وزارة الصحة بالمجهول ليصيب الطفلة "ملك رضا" حين لقيت حفتها بنفس الأسباب المجهولة ومع هذا العدد من الضحايا لم تستطيع وزارة الصحة معرفة سبب انتشار الفيروس.
وأوضح فؤاد، أن الوزارة لم تتحرك وتبدأ فى اتخاذ تدابير الحيطة إلا بعد إصابة الطفل مازن والذى نقل إلى مستشفى حميات إمبابة، وقامت الوزارة بالحجز الصحي، وعمل مجموعة من التحاليل التقليدية، وأخطرت هيئات آخرى للتدخل واستدعت الوزارة منظمة الصحة العالمية لمحاولة تدارك الموقف.
وأكد فؤاد، على أن السبب الرئيسى وارء انتشار الشائعات عن الفيروس المجهول لمنطقة إمبابة هو التعتيم الذى تمارسه الوزارة، لافتًا إلى أن المركز لم يتأكد من صحتها للآن.
الطب الوقائي: لجنة للتقصى الميدانى الوبائي
الجدير بالذكر أن وزارة الصحة قد أعلنت الأسبوع الماضى، عن إصابة 11 شخصًا بأعراض تشبه النزلات المعوية واشتباه بالتسمم، وذلك لعائلتين تربطهما صلة قرابة ومقيميين في منزلين مستقلين بمنطقة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية.
وأوضح الدكتور عمرو قنديل، رئيس قطاع الطب الوقائى أنه فور الإبلاغ عن أول حالة وهي لسيدة تبلغ من العمر 63 عاماً تم حجزها بمستشفى حميات امبابة.
وأضاف مدير الطب الوقائي، أن الوزارة قامت بتشكيل لجنة للتقصي الميداني الوبائي وأفادت نتائجها بأن عدد من ظهر عليهم الأعراض 11 شخص تمثلت الأعراض فى قيء مفاجئ وإسهال شديد وآلم بالبطن ، وزادت شدة الاعراض في بعض الحالات وخصوصا بين الأطفال وكبار السن.
وأشار قنديل، إلى أن جميع الحالات المصابة ترددت على المستشفيات والعيادات الحكومية والخاصة لتلقى العلاج اللازم ، وتوفيت 3 حالات ، فيما تماثلت 6 حالات للشفاء التام وخرجت خروج تحسن، ويوجد حالتين فقط حتى الآن تحت العلاج.