بلجنة لترحيل المصريين من حلايب .. السودان يناور سياسيا

الرئيس السوداني عمر البشير

 

"لجنة تضم كافة الجهات ذات الصلة لحسم قضية منطقة مثلث حلايب وأبو رماد وشلاتين الحدودية، وإخراج المصريين منها بالطرق الدبلوماسية".. بهذا الإعلان فجر السودان جدلا جديدا حول القضية الشائكة بينه وبين مصر.

 

ولم يكتف الرئيس السوداني عمر البشير بتصريحاته المثيرة الشهر الماضي بأن مثلث حلايب، المتنازع عليه مع مصر منذ عقود، سيظل سودانيا، معلنا أن بلاده ستلجأ إلى "مجلس الأمن" إذا رفض المصريون موضوع التفاوض، حتى جاء إعلان تشكيل لجنة لترحيل المصريين من حلايب وشلاتين ليزيد الأمور سوءا بين القاهرة والخرطوم.

 

وفي تصريحات صحفية قال عبد الله الصادق رئيس اللجنة الفنية لترسيم الحدود بالسودان، أن اللجنة عقدت اجتماعا تمهيديا لوضع محددات العمل، ووضع خارطة طريق بشأن المنطقة، وكيفية إخراج المصريين منه عبر الدبلوماسية.

 

ترسيم الحدود  

" وزارة الخارجية السودانية دعت أطرافا تشمل وزارات العدل والداخلية والخارجية ودار الوثائق القومية واللجنة الفنية لترسيم الحدود إلى تجميع أعمال اللجان السابقة حول حلايب وتحديث نتائجها" هكذا كشف الصادق.

 

وألمح رئيس اللجنة الفنية لترسيم الحدود بالسودان  إلى أن بلاده لديها وثائق تثبت بسودانية حلايب، التى تبلغ مساحتها قرابة 22 ألف كيلومتر مربع" وتطل على ساحل البحر الأحمر.

 

ودلل البشير في حوار سابق على سودانية حلايب وشلاتين بأول انتخابات أجريت تحت الحكم الثنائي البريطاني المصري، فقد كانت أول انتخابات في السودان ومن ضمنها حلايب، التي كانت دائرة من الدوائر السودانية، وأن الانتخابات هي عمل سيادي من الدرجة الأولى، على حد زعمه.

 

استغلال سياسي  

اللواء نبيل فؤاد مساعد وزير الدفاع المصري الأسبق ذكر أن مشكلة حلايب وشلاتين أنها محل استغلال سياسي في السودان فالنخبة السياسية السودانية تعلم جيدا أنها موضوع لا يحل من جانب واحد لكنهم يستخدمونها كورقة سياسية للضغط على النظام الحاكم بالخرطوم، وهو ما حدث عدة مرات فهم يثيرون هذا الملف لإحراج النظام، الذي يقوم هو الآخر بدوره بإشعال القضية للرد عليهم وتجميع الأحزاب والقوى السياسية والشعب تحت جناحه باعتبارها قضية وطنية.

 

وأكمل في حديثه لـ"مصر العربية":" الطرفان يعلمان  أن مصر موجودة داخل قطاع حلايب وشلاتين بقوة وهي المسيطرة عسكريا وهناك قوة رمزية سودانية لو أرادت القوات المصرية طردها لفعلت بدون أي مجهود، ولكنها لا تقدم على ذلك حفاظا على العلاقات التاريخية بين السودان ومصر".

 

ونوه إلى أن القوة السودانية في حلايب وشلاتين وليس لها تأثير على النظام السياسي والإدارية لهما فهما إداريا يتبعون محافظة البحر الأحمر وتدخل ضمن التخطيط المصري.

 

زوبعة  

واعتبر مساعد وزير الدفاع الأسبق التصعيد السوداني مجرد زوبعة ليس أكثر، ولا يملك السودان طرد أي مصري من حلايب وشلاتين لأن مصر هي المسيطرة عسكريا.

 

كما استبعد فؤاد أي صدام دبلوماسي بين القاهرة والخرطوم على خلفية هذه التصريحات، لأنه كما يعتقد الخارجية المصرية مستوعبة الموقف، وتعلم أنها معركة سياسية داخل السودان أكثر منها اشتباك مع مصر، بجانب سيطرة مصر الكامل على القطاع حتى خط عرض 22 أي الحدود الدولية بين مصر والسودان ولا يوجد للسودان إلا جيب  عسكري صغير يمكن إزاحته بسهولة.

 

ضغط على القاهرة  

صلاح أبو سرة المعارض السياسي السوداني رأى أن البشير يعمل لصالح الدول الضاغطة على مصر وهو جزء من المشروع الدولي للإخوان المسلمين، كما أن السعودية تستخدمه للضغط على مصر.

 

وتابع في حديثه لـ"مصر العربية" :" إذا كانت هناك مشكلة حول الحدود فهناك قضية مرفوعة تنتظر التحكيم الدولي الطبيعي، فلماذا لا ينتظر النظام السوداني البت في القضية قبل التصعيد".

 

مناورة  

واعتبر أبو سرة إعلان السودان وتصريحات البشير من قبل أنها تأتي من قبيل الضغط السياسي فلا يملك البشير أن يطرد المصريين من حلايب وشلاتين ولا يستطيع ذلك وهو يعلم ذلك يقينا.

 

وأكمل" السودان يستخدم في  ممارسة ضغوط على مصر ليس في ملف الحدود فقط ولكن اقتصاديا أيضًا مع جوانب أخرى كثيرة".

 

واختتم المعارض السوداني:" البشير وإن تشدق بالمشروع الدولي للإخوان وبقي خادما للخليج ولن يخدع الشعب السوداني بهذه المعارك الوهمية والضغوط غير المجدية ويكفي أنه تورط في حرب اليمن لا يعرف كيف يخرج منها".

 

مقالات متعلقة