قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، إن الفتوى صناعة ثقيلة تشبه صناعة الطائرات، مشددًا على أن للفتوى أصول وضوابط ومبادئ لابد من الحفاظ عليها. وأضاف خلال كلمته بالندوة العلمية التى نظمتها كلية أصول الدين بالقاهرة ضمن فعاليات النشاط الثقافي بها تحت عنوان "الفتاوى الشاذة وأثرها السيء على المجتمع"، أن الفتوى تحتاج إلى تدريب فلا يكفى مجرد التحصيل العلمى ونيل الشهادات، مشددا على ضرورة رؤية الشيوخ الكبار والجلوس تحت أقدامهم لأن القراءة فى الكتب ليست كل شيء. وتابع: " يجب على كل من يصدر للفتوى أن يدرك مصادر الفتوى وهى الكتاب والسنة المطهرة والأدلة الشرعية التى شهد لها القرآن الكريم والسنة لها بالاعتبار، وأن يدرك الواقع وأن يجد علاقة بين الواقع والمصادر وإدراك المالات". وتطرق مفتى الجمهورية لبعض الفتاوى الشاذة والتى أثارت بلبلة كبيرة فى المجتمع المصرى، ومنها ما روج حول أن صلاة الفجر فى مصر لا تتم فى وقتها الصحيح، مشيرا إلى أن سيد قطب أول من أثار هذه المسألة عندما فسر قول الله تعالى :"وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود. . إلى نهاية الآية " وتلقفها بعده أحد الباحثين وزعم بخطأ إقامة صلاة الفجر، وادعى أننا اعتمدنا على عالم ألماني عام 1908 وهو انسان غير مسلم. وأشار إلى أن الشيخ جاد الحق تصدى لهذه المسألة وبين خطأ هذا الباحث وأننا على صواب، ثم جاء بعده الشيخ محمد سيد طنطاوي والدكتور نصر فريد واصل وأحمد الطيب وعلى جمعة وأكدوا خطأ الباحث. ولفت إلى دار الإفتاء المصرية بحثت فى هذه المسألة مؤخرا وانتهت إلى أن صلاة الفجر فى مصر تقام فى وقتها قطعا، وتم الرد على هذه المسألة فى بحث مكون من 60 صفحة. وذكر المفتى أن دار الإفتاء المصرية رصدت مؤخرا 5 آلاف فتوى على شبكة المعلومات الدولية الانترنت تتحدث عن علاقة المسلمين بغير المسلمين، ووجدنا 70 % نص الحكم فيها على التحريم، و20% نصت على الكره و10 % نصت على الإباحة، موضحا أن هذه الفتاوى من شأنها إيجاد حربا فى المجتمع.
اضغط هنا لمتابعة أخبار مصر