نادية الصامدة تحصد لقب الأم المثالية بالسويس

نادية طه .الأم المثالية بالسويس مع أسرتها

قصة كفاح تجاوزت الربع قرن قضتها نادية محمد طه -الأم المثالية- عن محافظة السويس مع ابنيهما "محمد ورشا" عقب وفاة زوجها بعد صراع دام مع المرض لأكثر من خمسة سنوات، واجهت فيها تحديات ومصاعب كبيرة لكنها بصبر وإيمان واقتدار استطاعت أن تتجاوزها لتربي أطفالها وتحصد نتاج جهدها .

 

فكما كانت السويس صامدة عتية  في وجهه العدوان تقاوم  الحصار  الإسرائيلي لأكثر من 100 يوم حتى نالت حريتها، كانت نادية أبنة السويس "باحثة تمويل في الشهر العقاري" هي الأخرى تقاوم الظروف التي طوقتها وتتحدى الصعاب ومتاعب الحياة لتربي أطفالها حتى نالت عن إستحقاق لقب الأم المثالية وهي بين أبناءها وأحفادها.

 

"سأحكي أنا قصة أمي .فأنا الأجدر على تفهم معاناتها من أجلي وأجل شقيقتي الكبرى"..هكذا جاءت كلمات أبنها الأصغر  محمد عبد الرحمن 30 سنة رئيس قسم الشئون الإدارية بإحدى شركات البترول بالسويس  في حديث هاتفي مع "مصر العربية ".

 

وتابع " توفي والدي وكان يعمل مهندس زراعي منذ أكثر من 25 عاماً بعد صراع مع مرض السرطان استمر لنحو خمسة سنوات تقريباً.. كنت وقتها لم أتجاوز الخامسة من عمري وكانت شقيقتي الكبرى عمرها 13 عاما تقريباً ورغم الحزن الذي تملكنا بعد رحيل الأب إلا أن أمي كانت قوية ومؤمنة ومحتسبة .رفضت الزواج من بعده وكرست حياتها لي ولأختي "

 

وأضاف "كانت أمي حاصلة على دبلوم تجارة وتعمل بالشهر العقاري بمرتب زهيد وكان معاش والدي ضئيل وهو ما دفع أمي لتحسين وضعها الوظيفي والتعليمي باستكمال دراستها الجامعية أملاً في تحسين دخلها المادي والوظيفي .

 

واستطاعت أمي في خلال أربعة سنوات أن تحصل على درجة البكالوريوس، كانت تواجه فيها مصاعب ما بين التوفيق بين وقت العمل ومذاكرة الدروس لنا وإستذكار دروسها والقيام على تلبية متطلباتنا وإحتياجاتنا داخل المنزل وخارجها.

 

واستكمل:كانت تقوم بدور الأم والأب في وقت واحد، تواصل الليل بالنهار دون شكوى أوملل، ولم أجد يوماً إنها قصرت أو تأخرت في تلبية متطلباتنا حتى بعدما تجاوز سنها الستين وتم إحالتها على المعاش فلا تزال تواصل رحلتها في العطاء ".

 

وقال "ماما كانت كل حاجة بالنسبة لنا..الأب والأم والصديق..علمتنا كويس وربتنا على احترام النفس والعزة والتواضع والكرم وحسن الأخلاق وغرست فينا الصفات الحميدة .

 

واضاف، أمي حرصت على تربينا تربية تجمع ما بين أخلاق الزمن الجميل وما بين التأقلم مع الواقع الحالي، واهتمت بتنمية الجانب البشري وبتعليمنا الرياضة ومشاركتنا في الأنشطة المختلفة وتنمية مواهبنا ولم يمنعها خوفها علينا من أن تجعلنا منفتحين على العالم الخارجي .وبفضل الله ربنا قدرها واتخرجت أختي من كلية التجارة وقامت بتجهيزها حتى تزوجت ومعها الأن طفلين .

 

وأردف "بدعم أمي وتشجيعها لي حصدت بطولة الجمهورية في ألعاب القوى و تخرجت من كلية السياحة والفنادق وأعمل حالياً رئيس قسم في الشركة التي أعمل بها رغم صغر سني وحصلت هذا العام على لقب "الموظف المثالي "بالشركة.

 

وتابع "أنا من قدمت أوراق أمي لترشيحها أماً مثالية في مديرية التضامن الإجتماعي بالسويس .فهي في نظري ونظر الجميع أماً مثالية بكل ما تحمله الكلمة من معاني ولن أوفيها حقها مهما قلت عنها ".

 

مقالات متعلقة