وزير حاول إنقاذ شرطي مصاب في «هجوم لندن»: يا له من عالم مجنون

هجوم لندن

جاء رد فعل المشرعين البريطانيين ينم عن التحدي والصدمة والتعاطف اليوم الخميس بعد أن استوعبوا هجوم أمس الذي قتل فيه مهاجم أربعة أشخاص بينهم شرطي داخل بوابات أقدم برلمان في العالم.

"يا له من عالم مجنون".. تلك كانت كلمات توبياس إيلوود الوزير بالحكومة والجندي السابق الذي خرج من موقع الهجوم وقد خضبت الدماء وجهه ويديه بعد أن انضم إلى محاولات غير ناجحة لإنقاذ الشرطي كيث بالمر، حسب "رويترز".

كان بالمر أحد ثلاثة قتلهم المهاجم المنفرد الذي قاد سيارة مسرعة وسط المارة على جسر، ثمَّ ركض عبر بوابة البرلمان مسلحًا بسكين، فيما قتلت الشرطة المهاجم بالرصاص.

والهجوم هو الأسوأ الذي تشهده بريطانيا منذ 2005 عندما قتل مفجرون انتحاريون 52 شخصًا في وسائل مواصلات بريطانية، وهجوم أمس كذلك هو أسوأ اختراق أمني للبرلمان منذ عقود.

وقالت رئيسة الوزراء تيريزا ماي - للمشرعين: "جاء إرهابي إلى مكان يتجمع فيه أشخاص من كل الجنسيات والثقافات للاحتفال بما تعنيه الحرية، وصب غضبه دون تمييز على رجال ونساء وأطفال أبرياء."

وفتح البرلمان أبوابه كالمعتاد اليوم الخميس، لكن النواب والعاملين تعين عليهم المرور عبر حواجز الشرطة الممتدة لمئات الأمتار حول القصر الذي بني في القرن التاسع عشر على الطراز القوطي على ضفة نهر التيمز.

وقال هاريت هارمان، المشرع عن حزب العمال: "كانت هذه جريمة مروعة أودت بحياة أناس وأصابت آخرين لكنها فشلت كعمل إرهابي.. فشلت لأننا هنا ولأننا سنقوم بأعمالنا."

وألقت ماي كلمةً أمام قاعة ممتلئة، أشاد بها أعضاء البرلمان من كل الأحزاب مع تغير النبرة الخلافية عادةً للنقاش إلى نبرة باعثة على الوحدة، وقالت: "الشوارع مزدحمة كالمعتاد.. المكاتب ممتلئة.. المقاهي تعج بالناس."

وأضافت: "بمثل هذه الأفعال- ملايين الأعمال الطبيعية- نجد أفضل رد على الإرهاب."

وأشارت ماي إلى أنَّها تحدثت مع إيلوود بعد الهجوم وأشادت بـ"المهنية العالية".

وقال إيلوود "50 عامًا": "كنت بالمكان وبمجرد أن أدركت ما يحدث تحركت باتجاهه.. حاولت وقف نزيف الدم وحاولت إنعاشه عن طريق الفم إلى حين وصول الإسعاف لكني أعتقد أنه فقد كمية كبيرة من الدم. أصيب بجروح متعددة تحت الذراع وفي الظهر."

وأشاد نواب البرلمان بإيلوود، الذي فقد شقيقه في تفجير منتجع بالي الإندونيسي في 2002، ووصفوه بأنَّه "بطل" وحملت الكثير من الصحف البريطانية صوره وهو جاثم بجوار جثة الشرطي عند بوابات البرلمان.

مقالات متعلقة