مسعود منفذ هجوم لندن.. من تلميذ محبوب لإرهابي

خالد مسعود يتوسط صورة لفريق كرة القدم المدرسي

"في صورة مدرسية قديمة، يعبر وجه أدريان أجاو المبتسم عن حالة صحية جيدة وسعادة لطفل من أبناء الطبقة الوسطى بتونبريدج في ويلز .. وجهٌ يشعّ بالرضا عقب مارثون لكرة القدم، يقف على أعتاب حياة مثمرة"..

 

بهذه التوصيف استهلت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرًا سردت فيه جانبًا من السيرة الذاتية للمتهم بتنفيذ هجوم لندن الأسبوع الماضي، والذي أسفر عن سقوط قتلى وجرحى داخل وفي محيط البرلمان البريطاني، من بينهم المنفذ نفسه.

 

وتساءلت الصحيفة أمس السبت، عن السبب الذي أدّى إلى تحول المراهق الرياضي المحبوب إلى قاتل مفعم بحب تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ليربك من كانوا يعرفونه قبل حادث لندن.

 

ستيوارت نايت زميله القديم في مدرسة هانتيلز تحدث للصحيفة قائلاً: "كان شخصًا رائعًا ومحبوبًا، كان غلامًا لطيفا حقًا.. هذه الصورة لفريق كرة القدم كانت عقب مباراة لعبناها، كنا في سن الرابعة عشر وقتها، كلنا حققنا الفوز مع أدريان".

 

وبحسب الصحيفة فإنَّ هناك أفكارًا في حياة أدريان أجاو الذي مات كخالد مسعود، تساعد في تفسير ماذا جرى بشكل خاطئ ودفع هذا الفتى المحبوب للتورُّط في الهجوم الإرهابي الأكثر خطورة منذ عام 2005م.

 

واعتبرت الجارديان أنّ هذه الأفكار تتضمن التحول في الهوية، بالإضافة لجنون العظمة، لافتة إلى أن الطفل الأسود جاء من علاقة خارج الزواج في الستينيات من القرن الماضي لأم مراهقة بيضاء في كينت.

 

 

وبحسب الصحيفة فقد ولد في مستشفى هيناولت للولادة في إيريث، لأمه جانيت إيلمز التي كانت في الـ 17 من عمرها آنذاك لتتولى عملية تربيته وحدها حتى تزوجت من فيليب أجاو بعد عامين من ولادته لتنتقل به بعد ذلك إلى تونبريدج.

 

وقالت الصحيفة: "يبدو أنّ أدريان نضج في أجواء من الاستياء والغضب الذي تفجّر مرارًا خلال حياته في حلقات من العنف. هذه التركيبة السامّة وجدت مخرجها الأكثر فتكًا عندما اعتنق التطرف الإسلامي في أكثر أشكاله العنيفة".

 

وقال أحد الجيران متذكرًا: "لقد بدوا سعداء، كانت أسرة طبيعية". أما زميله السابق في الدراسة كينتون تيل فقال :"كان لديه شخصية قوية والجميع كانوا يحبونه، كان شخصًا ذكيًا وكان متفوقًا جدًا في الكيمياء أعتقد أنه كان يفكر في العمل في مجال مثل هذا بعد أن ترك المدرسة".

 

وبحسب تيل فقد كان أجاو معروفًا بين أقرانه بآدام الأسود، ذاك اللقب المقنع بالعنصرية، وبعد أن ترك المدرسة في السادسة عشرة من عمره فقد التواصل مع زملائه وبدأ ينزلق إلى حياة الجريمة.

 

وأضاف تيل: "لا زلت أتذكر عندما جاء حفلة رأس السنة في منزلي ولكن مع مجموعة من أصحابه الذين كانوا في حالة سكر والدي طلب منهم أن يغادروا، بعد ذلك فقدنا التواصل معًا".

وفي سن الـ 18 تعاطى أجاو المخدرات وأدين بأمور جنائية، بعد أن واجه اتهامًا بحيازة أسلحة غير مشروعة.

 

وأمام المحكمة التي قضت بحبسه عامين في سجن واي لاند في نورفولك، قال محامي أجاو: "نحن في مجتمع صغير جدًا وزوجته وأسرته تضرروا بشكل بالغ من هذا الوضع كما أنّ سرته انتقلت إلى القرية".

 

وفي سبتمبر 2003 دخل السجن مرة أخرى لكن هذه المرة لمدة 6 أشهر بسبب مهاجمته رجلاً بسكين خارج دار للمسنين.

 

وفي هذه المرة التي جاءت عقب هجمات 11 سبتمبر كانت ثقافة السجن مختلفة، حيث تواجد الكثير من المتطرفين البريطانيين في السجن تحت طائلة قانون الإرهاب الجديد، ليلعب نظام السجن دورًا في استقطاب المتطرفين الجدد.

 

وبحسب الصحيفة، كانت عمليات الاستقطاب تستهدف الشباب أصحاب الخلفيات الممزوجة بالعنف ويكافحون من أجل هويتهم مثل أجاو.

 

خلال أشهر بعد خروجه من السجن تزوج من فتاة مسلمة تعمل كمساعد تسويق في شركة فارزانا ماليك.

 

وعن هذا الزواج قالت الصحيفة: "يبدو أنه كانت نقطة التحول في حياته. سجلات الزواج تظهر أنه استخدم اسمه الأول أدريان راسيل إيلمز ولكن هويته كانت على وشك التحول مرة أخرى ليصبح خالد مسعود".

السيرة الذاتية الخاصة بأجاو حتى العام الماضي توضح أنه حصل على مؤهل لتعليم اللغة الإنجليزية في إطار برنامج تيسول في نفس العام الذي تزوج فيه، ليصبح ذلك وسيلة لسفره إلى السعودية، ليبدأ العمل هناك في تعليم العمال اللغة الإنجليزية في هيئة الطيران المدنية بجدة.

 

ويرى خبراء أمن أن السفر إلى السعودية طريق شائع للتحول، وإن لم يكن معروفًا حتى الآن إذا ما كان أجاو اكتسب التطرف هناك. بحسب الصحيفة.

 

وخلال الفترة من عام 2009 إلى 2013 تنقل أجاو بين أكثر من مسكن في لوتون ولندن التي أقام في أحد أحيائها الشرقية، وظل يتردد على مسجد مجاور.

 

مقالات متعلقة