انهارت دموعها وهي تنظر لصورة نجلها، وأخذت تقبلها بحرارة مستذكرة قبلاته لها في عيد الأم وهديته لها في هذا اليوم، قبل أن يقع أسيراً في سجون الاحتلال، وتحرم من كلمة "كل عام وأنت بخير يا أمي"..هذا هو حال والدة الأسير سلمان أبوشلوف الذي يقبع في زنازين الاحتلال..
فهذا الألم والقهر تعيشه كل أمهات الأسرى في سجون إسرائيل في عيد الأم والذي يتجاوز عددهم سبعة آلاف أسير.
وفي غمرة احتفالات دول العالم بعيد الأم تتعمق جراح "الأم الفلسطينية"، ألم وذكريات موجعة، وهي تستذكر شهيداً أو أسيراً أو جريحًا، ولكنها تتعالى على جراحها لتغدوا قلعة شامخة يستمد منها الوطن الصمود.
"مصر العربية" ترصد في عيد الأم معاناة أمهات الأسرى، ورسالتهن في هذا اليوم، الذي تحتفل به الأمهات في كل العالم، ولكن هذا العيد بالنسبة لأمهات الأسرى ممزوج بالدموع والألم.
والدة الأسير رائد الحاج أحمد تقول لـ"مصر العربية": "كنت أتمنى في هذا اليوم أن يكون ابني رائد أمامي، ويقدم لي الهدايا في عيد الأم كما أمهات العالم ... وتوقفت عن الحديث وسالت دموعها، ولم تتمالك نفسها من شدة الألم والفراق".
أما والدة الأسير حسام حسان فتقول ل"مصر العربية" :" كيف تفرح الأم الفلسطينية والسجن يحول بينها وبين ابنها؟ كيف تحتفل بعيد الأم وغيره من الأعياد والمناسبات وابنها يعيش في ظلمة وقهر السجن؟ عند هذا الاحتلال الذي يحرمنا من رؤية فلذات أكبادنا أنه الاحتلال المجرم".
وتضيف: إنه الاحتلال وضريبة الوطن غالية، فالأم الفلسطينية صابرة رغم مرارة الحرمان والفراق".
بدورها، تقول والدة الأسير أم محمود سليم وقد بدت على وجهها علامات الحزن والألم: "لا يمكن تخيل أن أسرة مكونة من أم وابنها، ويغيب ويعتقل داخل زنازين الاحتلال، هو جزء من حياتي، فكيف أنعم بالعيد وابني مهجة قلبي في السجن يعاني من ظلم السجان".
في سياق متصل، تقول الناشطة أسماء زعرب ل"مصر العربية" :"في عيد الأم نتذكر أبناءنا الأسرى في سجون الاحتلال، وكل أسير في سجون هذا الاحتلال الغاشم هو ابن كل فلسطينية، ونشد على أمهات الأسرى ونقول إلى الأم الفلسطينية أم الأسير الشعب كله معك ونشد على يديك، ونتمنى في العيد القادم يكون ابنك أمام عينك".
من جانبها تقول أمية البيطار ل" مصر العربية " :"نحن في يوم عيد الأم نتذكر الأسرى في سجون الاحتلال، ونقول للأم الفلسطينية صبراً على الألم والجراح، لابد أن يأتي اليوم الذي يكون الأسرى بيننا، وسننتصر على ظلم السجان، والوطن يحتاج منا إلى تضحية ونقول صبراً على الظلم حتى فجر الحرية".
في غضون ذلك، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، في بيان لها بمناسبة عيد الأم إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل حرمان 19 أماً فلسطينية من زيارة أبنائهن لهن في السجون، واستمرار معاملتهن بأبشع سياسات القهر والحرمان.
وأكدت الهيئة، أن هذا اليوم الذي من المفترض أن يحمل أجمل وأسمى معاني العلاقات الآدمية، لا زالت دولة الاحتلال، تجدد فيه للأسيرات الأمهات أبشع معاني الآلام، وحرمانهن من التواصل معهم بشتى الطرق.