الملل عدو قد ينهي الحياة الزوجية فما الحل؟

الملل في الحياة الزوجية

الملل عدو قد ينهي الحياة الزوجية إذا تم التغاضي عنه، واستسلم الزوجين لأضراره التي تقع عليهما، فقد يؤدي الملل إلى الخرس الزوجي، أو الانفصال، وقد يكون أحد أسباب الطلاق.

 

وينصح الخبراء والمختصون بالتجديد في الحياة الزوجية من حين لآخر، وممارسة أنشطة غير تقليدية تقضي على الملل، كما يجب تقييم العلاقة الزوجية من حين لآخر ووضع أهداف يسعى الزوجين لتحقيقها وتشغل أوقاتهم.

 

شريك ممل!

 

مصر العربية رصدت آراء وتعليقات نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، فتقول أروى سالم: "في أشخاص بيكون حياتهم مملة مابيحبوش التغير، وسبب انهيار العلاقة بينهم طرف فيهم بيكون إنسان اجتماعي بيحب التغير، ولما بيعيش مع شخص ممل مابيعرفش يتأقلم فبالتالي بيدخلوا في مشاكل كتير جدا، وبتنتهي بالطلاق للأسف أو يتعايشوا مع الوضع عشان الأطفال فقط وبتكون حياتهم شبه ميتة".

 

وتقول سالي حمدي: "أهم حاجة يكون في رضا وقناعة ببعضهم، وكل واحد يتقبل الآخر بمميزاته وعيوبه، وعلشان ميبقاش في ملل المفروض يبقى في خروجة أسبوعية على الأقل، مصيف سنوي، وتغيير في أثاث البيت مثلا".

 

وبدوره يقول فرج الصعيدي: "أنا من رأيي في موضوع الملل ده تغير رتم الحياة، يعني ميكونش رتم الحياه على نمط واحد احنا في الأكل بنحب التغيير مبالك بالنفسية"، لافتا إلى أن "الحياة مش أكل وشرب وشغل ونكد ومشاكل، ولا الحياة كلها خروجات وعزومات، ولكن معادلة الحياة نسبة وتناسب، يعني طور نفسك في كلامك في تعاملك مع أسرتك، وأدخل الفرح عليهم بطرق متعددة مختلفة عن بعضها".

 

"المشكلة فينا"

 

أما عزة حسين فتعلق: "المشكلة مش في الملل احنا اللي بإيدينا نبسط نفسنا واحنا اللي بايدينا نحزن نفسنا، المشكلة والله في ناس بتكون نكدية بطريقة بشعة بحجة روتين الشغل، على العكس ممكن لو ساعة في اليوم بحاجة بسيطة تغير المود"، مشيرة إلى "للأسف في راجل بيبقى نكدي ويجيب للست الكبت، ولكن عندي قناعة إننا نقدر نبسط نفسنا في أي وضع أو ظروف بس على حسب نوع الراجل، ولو الراجل فرفوش بتبقى الأمور كويسة حتى لو بأقل الأشياء".

 

وترى فيروز محمد أن: "التغيير وحده لا يكفي فالنضج هو الأساس"، موضحة أنه "في بعض الأحيان لا يكون لدينا مال ولا وقت ولا مزاج للتغيير والخروج والتنزه، ولكن يبقى النضج وفهم طبيعة احتياجات الطرفين هو المعيار".

 

وتابعت: "الاحتياجات التي أقلعنا عنها يجب أن نتذكرها بين الفينة والأخرى، وهي في الأصل احتياج المرأة للحضن الدافئ واحتياج الرجل للتقدير".

 

وتعبر تقى سلطان عن وجهة نظرها، فتقول: "ملهاش حل عندنا احنا كستات، إنما الرجالة لهم طبعا كذا حل؛ يا يخرج وطبعا بيبقى لوحده أو مع أصحابه، أو يشترك في نادي أو سفرية، إنما الست ليها قيود وملهاش حرية التحرك زى الراجل".

 

مشكلة تؤدي إلى الطلاق

 

وترى الدكتورة دعاء راجح الاستشارية الاجتماعية والأسرية أن الملل "أحد مشاكل العلاقة الزوجية الي ممكن تقضي عليها لو لم نسرع بعلاجه، بيبقى زوجين كويسين مع بعض ومفيش بينهم مشاكل مؤلمة، لكن الحب بيفتر مع الوقت، ومفيش كلام بينهم أو كلامهم كله عن الأولاد وإدارة البيت".

 

وأوضحت راجح في تدوينة لها عبر فيسبوك أن الحياة الزوجية عندما يغزوها الملل تصبح رتيبة "والأيام كلها بقت زي بعض ومفيش فيها أي تغيير أو تجديد، وبيوصل الأمر إلى البعد الجنسي كمان بالرغم أن علاقتهم الجنسية ممتازة، وبيقل معدل العلاقة مع الوقت وبتتحول إلى واجب روتيني أو بتبقى على فترات متباعدة، ومفيش مشاكل بينهم بس في نفس الوقت مفيش حياة".

