بعد 6 أعوام من التنقل بين المحاكم ومستشفى المعادي العسكري، عاد الرئيس الأسبق حسني مبارك، إلى منزله بمنطقة هليوبوليس بالقرب من قصر الاتحادية الرئاسي بحي مصر الجديدة، بعد إخلاء سبيله اليوم الجمعة.
إطلاق سراح مبارك، أمر اعتبرته قوى سياسية وثورية بأنه كان متوقعا في ظل ما وصفوه بـ "حكم الثورة المضادة"، والبراءات التي يحصل عليها رموز حكم مبارك وإعادتهم للمشهد مرة ثانية، في مقابل التنكيل بالشباب وحبسهم.
وغادر الرئيس الأسبق حسني مبارك، اليوم الجمعة، مستشفى المعادي العسكري، عائدا إلى منزله بمصر الجديدة لأول مرة منذ أبريل 2011، وذلك بعد حكم نهائي وبات من محكمة النقض، في 2 مارس الجاري، ببراءته من تهمة الاشتراك في قتل متظاهري ثورة 25 يناير .
ومن جانبه قال شادي الغزالي حرب، عضو ائتلاف شباب ثورة 25 يناير، إن إخلاء سبيل مبارك كان متوقعا، خاصة في عصر السيسي الذي تتوالى فيه البراءات لكل رموز مبارك وإعادتهم للمشهد مرة أخرى.
وأضاف حرب، لـ "مصر العربية"، أنه في عهد الرئيس السيسي أصبح من الطبيعي براءة مبارك ورموز حكمه وفي المقابل التنكيل بالشباب وحبسه، ومنع الأدوية عنهم داخل السجون، مستهشدا بأحمد الخطيب الذي يعاني مرضا نادرا خطيرا داخل السجن.
وتابع:" في عهد السيسي لا يوجد أي شيء يثير الاستغراب، نحن نعيش في زمن الثورة المضادة، فمن الطبيعي إعادة رموز مبارك لمقدمة الصورة ظنا منهم أنهم سيهزمون بذلك ثورة 25 يناير".
وأردف حرب، أن المسار منذ تولي السيسي الحكم يتجه إلى التنكيل بشباب الثورة وتبرئة نظام مبارك، معربا عن شعوره بالمرارة والألم نظرا لوجود آلاف الشباب في السجون، مؤكدا أن خروج هؤلاء الشباب من السجون هي لحظة الانتصار الحقيقي لثورة يناير .
واستطرد :" خروج شاب واحد من السجن أهم مليون مرة من مبارك، إذا كان حصل على البراءة فالتاريخ سيحاكمه ويأخذ حقنا منه".
ورأى محمد القصاص، نائب رئيس حزب مصر القوية وعضو ائتلاف ثورة 25 يناير، أن إخلاء سبيل مبارك، كان متوقعا منذ حكم المجلس العسكري، مضيفا :" الأوراق كلها متستفة لخروجه".
وأضاف القصاص، أن إخلاء سبيل مبارك ما هو إلا تحصيل حاصل للثورة المضادة التي تحكم البلاد حاليا وإعادت رموزه وسياسات من جديد، مشددا أن براءته لا تنال من قيمة ثورة 25 يناير، التي أطاحت به من الحكم.
وأوضح القصاص أنه منذ بداية محاكمة مبارك عقب الثورة المصرية، إبان حكم المجلس العسكري، وهناك ترتيبات لخروجه من السجن، مضيفا أن "الثورة المضادة التي تحكم حاليا هي من أعادت مبارك ورموز حكمه إلى المشهد مرة أخرى".
وقال خالد داود، رئيس حزب الدستور، إن إخلاء سبيل حسني مبارك ليس مفاجأة، ولكنه كان متوقعا في ظل توالي أحكام البراءة لكل رموز حكمه.
وأشار داود، إلى أن محكامة مبارك من البداية أمام محاكم جنائية تقليدية كانت خاطئة، موضحا أنه لا يمكن مطالبة الأجهزة المدانة مع مبارك بتقديم أدلة إدانته وهي متورطة معه، كما أنها ليست الطريقة التي يتم بها محاسبته على كل ما فعله طوال الـ 30 عاما .
وتابع :" في عهد مبارك حصل وأولاده على أموال طائلة، وقتل الحياة السياسية وانتشرت الأمية والإهمال الصحي"، منوها إلى أنه كل التطورات التي أعقبت 25 يناير 2011 تشير إلى انقلاب كامل على الثورة .
وشدد رئيس حزب الدستور، أن الشعب المصري لن يتنازل عن المطالبة بمحاسبة المسؤولين والمتورطين في قتل المتظاهرين إبان أحداث الثورة.