ماذا تجني مصر من زيارة الحريري؟

السيسي يلتقي سعد الحريري

في زيارة هي الأولى من نوعها منذ توليه منصبه في نوفمبر الماضي، التقى رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة لبحث عدد من القضايا المشتركة وتعزيز  التعاون بين البلدين.

 

 

وخلال اللقاء الذي جمعهما اليوم الأربعاء، عبر الرئيس عبد الفتاح السيسي عن دعم مصر الكامل للتعددية، ودعم مصر للبنان في مواجهة تحديات الأزمة السورية وحث المجتمع الدولي على تقديم مزيد من الدعم إلى لبنان لمساعدتها على تحمل أعداد اللاجئين داخل أراضيها.

 

 

وبحسب عدد من الخبراء في الشأن الخارجي والعلاقات الدولية، فإن هذه الزيارة لن تجدي نفعا لمصر على المستوى الاقتصادي، بينما سيكون التنسيق حول الشؤون الإستراتيجية ووضع السنة في لبنان.

 

 

وقال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن لبنان هو المستفيد من هذا اللقاء، كما أنه يأتي في إطار الدور المصري على مر التاريخ الذي سعى دائما إلى الحث على التوافق حول رئيس الجمهورية اللبنانية.

 

 

وأوضح بيومي لـ"مصر العربية" أن مصر ترتبط مع لبنان بعلاقات تجارية ممتازة، بالإضافة إلى وجود جالية لبنانية كبيرة داخل مصر وأخرى مصرية في لبنان، كما أن الدولتين أعضاء في منطقة التجارة الحرة العربية المشتركة، والمنطقة الأوروبية المتوسطية.

 

 

ولفت مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن مصر هدفها الرئيسي تأييد التوازن بين مختلف الطوائف الموجودة تحت رايته، وخاصة بعد الأزمات الأخيرة التي تعرض لها لبنان وغياب التوافق حول رئيس لمدة تزيد عن عامين.

 

 

ورأى الدكتور محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، أن زيارة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى القاهرة لن تؤتي بثمار إيجابية على مصر فيما يتعلق بمجالي الاستثمار والاقتصاد.

 

 

وأوضح حسين، لـ "مصر العربية"، أن لبنان دولة صغيرة لا يمكن التعويل عليها في تحقيق نتائج أو مكاسب على المستوى الاقتصادي بالنسبة للجانب المصري.

 

 

وذكر خبير العلاقات الدولية، أن مكاسب مصر من زيارة الحريري تأتي في إطار التضافر مع الدور السعودي والتوجهات المشتركة نحو دعم الطائفة السنية في لبنان، خاصة في الوقت الذي تدعم فيه إيران حزب الله وطوائف أخرى.

 

 

وأكد الدكتور محمد حسين، أن مصر مهمتها الرئيسية تحتم عليها منع انتشار الطائفية داخل القطر اللبناني، حيث أن الدولة المصرية ليس لها تطلعات نحو توسعات إقليمية تزعج الدول الأخرى أو تضر بمصالحهم.

 

 

وأشار الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة حلوان، إلى أن استفادة مصر من تلك الزيارة تكمن في الجوانب الإستراتيجية فقط.

 

 

واستبعد عودة، في حديثه لـ "مصر العربية"، دعم مصر للتيار السني في لبنان في مواجهتة التيارات الشيعية وغيرها، لافتا إلى أن هذه القضية ليست جزءا من الاستراتيجية المصرية.

 

 

وأرجع أستاذ العلوم السياسية، هذا اللقاء إلى كون مصر تمارس دورها الإقليمي في المنطقة العربية.

مقالات متعلقة