 

وذكرت راجح: "ساعات الاتنين بينتبهوا للموضوع دا، ويبدأ كل واحد يدور على التجديد؛ هو يخرج مع أصحابه، يتفرج على أفلام، ويلعب ألعاب فيديو، يعمل شات مع بنات الإنترنت، أو يمارس أي نشاط يحسسه بالتجديد ويطلع كيماويات الإثارة والمتعة".

 

أما عن المرأة، "في تخرج مع أصحابها، وتتسوق معهم، أو تلعب رياضة، أو تقعد قعدات نميمة أو تتكلم مع صحباتها وساعات أصحابها على الواتس والفيس، أو تمارس أي نشاط يحسسها بالتجديد ويطلع كيماويات الإثارة والمتعة".

 

كيف تقضي على الملل؟

 

وقال راجح: العلاقة محتاجة اهتمام مشترك كمان علشان نقضي على الملل فيها، ومحتاجة تجديد بأننا نمارس حاجة مع بعض تحسسنا بالإثارة"، لافتة إلى أن "في أزواج ليهم هواية بيحبوها مشتركة، وبيمارسوا رياضة مع بعض، وبيروحوا حفلات موسيقية مع بعض، وبيتابعوا المعارض الفنية ويروحوها مع بعض".

 

ونصحت الاستشارية الأسرية: "اعملوا حاجة جديدة وانتوا مع بعض، وياريت تكون من غير الأولاد ومن غير الموبايلات علشان تنتبهوا لبعض وتشوفوا في عيون بعض الإثارة تاني".

 

وأضافت راجح: "الحاجات والأنشطة الي ممكن تعملوها كتيرة لا تعد ولا تحصى، ممكن فيه حاجات هتبقى ممتعة لواحد والتاني لأ، وممكن فيه حاجات هتلاقوها ممتعة ليكم أنتم الاتنين، ولكن في الأول جربوا أي تغيير يخطر ببالكم".

 

وتابعت: "اقضوا ليلة مع بعض فى اوتيل، واخرجوا روحوا أماكن جديدة، واجروا مع بعض في التراك في النادي، أو اتمشوا على الكورنيش واتكلموا، وانزلوا البحر مع بعض، وروحوا الملاهي واركبوا مع بعض، واحضروا حفلات فنية ومناسبات اجتماعية، والعبوا كوتشينة وطاولة وشطرنج وفيديو جيم مع بعض".

 

واستطردت: "روحوا اقعدوا في حديقة واشربوا الشاى فيها، وسافروا رحلات اليوم الواحد مع بعض، وشغلوا موسيقى وارقصوا مع بعض، وأجروا عجل واركبوه مع بعض، واعملوا أي حاجة جديدة وغريبة، وبدل العلاقة الحميمية ماتبقى في أوضة النوم خلوها في أي مكان تاني".

 

وأشارت الاستشارية الأسرية إلى أن "في ناس طبيعتهم أصلا روتينيين جدا ومايحبوش التجديد، ودول بيبقوا معصلجين حبتين، وممكن واحد محب للتجديد والتاني مزرجن يبقى نبدأ حبة حبة، بس فعلا لو جربوها هيلاقوا هرمونات الإثارة بتطلع تاني، وبيحس حتى بالإثارة الجنسية كمان وخاصة لو الاتنين متجاوبين مع بعض".

 

مفيش حاجة مشتركة .. نعمل إيه؟

 

ونصحت راجح عندما لا يوجد نشاط مشترك، قائلة: "نجرب ونعرف إيه الحاجة الممتعة لكل واحد ونتبادلها، يعني واحد بيحب الزحمة وواحد بيحب الهدوء يبقى مرة في الزحمة ومرة هدوء، واحد بيحب البيت وواحد بيحب الخروج يبقى مرة نخرج والتانية نعمل الإثارة في البيت، واحد بيحب الجنان وواحد بيحب الاحترام يبقى نتجنن مرة ونبقى محترمين مرة".

 

وشددت راجح على أهمية ألا يتحدث الآباء في الأوقات الخاصة عن الأبناء، والمشاكل، والمصاريف، مطالبة بـ "قفل الموبايلات تماما بحيث لايشغلنا عن بعض حاجة، ونتكلم في الذكريات الحلوة، وعن أحلامنا في المستقبل، وعن نفسنا وعلاقتنا وبس".

 

واختتمت راجح حديثها بأن التنفيس عن النفس، والخروج من تحت وطأة الضغوط والمشاكل، وكسر الروتين والملل أمر يحتاج إلى الحركة، مشيرة إلى أن "الحاجات دي مش هتحصل وأنت متسمر قدام التليفزيون على الكنبة، ولا وأنت ممدد على السرير وعينك في الموبايل"، مطالبة شريك الحياة "قوم اتحرك.. اخرج.. اتمشى.. اجري.. العب رياضة.. انزل حمام سباحة.. اتنطط.. ارقص، لافتة إلى أن الرقص من الأنشطة المبهجة جدا".

مقالات متعلقة