في الطريق إلى مترو الأنفاق، وبالتحديد إلى محطة شبرا الخيمة، مواطنون يسيرون في مجموعات، ويتجاذبون أطراف الحديث، فثمة جدل دائر حول قرار وزير النقل الدكتور هشام عرفات برفع سعر تذكرة المترو إلى جنيهين بدلا من جنيه واحد.
رجل وسيدة في عقدهما الخامس، اتجها بكل تحفظ إلى شباك التذاكر، في تردد حول ثمن التذكرة فلعل القرار الصادر كان مجرد شائعات، لكن موظف الشباك يحسم الأمر قائلا: "التذكرة بقت بـ 2 جنيه".
الطابور أمام الشباك لم يكن طويلا كعادته، فاليوم هو "الجمعة" وليس من المعتاد وجود زحام بالمترو خاصة بالساعات الأولى من النهار، إلا أن نحو 6 أشخاص كانوا يحتفظون بدورهم في الطابور القصير، وكلما اقترب أحدهم من الشباك، ظهرت عليه علامات الغضب، حتى انفجر رابعهم صارخًا: "حرام عليكم .. حسبي الله ونعم الوكيل".
تدق صافرة المترو معلنة قيامه من محطة شبرا متجهًا إلى المنيب، وفي خلال دقائق، يركب ثلاث طلاب بمحطة كلية الزراعة، في طريقهم لـ "درس خصوصي"، ليؤكد كل منهم للآخر، أنه يرغب في زيادة مصروفه اليومي نظرًا لمضاعفة سعر تذكرة المترو.
في كل مقعد من مقاعد المترو، المواطنون غاضبون، يتساءلون عن توابع ذلك القرار الذي وصفوه بالخائب، "هل ستزيد الأسعار؟ هل سيستغل سائقو الميكروباص رفع سعر تذكرة المترو، لرفع الأجرة؟..
يصل المترو إلى محطة الشهداء، وترصد "مصر العربية" معاناة المواطنين، هناك، فهذا شاب عشريني يقف أمام شباك التذاكر، ليطلب تذكرة ليتفاجأ بقرار الزيادة معلنًا لموظف الشباك أنه لا يملك إلا جنيهًا واحدًا فقط.
"ما عنديش علم برفع سعر التذكرة ومش معايا إلا جنيه واحد".. هكذا قال الشاب لموظف الشباك، ليصدمه الأخير برفض إعطائه تذكره، فيعلق الشاب قائلا: "أيام سودة وبنعشها".
وفي محطة العتبة، رجل أربعيني وزوجته وأبناؤه، تفاجؤوا جميعا برفع سعر تذكرة المترو، أمام الشباك، فيعطي ظهره للشباك، معلنًا رفضه للقرار، واتجاهه إلى ميدان التحرير حيث كان مقصده، سيرًا على الأقدام، متمتمًا "ماله المشي.. المشي رياضة".
ربة منزل تتجه من محطة السادات إلى الدقي، تفاجأت هي الأخرى بقرار زيادة التذكرة قائلة لموظف الشباك:" أنا هنزل محطتين بس.. عايزين مننا ايه ارحمونا كفاية".
وقال أشرف علي مواطن، لـ "مصر العربية" إن مواطن البسيط لن استطيع تحمل زيادة في سعر التذكرة خلال الوقت الحالي، معلقًا: "أنا رايح جي عليه طول النهار والخدمة سيئة للغاية وزحمة.
أكد عادل فوزي، مواطن، إن رفع سعر تذكرة المترو أمر غير مقبول في الوقت الحالي وخاصًة أن المترو وسيلة من وسائل النقل العام لدى المواطن المصري ، مشيرًا إن ذلك سوف يسبب عبئا كبيرا على المواطن البسيط.
ورفض أحمد يوسف فكرة زيادة سعر تذكرة المترو معتبرًا أن الملايين من المصريين يلجأون للمترو يوميًا للذهاب إلى عملهم متسائلا كيف يخسر المترو؟ .
تلك المشاهد السابقة، جاءت على خلفية قرار وزير النقل، الدكتور هشام عرفات، بتطبيق زيادة موحدة على تذكرة المترو ابتداءً من صباح اليوم، الجمعة، على أن تصل إلى جنيهين، بدلًا من جنيه للتذاكر الكوامل، و1.5 جنيه للأنصاف بدلًا من 75 قرشًا.
ورفعت وزارة النقل الاشتراك لمدة ثلاثة أشهر إلى 214 جنيهًا للجمهور العادي و33 جنيهًا للطلبة و22 جنيهًا لذوى الاحتياجات الخاصة بالنسبة للمرحلة الأولى التى تشمل 27 محطة، و280 جنيهًا للجمهور العادي، و41 جنيهًا للطلبة، و27 جنيهًا لذوى الاحتياجات الخاصة بالنسبة للمرحلتين التي تشمل 34 محطة.