عشية انطلاق مباحثات جنيف 5 بشأن الأزمة السورية، يبدو الموقف على الجبهة السورية ساخنا، معارك في الشرق وحول العاصمة تكتب رسائل عدة، وتمهد الأرض وفق رؤية أطرافها لجولة جديدة من مفاوضات شاقة.
في البادية السورية تسحب الأرض من تحت أقدام داعش أكثر فأكثر، فالمعارك التي تقودها ضده فصائل معارضة، أفقدته مناطق استراتيجية هناك.
وبالتزامن مع ذلك، بدأت فصائل معارضة أخرى، المرحلة الثانية من المعركة التي أطلق عليها "طرد البغاة" في القلمون الشرقي.
في روايات المعارضة، الهدف من من فتح هاتين الجبهتين، هو وصل المنطقتين ، بحسب "سكاي نيوز عربية".
بيد أن ذلك لا يشغل نظام الرئيس بشار الأسد كثيرا على ما يبدو، بقدر ما يرعب النظام تغير وقائع الميدان في حصنه الحصين، العاصمة دمشق، ومشارفها.
إنه وتر تدق عليه الآن فصائل المعارضة، ومن خلفها من قوى دولية وإقليمية، فالتمعن في أبعاد وتوقيت معارك دمشق الأخيرة، التي يقودها فصيل فيلق الرحمن المعارض، يحول ربما النيران إلى رسائل أكثر منها أهدافا عسكرية.
بدت الهجمات المباغتة، شدة أذن للنظام السوري، بأنه ليس عليه أن يفرح كثيرا بانتصاراته الأخيرة على الأرض، ولا يجب عليه أن ينام مطمئن البال، معتقدا أنه زنر دمشق بحزام دفاعي عصي على أي تكتيك عسكري.
في حسبة عسكرية تبدو التهديدات منطقية، ففي حال تمكنت فصائل المعارضة المسلحة من وصل مناطق سيطرتها بجوبر والقابون وبرزة وتشرين، فذلك يعني إعادة فتح تلك المناطق، على الغوطة الشرقية المحاصرة، ما يشكل تهديدا مباشرا لرأس النظام.
ولعل الرسالة الأهم للنظام من وراء تحريك معارك دمشق، هي أنه لا يجب عليه الجزم بأنه سيفاوض في قادم المباحثات من موقع قوة، بعد أن أطفأ بموجب الاتفاقات التي يطلق عليها تسويات، معظم البؤر الساخنة في محيط دمشق.