فيديو| ​​​​​​​من «ست بيت» لـ «فرانة».. قصة كفاح أم إسكندرانية

 قصة كفاح أم إسكندرانية تعمل في مخبز

في الوقت الذي تختار فيه وزارة التضامن الاجتماعي عددًا من الأمهات في المحافظات المختلفة لتكريمهن كأمهات مثاليات، تقبع أخريات بعيدًا عن الضوء رغم بذلهن الكثير، دون السعي للحصول على لقب الأم المثالية. «مصر العربية» التقت بإحدى هؤلاء الأمهات بمحافظة الإسكندرية، حيث لم تكتفِ بشغل مكان الأب في المنزل فقط ورعاية الأبناء بعد وفاته، بل شغلت مكانه أيضًا بالعمل في مخبز  منذ 15 عامًا حتى الآن. لم يكن لديها خبرة بالعمل تزوجت (فرانًا) في سن صغيرة، وبعد وفاته قررت العمل بدلاً منه في أحد المخابز الخاصة، منذ 15 عامًا حتى الآن.

 

في الإسكندرية عرضنا من قبل قصص سيدات يعملن في مهن شاقة لمساعدة أزواجهن في نفقات الحياة اليومية، لكن الأمر يختلف هذه المرة، فالبطلة قامت بدورين في آن واحد، ولم تكتف بشغل مكان الأب في المنزل، عقب وفاته، بل شغلت مكانه أيضًا في العمل.  

فوزية إبراهيم 42 عامًا أم لـ "آية" 22 عامًا، "عبدالرحمن" 19 عامًا، توفى زوجها منذ 15 عام عقب 8 سنوات من الزواج تاركا لها الأبناء في سن صغيرة، وذلك بعد أزمة مرضية مر بها، لتصبح فوزية أو كما يطلق عليها أهالي منطقة محرم بك"أم عبده" في يوم وليلة مسئولة عن تربية الأبناء والإنفاق عليهم.

لم يكن لديها خبرة بالعمل تزوجت (فرانًا) في سن صغيرة، وبعد وفاته قررت العمل بدلاً منه في أحد المخابز الخاصة، منذ 15 عامًا حتى الآن، لم يتردد مالك المخبز في الموافقة على طلبها العمل معهم بل اعتمد عليها وسريعا ما أثبتت قدرتها على العمل.  

لمدة 15 عامًا تكرر السيناريو اليومي لأم عبده، فتستيقظ في السادسة صباحا لإفطار الأبناء وتتركهم في المنزل قبل البدء في مراحل التعليم، ثم تتوجه إلى المخبز لفتحه والاستعداد للعمل،  وذلك مقابل 800 جنيه شهريًا وتنتهي في تمام الخامسة مساء ثم تتوجه إلى المنزل لاستكمال الأعمال الخاصة بالأبناء من تحضير الطعام والتنظيف وغيرها.  

 

تقول فوزية إنها لم تفعل شيء أكثر مما تفعله غيرها من الأمهات، فواجبها أن تربي الأبناء وتنفق عليهم، بينما رد عدد من الأهالي على حديثها قائلين"لو متكونيش أنت أم مثالية أمال يبقى مين؟" مشيرة إلى أنها مرت بأوقات عصيبة لفترات طويلة، إلا أنها كانت تثق في الله سبحانه وتعالى الذي جعلها قادرة على تحمل كل ما مرت به، خاصة أن زوجها لم يكن له معاش أو أي مصدر آخر للرزق.  

ولفتت إلى أنها كانت تعتقد أنها أنجزت جزءًا كبيرًا من مهمتها، بعدما أكمل ابنها تعليمه وحصل على شهادة الثانوية الفنية، وبدأ العمل معها في المخبز، مرجعة الفضل في ذلك للحاج صابر مالك المخبز، وبعد زاوج ابنتها التي انجبت لها أول حفيدة، إلا أن سرعان ما سيطر القلق على قلبها بعدما عادت إليها ابنتها حاملة الطفلة الصغيرة في يدها مخبرة إياها بأن زوجها ألقى عليها يمين"الطلاق" وهو ما ضاعف الحمل مرة أخرى لتصبح الأم مسئولة عن الأبنة والحفيدة.  

 

لم تنكر أم عبده فضل مالك المخبز وجيرانها في منطقة محرم بك، مؤكدة أن دعمهم ووقوفهم إلى جانبها كان السند الحقيقي، والسبب الأساسي خلف صمودها واستمرار رحلة الحياة، وحينما سألنها عن إذا ما كان راتبها يكفي متطلبات الحياة ردت قائلة"الحمد لله ربنا مبينساش حد".  

"عاوزة أفرح ببنتي قبل ما أموت".. كلمات لخصت بها فوزية إبراهيم حلمها والسبب الوحيد القادر على إدخال الاطمئنان إلى قلبها، مشيرة إلى أن خوفها على ابنها لا يقارن بخوفها على الفتاة، مؤكدة أن الولد قادر على شق طريقه في الحياة، بالبحث عن وظيفة أخرى تناسب مؤهله إذا توفرت.

شاهد الفيديو..

اضغط هنا لمتابعة أخبار مصر

مقالات متعلقة