بالفيديو والصور| ليلة حب تُبكي أبناء نهاد صليحة

نهاد صليحة

بمجرد الوصول إلى باب مسرح مركز الهناجر للفنون، يلفت انتباهك من الوهلة الأولى خروج البعض باكيًا، حتى أن إحداهما آثار اهتمامي ظنًا مني أنها متعبة.

 

وبشكل لا إرادي اقتربت من السيدة التي تجلس على السور المجاور لبوابة الهناجر، وفور سؤالي لها "حضرتك كويسة" لاحظت الشبه الكبير الذي يجمعها مع الدكتورة الراحلة نهاد صليحة، وبالفعل تأكد حدسي عقب حديثها معي.

 

الجميع يبكي عاشقة الحياة ناهد صليحة، في ليلة حب جمعت بين أبنائها وأقاربها، وطلابها، بقاعة مسرح الهناجر، خلال حفل التأبين الذي نظمته الجمعية المصرية للمعهد الدولي للمسرح"I.T.I"، بالتعاون مع قطاع الإنتاج الثقافي.

 

"علاقتي بها تجاوزت الأمومة"، بهذه الكلمات تحدثت سارة العناني، نجلة نهاد، مؤكدة أنها وصلت لحد الصداقة.

 

سارة كانت دائمًا ما توصف والدتها بـ"متقاطعة"؛ كونها تعشق اللعب بالكلمات المتقاطعة، لافتة إلى أنها تهون على نفسها لحظات الانفعال والحزن، عبر ممارسة فن التمثيل من حين لآخر.

 

وبكلمات رثى بها عباس محمود العقاد الأديبة مي، استشهدت شقيقتها الكبرى بها قائلة، " أين في المحفل "مي" يا صحابْ؟.. عودتنا ها هنا فصل الخطاب..عرشها المنبر مرفوع الجناب.. مستجيب حين يُدعى مستجاب.. أين في المحفل "مي" يا صحاب؟.. كل هذا في التراب. آه من هذا التراب".

 

وبنبرة يخنقها الحزن، اختتمت حديثها، "أين أنت يا نهاد في هذه الليلة؟.. الشمس اللي كانت بتنور حياتنا غيمت.. أتمنى تشرق على ناس تانية".

 

 ورأى المخرج ناصر عبد المنعم، أن علاقة نهاد بالمسرح وصلت لحد الإنصهار، مؤكدًا أنه السر وراء سعادتها طوال مشوارها الفني.

 

واستعاد الناقد المسرحي محمد سمير الخطيب، ذكرياته مع نهاد صليحة، مشيرًا إلى أنه من الصعب اختزالها في عبارات صغيرة.

 

واستطاعت نهاد أن تجسدت نموذجًا للأستاذ الجامعي والصديق في آن واحد، خاصة أنها كانت بمثابة السند والعون لأي شخص يعرفها عن قرب، على حد وصف الخطيب.

 

رحلت الناقدة والباحثة المسرحية نهاد صليحة، عن عمر ناهز الـ71 عامًا في يناير الماضي، بعد معاناة مع المرض.

 

  وكانت الراحلة أول من استخدم المنهج السيميائي في النقد المسرحي العربي بشكل علمي.

 

وساهمت في تأسيس حركة الفرق المسرحية المستقلة، من خلال إقامة المهرجان الأول للمسرح المستقل في مصر عام 1999م.

 

 وشغلت عدد من المناصب منها، عضوية اللجنة العليا للمسرح بالمجلس الأعلى للثقافة، وعضوية لجنة الدراما بقطاع الإنتاج للإذاعة والتلفزيون، وعضوية مجلس إدارة صندوق روبرتو شيميتا الدولي؛ لدعم فناني المسرح الشباب في دول البحر المتوسط.    

 

وكرمت نهاد في الدورة الرابعة عشر لمهرجان دمشق المسرحي 2008، ونالت جائزة الدولة للتفوق في مجال الدراسات الأدبية 2003، بجانب تكريمها بمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي عام 1996م.

 

ونالت العديد من التكريمات بالمهرجانات المسرحية العربية منها، الشارقة، ومجلس التعاون الخليجي، وقرطاج، وأيام عمان المسرحية.

 

 

شاهد الفيديو:

 

 

مقالات متعلقة