(فيديو) بين الأدوية والأعشاب.. رحلة البحث عن «روشتة» في سوق الغلاء

مرضى حائرون بين أدوية الأطباء ووصفات العطارين

"الأعشاب ملهاش أضرار.. لا غنى عن الأدوية في علاج الأمراض المزمنة.. أسعار الاتنين زادت".. هكذا عبَّر مواطنون معاناتهم من ارتفاع أسعار الأدوية؛ ولجوء البعض للعلاج بالأعشاب واستشارة العطارين في وقت زادت فيه أيضًا أسعار الكشف لدى الأطباء.  

أم نور، تعمل بمجال العطارة والأعشاب منذ 8 سنوات، في محافظة الإسماعيلية قالت إن أكثر الأعشاب التي يقبل عليها الزبائن ويطلبونها هي الأعشاب الخاصة بعلاج مشاكل القولون وآلام العظام وأيضًا أعشاب التخسيس. وأضافت لـ "مصر العربية": "هناك بعض الأعشاب التى قد تساهم فى تخفيف حدة أمراض السرطان وبالفعل هناك اثنين من مرضى السرطان قاما بشراء أنواع معينة من الأعشاب ساهمت في تقليل نسبة مرض السرطان لديهم وذلك شيء أسعدنى لتمكنى من تخفيف آلامهما وحتى ولو بنسبة بسيطة".

 

وأردفت: "يوجد أعشاب لعلاج جميع الأمراض بلا استثناء لأن الله خلق لكل داء دواء، كما أن قديماً كان التداوى من مختلف الأمراض يتم من خلال الأعشاب لعدم وجود أطباء". "غلاء الأعشاب" وأكدت صاحبة محل العطارة أن هناك زيادة كبيرة فى أسعار الأعشاب بمعدل الثلثين تقريباً وخاصة الأنواع المستوردة لأن أغلب الأعشاب التى تباع ليست محلية وإنما عادة ما تكون سورية وهندية، فارتفاع الأسعار طال كل شيء حتى الأعشاب.

"لا غنى عن الأدوية"

إيمان عبد الحميد، مدرسة، قالت لا غنى عن الأدوية لعلاج الأمراض المزمنة والخطيرة مثل السرطان والكلى وغيرها مهماارتفعت أسعارها، مشيرة إلى أن الأعشاب مهمة ولكن لعلاج بعض الأمراض البسيطة مثل الضغط والقولون والأمراض البسيطة.

 

أما أشرف عطية موظف أوضح أن أغلب الأدوية من ضمن مكوناتها أعشاب طبيعية، وهذا يدل على أن الأعشاب يمكن استخدامها فى العلاج ولكن لا يمكن أن أقوم بشراء أعشاب والتداوى بها إلا إذا قام طبيب متخصص بوصفها لي ولكن لا أشترى أى أعشاب لمجرد شخص قد أشار عليه بشرائها.

 

وأضاف أنه من الممكن استبدال بعض الأدوية المرتفعة السعر بالأعشاب للعلاج ولكن بشرط أن تكون عن طريق طبيب، ولكن دون استشارة طبيب لا يمكن أن أستبدل دواء معين مهما ارتفع سعره بأعشاب وأكتفى بالتداوى عن طريق الأعشاب من خلال وصفة بلدية ولكن يجب أن يكون ذلك عن طريق طبيب.

 

هند أحمد ربة نزل قالت: "قد ألجأ للتداوى بالأعشاب بدلاً من الأدوية فلا توجد مشكلة بذلك خاصة وأنه سبق أن قمت بتجربة ذلك من خلال الاستعانة ببعض الأعشاب لعلاج بعض الآلام بقدمي وبالفعل حققت نتيجة وخففت الألم بشكل كبير وذلك عن الأدوية.  

"الأعشاب بديل آمن"

وتابعت أنه أمام غلاء أسعار الأدوية يمكن استبدالها بالأعشاب ولكن بشرط أن يكون شخص موثوق به هو الذى قام بوصف هذه الأعشاب ويمكن تجربتها فلا يوجد مشكلة بذلك، فالأعشاب بالفعل قد تكون بديل أمام ارتفاع أسعار الأدوية المبالغ فيه، كما أن الأعشاب مواد طبيعية فحتى إذا لم تعالج بعض الأمراض فهى لن تسبب ضرر بعكس الأدوية.

 

وقالت شيماء محمد أخصائية تمريض إن الأعشاب الطبيعية لها أهمية فى المساهمة بعلاج بعض الأمراض بالفعل وهناك حالات تعاني من أمراض مزمنة ساعدت الأعشاب فى شفائها، إلا أنه لا يمكن أن تكون بديل عن الأدوية خاصة فيما يتعلق بالأمراض الخطيرة والمزمنة، كما أن الأعشاب قد تساعد فى تحسين الأنزيمات ولكنها لا تعالج الأمراض بشكل كامل.

 

"الطب البديل" أو التداوي بالأعشاب من محلات العطارين بات سبيلاً للهروب من ارتفاع أسعار الأدوية في الصيادليات تارة ولمواجهة ارتفاع أسعار تذاكر العيادات الخاصة في جميع مراكز محافظة قنا.

