بينها المبيعات والرواية .. أسباب هروب دور النشر من طباعة الشعر

اليوم العالمي للشعر

"الشعر ديوان العرب، وبه حفظت الأنساب، وعرفت المآثر، ومنه تعلمت اللغة" بهذه الكلمات وصف الشاعر أبو فراس الحمداني الشعر، الذي يُعد أحد أهم الأجناس الأدبية التي أثبتت نفسها على مر العصور، بمختلف أشكاله، وبمختلف النجوم التي لمعت أسمائهم في عالم الشعر.

 

وفي الوقت الحالي وبالتزامن مع احتفالات العالم باليوم العالمي للشعر  21 مارس، يواجه الشعر في مصر خاصة ضربات قاسية وهو هروب العديد من دور النشر من طباعة الدواوين الشعرية، نظرًا لقلة مبيعاته، واتجاه القراء إلى الرواية على حساب الشعر، وسنرصد تلك الأسباب في هذا التقرير.

 

فقال عادل المصري، مالك دار أطلس للنشر إنه بصفته رئيس لاتحاد الناشرين المصريين ﻻ يمكن توجيه اللوم لدور النشر التي أصبحت ﻻ تطبع الدواوين الشعرية بسبب عدم شراءها، ﻷنها في الأول والأخير فهي مؤسسة تجارية تستهدف الربح، والدولة تحصل منها الضرائب مثله مثل القهوة البلدي.

 

وعول المصري الأمر على الدولة، مشيرًا إلى أنها يجب أن تنشط طباعة الدواوين وتوزعها ﻷن مؤسساتها غير ربحية، وبذلك ستعوض النقص الموجود في السوق الأدبي من الدواوين.

 

وأوضح أن دار أطلس تطبع في العام ما بين 6 إلى 7 دواوين شعرية، بشرط أن تستهويها الأعمال المقدمة، مؤكدًا أن النسبة الأكبر من مطبوعات الدار تذهب للروايات والأدب الساخر والكتب الأكاديمية.

 

وعن تهديد مستقبل الشعر بسبب تلك السياسة قال المصري إن الشعر الجيد سيفرض نفسه على الساحة، ضاربًا مثال بالشاعر هشام الجخ وبنجاح أعماله من غير أن يكون له ديوان مطبوع.

 

وبرر الناشر فتحي المزين، مدير دار ليان للنشر سبب توقف داره عن طباعة دواوين الشعر، ﻷنها ﻻ تُباع، وأن الزمن الحالي هو زمن الرواية، وفي مصر بات الشعر يُسمع وﻻ يقرأ، وأن القارئ هو السبب، فهو الذي يتحكم في مبيعات المنتج الأدبي.

 

وأشار المزين إلى أن دور النشر في مصر تتعامل مع طباعة الكتب الشعرية بثلاث طرق، الأولى هي أن هناك دور نشر شبابية تنشر للشعراء ولكن المنتج لا يوزع في المكتبات الكبيرة، والطريقة الثانية دور تنشر لكبار الشعراء المضمون مبيعاتهم، والثالثة دور نشر مثله كانت تنشر وتوقفت بسبب قلة التوزيع.

 

وأضاف المزين أن الأمر بإيد الدولة، التي تمتلك أعمال خيالية، ولكنها ﻻ تملك منافذ توزيع جيدة، وﻻ تسطسع التسويق لمنتجاتها سواء الشعر أو غيره.

 

ومن جانبه أوضح محمد عبد المنعم، مدير دار سما أن نشره للدواوين الشعرية يتوقف حسب جودة الأعمال التي تستقبلها الدار، وأنه ﻻ ينشر دواوين شعر كثير بسبب عدم جودتها وليس بسبب الخوف من التوزيع.  

وتابع عبد المنعم أنه لكل دار نشر ثقافتها الخاصة، ولكن للشعر جمهوره، ولكنه قليل شأنه شأن كتب أخرى كالكتب السياسية مثلا.

 

يذكر أنه في شهر مايو 1997 انعقد مهرجان ربيع الثقافة الفلسطينية لمدة أسبوعين في فرنسا بمشاركة ثلاثة شعراء فلسطينيين عالميين هم "فدوى طوقان، محمود درويش، عز الدين المناصرة، حيث وجه الشعراء الثلاثة بيانًا كنداء إلى مدير العام اليونسكو فيديريكو مايور بعنوان (الشعر روح الانسانية - الشعر جسد العالم) طالبوا فيه بضرورة تسمية يوم عالمي خاص بالشعر.

 

في عام 1998 تابع مثقفون مغاربة في اللجنة الوطنية المغربية تنفيذ الفكرة الفلسطينية حيث قدموا طلبًا مماثلًا، حتى صدر القرار عام 1999، وبهذا تكون فكرة اليوم العالمي للشعر فلسطينية الأصل 1997، مغربية المتابعة 1998.

مقالات متعلقة