"الفيدرالية مع الفلسطينيين" آخر عروض إسرائيل للالتفاف على إقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافياً، واستثناء قطاع غزة منها.
ثلاثون كانتون هي محور الخطة، وتقسم فيها الضفة الغربية لعشرة كانتونات، وإسرائيل لعشرين كانتون مع إعطاء كل كانتون الصلاحية في إدارة نفسه بنفسه من خلال مجالس منتخبة على أن يكون الأمن والسياسة الخارجية بيد الحكومة الإسرائيلية.
رجل الموساد السابق عمانوئيل شاحف عرض خطة الفيدرالية على الإدارة الأمريكية، لتكون بديلة عن حل الدولتين الذي لطالما عملت حكومات إسرائيل المتعاقبة على هدمه.
بدورها قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، إن الخطة التي عرضت على واشنطن تتطلب تغيير النظام في إسرائيل ليصبح نظامًا فيدراليًا يشبه النظام في الولايات المتحدة.
وتدعو الخطة لتفكيك السلطة الفلسطينية، وتطبيق القانون الإسرائيلي على كل مناطق الضفة الغربية، وإبقاء سكان المستوطنات في الضفة الغربية الذي يتجاوز عددهم حالياً نصف مليون مستوطن.
وتكمن الخطورة في تلك الخطة في منح سكان الضفة الغربية المواطنة الإسرائيلية مثل الفلسطينيين عام 1948.
ولا تشمل الفيدرالية الإسرائيلية قطاع غزة، فالغالبية الساحقة التي تبلغ ثلثي السكان تقريبًا ستكون من اليهود، والباقي من الفلسطينيين فيستحيل أن يميل الميزان الديمغرافي لصالح الفلسطينيين بعد استثناء غزة التي تشكل ثقلاً سكانياً.
ويتم تقسيم الدولة الفيدرالية إلى 30 كانتون في إطار خطة الفيدرالية، تكون الحكومة الإسرائيلية هي المسؤولة عن العلاقات الخارجية والأمن والإدارة العامة للاقتصاد، وتكون للكانتونات سلطات مستقلة لإدارة التعليم والتخطيط والتشريع والإدارة المدنية للشؤون اليومية، وكل كانتون تكون له حكومة ومجلس تشريعي محلي خاص.
وعن حل الفيدرالية الذي تصدره إسرائيل قال أسامة الحاج أحمد القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين:" هناك العديد من المشاريع التي طرحتها الإدارة الأمريكية بالاتفاق مع الكيان الصهيوني، من أجل تصفية القضية الفلسطينية، وضرب كل المشروع الوطني الفلسطيني لكن شعبنا يقف ضد هذه المشاريع التي تريد تصفية قضيتنا".
وأضاف لـ"مصر العربية " :هناك مشاريع كثيرة طرحتها بعض القوى الإسرائيلية في السابق مثل إنشاء كونفدرالية في الأردن ، وأن يكون لكل محور من الثلاث نقاط الارتكازية بفلسطين وهي الضفة الشرقية، والضفة الغربية، وقطاع غزة حكم ذاتي كامل، ما عدا الأمن، والخارجية تكون بيد عمان" .
وأكد الحاج أحمد أنه لا يمكن منطقياً، ولا وطنياً القبول بالطرح الإسرائيلي فيما يتعلق بالفيدرالية، لأنها عملية تصفية شاملة للقضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن الحل الوحيد للقضية، هو إنشاء دولة فلسطينية كاملة السيادة.
بدوره قال القيادي الفلسطيني مروان أبو نصر إن دولة الاحتلال منذ قيامها تريد تحويل القضية الفلسطينية لقضية جزئية، وهي الآن تطبق ذلك على أرض الواقع، بتقسيم المناطق الفلسطينية إلي كانتونات منفصلة، وترحيل الفلسطينيين من مناطقهم، ومن ثم بناء الحواجز لتقسم المدن الفلسطينية.
وأكد أبو نصر لـ"مصر العربية" أن الهدف من ذلك هو الوصول لنظام الكانتونات، وشطب خيار إقامة الدولة الفلسطينية على الأراضي الفلسطينية، وإفشال المشروع الوطني الفلسطيني بمساعدة من الولايات الأمريكية التي تدعم إسرائيل في كل المخططات".
وأكمل:" للأسف الجامعة العربية لا تحرك ساكناً، ولا تقدم سوى شعارات، لا فائدة منها، لكن نقول هذه المخططات لن تفلح في اقتلاع الشعب الفلسطيني من الأرض الفلسطينية، لأن المقاومة مستمرة من أجل طرد المستوطنين والنضال متواصل لإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس"ـ
في حين رأى حسن عبدو المختص في الشأن الإسرائيلي أن تل أبيب تطرح حلولا منفردة من خلال الإعلام، فمرة تتحدث عن دولة في غزة، ومرة أخرى عن دولة في الضفة فيدرالية، وأيضا تريد إدماج الضفة الغربية في دولة عبر كانتونات صغيرة مقسمة ومسيطر عليها.
وأكد عبدو أن الهدف من تلك الخطط، هو تشتيت الفكر السياسي الفلسطيني تريد إنهاء الوجود الفلسطيني.
ولا تتوقف خطة الفيدرالية عند حد الكانتونات المستقلة وفق صحيفة معاريف، بل تنص أن الدولة الفيدرالية ستستمر كونها دولة إسرائيل ولا كيان للفلسطينيين، فالجيش سيكون هو الجيش الإسرائيلي، والبرلمان سيكون الكنيست الإسرائيلي، والعلم والنشيد الوطني سيكون علم ونشيد إسرائيل، وهي ستبقى مفتوحة أمام هجرة اليهود حسب قانون العودة. وسيشكلون اليهود ثلثي السكان، وفي الكانتونات سيعيش اليهود والعرب معاً وستكون العبرية والعربية اللغتين الرسميتين.