 

وسط مدينة قنا وتحديدًا في سوقي السهاريج والفوقاني تعج أزقته القديمة بمحال العطارة التي لا تفارقك الروائح الذكية التي تنبعث من أجولة صُفت أمام أبوابه.

 

 وبداخل تلك المحال قارورات زجاجية كبيرة مملؤة ببودر ذات ألوان مختلفة كُتب عليها "علاج العظام - تساقط الشعر – الكحة والانفلونزا –الضعف الجنسي" الخ.. من متطلبات الشارع القنائي والذي بدأ يقبل الأهالي بكثافة في الفترة الأخيرة، عقب قرارات الصحة برفع أسعار ما يزيد عن 3 الاف صنف دوائي، واختفاء الكثير منها أيضاً، لتحل الأدوية البديلة والمستورة ذات الأسعار الباهظة.

 

"الأعشاب مالهاش ضرر زى الأدوية ولو حد أخد جرعات زيادة ممكن تجيب معاه نتيجة سلبية، فالأعشاب ليست لها أضرار إطلاقًا حتى لو تم أخذها بشكل زائد على الوصف المطلوب".. بتلك الكلمات بدأ محمد العطار وسط شارع السهاريج حديثه لـ"مصر العربية"، واصفاً حالة الرواج التي يستقبلها أصحاب محال العطارة في الفترة الأخيرة، مؤكداً أن التجار لم يستغلوا أزمة ارتفاع أسعار الأدوية ويرفعوا الاسعار بل حافظوا علي التسعيرة القديمة.  

"تركيبات موسمية"

وتابع العطار أن الوصفات والتركيبات العشبية منها ما يكون موسمي تزامناً مع فصول السنة، ونشاط أمراض الكحة والبرد، وضيق التنفس، فيتم عمل خلطات باستخدام الجنزبيل والقرفة لتنشيط الدورة الدموية، كما يستخدم للأطفال التليو، وورق الجوافة والينسون.

 

ويقول علي خلف، عطار، إن العلاج بالأعشاب علم كبير لا يمارسه إلا ذوي الخبرة من أصحاب العطارات، وأنه يكون وراثه عن الأجداد، لافتاً إلى أن الوصفات العشبية غالبيتها لا يتعدى ثمنها 10 جنيهات لتكون في متناول الجميع ونتائجها سريعة ومضمونة وغير مضرة كما يصفها البعض .

 

ويشرح خلف، استخدامات بعض الأعشاب حيث تستخدم بذرة القاطونة لعلاج القاولون، وبذور الجرجير مقوى للأعصاب، وبذر الكتان للكوليسترول والتخسيس، وإسباغول للتخسيس، وأرقطيون لأمراض الكبد والكلي، وعنب البحر للتخسيس وكبريت عمود للأمراض الجلدية، وطمي مغربي للبشرة، بالإضافة إلى عدد من المهدئات مثل الينسون والمرمرية والكراوية والنعناع .

 

وداخل إحدى محال العطارة تقف سيدة خمسينية قائلة "الشفا كله من عند ربنا لن احنا بنيجي للعطارين لأني مجربها من زمان وبروح للدكاترة وادوية بالشئ الفلاني لكن المرض زي ما هو"مؤكدة أنها تأتي لشراء وصفات خاصة بألم الظهر والمعدة .

 

وأضاف أسامة عبد البر، موظف، أنه اعتاد شراء الوصفات العلاجية لأبنائه من العطارين لعلاج الكحة والاسهال والبرد لأن سعرها لا تتعدى 5 جنيهات و7 جنيهات لأبناءه الثلاثة بعد ارتفاع أسعار الأدوية بشكل جنوني لا يستطيع تحمله وراتبه لا يتعدى 1400 جنيه شهريا .

 

كمال سيد، بالمعاش، قال: "منذ 7 سنين بتعالج على نظام الأوصاف العشبية والمركبات وماشى زى الفل، وعيالى اللى بكشف عليهم فى العيادات وبجبلهم الأدوية بعد ما غليت بقيت بجيبهم هنا برضو وسبحان الله صحتهم بقت أفضل بكتير من العلاج عند الدكاترة".

 

من جانبه، حذر الدكتور أحمد النقيب، نقيب الصيادلة بقنا، أن يتم الاعتماد بشكل كلي علي الأعشاب من محال العطارة، ما لم تكن مذكورة في دستور الأدوية، لافتاً إلى أن الصيادلة تطلق تحذيرات مراراً وتكرارًا في هذا الأمر، خاصة الاعشاب والوصفات التي يتم عرضها علي شاشات التلفاز.

 

وأوضح النقيب لـ"مصر العربية"أن هناك أدوية في الصيدليات مسجلة في وزارة الصحة تحتوي كلياً علي تركيبات عشبية خالصة، وأن أسعارها ارتفعت قليلاً لكنها في متناول الجميع.

 

وأشار نقيب الصيادلة إلى أن يوجد ما يقرب من 150 صنفًا دوائيًا حيويًا نقصًا في الاسواق،و البديل الخاص بها قليلاً جداً، أما المجمل في نقص الأدوية فيزيد عن 1500 صنف دوائي، لكن لهم بدائل أخرى.

 

شاهد الفيديو..

 

اضغط هنا لمتابعة أخبار مصر

 

مقالات متعلقة